الداخلة-جميلة عمر
كشف حسن عبيابة، عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم الاتحاد الدستوري، ،أن حزبه لعب دورا محوريا في حصول الحكومة على التنصيب البرلماني (الثقة النيابية)، مؤكدا أن مشاركة حزب "الحصان" في الحكومة جاء بعد صمود استثنائي لمدة عشرين سنة في المعارضة، مشيرًا الى أن جميع المكونات الحزبية للاتحاد الدستوري كانت لها الرغبة في المشاركة حفاظا على مسار الحزب وتطويره.
وردًا على سؤال لـ"المغرب اليوم" حول تقييمه لحكومة العثماني ومشاكل حراك الريف ومدى تأثيره على الجانب السيسي والاقتصادي؟ أجاب الدكتور عبيابة بإعطاء تقييم لستة أشهر من ميلاد حكومة العثماني ، التي تميزت حسب عبيابة بالعديد من الأحداث والتجاذبات السياسية والفكرية والصراع بين مجموعة الدفاع عن التوازنات السياسية .وقال: هذه التجاذبات خلقت نقاشا عموميا واسعا على جميع المستويات بل خلقت ما يسمى بـ”العصف الذهني” في التفكير، بعضه كان عميقا وبعضه كان سطحيا بل تحول النقاش إلى ساحة معركة بين مفهوم الدولة المغربية الثابتة من جهة وبين مفهوم الأحزاب كمؤسسات مؤطرة للعملية السياسية والانتخابية من جهة ثانية. كما برزت ظاهرة سياسية تمثلت في بعض الجماعات التي تريد أن تكون مؤسسات موازية للدولة خارج النسق الدستوري والعرفي بالمغرب
وعن إعفاء عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق من مهامه؟ أجاب الدكتور عبيابة أن تعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي تصدر انتخابات 7 أكتوبر ليس امتيازا انتخابيا عدديا بل هو امتياز دستوري فقط قابل للتغيير، لأن حصول الحزب الأول حسب الترتيب الحسابي لا يعطيه قوة سياسية الأولى في البلاد ما دام أنه حصل على 30 في المائة فقط من المقاعد.
وأضاف: من المتعارف عليه ديمقراطيا أن النتائج الانتخابية لأي حزب هي وسيلة ديمقراطية مؤقتة لتدبير الشأن العام قد تستمر وقد تتراجع. لكن الثابت في الدستور هو استمرار الدولة ومؤسساتها بغض النظر عن إجراء الانتخابات ولصالح من تكون هذه الانتخابات، وهذه حقيقة ثابتة في المغرب يجب استيعابها. وتغييب هذه الحقيقة عن بعض الأحزاب التي جعل النقاش يتحول من نقاش حول التعامل مع المرحلة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى محاولة إحياء النقاش القديم حول من سيحكم المغرب.
وعن مشاركة "الحصان" في هذه الحكومة؟ أجاب أن مشاركة الحصان في الحكومة جاء بعد صمود استثنائي لمدة 20 سنة من المعارضة. وأضاف عبيابة ،أن الاتحاد الدستوري كان حزبا قويا طيلة 20 سنة ويتوفر على فريقين في البرلمان وكان يسير أكبر مدينتين هما الدار البيضاء ومراكش، ولم يدخل الحكومة بسبب مواقف خصومه السياسيين الذين كانوا يقصونه ربما خوفا من قيمته المضافة.
وعن سؤال حول مشاركتهم الآن في هذه الحكومة ؟ أجاب عبيابة أن مشاركة الحصان في حكومة العثماني كانت ضرورية وإلا سيتضرر الحزب مستقبلا.مضيفا أن الحزب قدم الكثير من العمل والتضحيات للمغرب كواجب وطني . وعن المشاكل الذي عرفها الريف؟ أجاب عبيابة أن للأحزاب السياسية دور فعال في التأطيرالمواطن سياسيا ، حفاظا على الأمن والاستقرار من أجل خلق تنمية آمنة تستجيب لاحتياجات المواطنين.
وتابع أن الأحزاب تحمل مسؤولية كبيرة في تأطير المواطن. مؤكدا أن الأحزاب المغربية اليوم في حاجة إلى قيادات سياسية واقتصادية حتى تساهم في تطوير اقتصاد المغرب الصاعد لأنه نحن نؤمن كليبراليين أنه بدون فاعلين اقتصاديين.
وسئل كيف ترون مستقبل الحكومة الحالية أمام العديد من التحديات والإصلاحات المنتظرة؟ أجاب عبيابة قائلا: " أعتقد أن الحكومة مطالبة بالإسراع في حل مشاكل الريف مثل التشغيل وإصلاح التعليم والصحة ودعم القطاعات الإنتاجية لتحقيق النمو".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر