الدار البيضاء - رشيدة لملاحي
أكد البرلماني والمفكر عن حزب "العدالة والتنمية" المغربي، أبو زيد الإدريسي، أن الإقبال على الكتاب الإسلامي، مسألة عامة، فأثناء زيارته لرواق مغربي وجزائري في معرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه مدينة الدار البيضاء، أكدوا له ما يقوله كل الناشرين الذي يتعاملون بحس تجاري، أن الكتاب الإسلامي هو وحده الذي يباع، فمن الصعب أن نقارن بين حجم مبيعات كتاب متخصص في النحو وكتاب متخصص في الإسلاميات، وهذا وضع ثقافي عام لا يمكن أن نتجاهله.
وكشف أبو زيد الإدريسي، في حوار خاص لـ"المغرب اليوم"،أن هناك تدنٍ فظيع في القراءة، فآخر الأرقام تتكلم أن معدل القراءة في المغرب هو ستة دقائق في العام، وكانت قبل خمسة أعوام ساعتين بالمقارنة مع ثلاثمائة ساعة في أميركا ومائتين في أوروبا و مائة وثمانين ساعة في اليابان، وأحد الأسباب هو الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح المواطن بدل أن يقرأ في الجهاز الإلكتروني بدل الكتاب الورقي والجريدة الورقية، ومن الطبيعي أن يؤدي هذا إلى انحسار القدرة على الإبداع.
وفي رده على سؤال"المغرب اليوم" كيفية التوفيق بين انشغالات السياسة كبرلماني في مدينة الجديدة، والتفرغ للكتابة والابداع، أوضح برلماني حزب"المصباح"،"بالنسبة لانشغالي بالسياسة وكيف أجمع بين انشغالاتي الفكرية والسياسية بكل صدق فأنا أشتغل بالثقافة أكبر من السياسة، والسياسة لا تشغلني كثيرا لأني أمارسها بقدر، ويكفي أن أقول أني برلماني لمدة عشرين عاما ولم أتقدم لمسؤولية، سواء كرئيس أو نائب رئيس أو مكلفا لأني أكتفي بمهامي المتمثلة في تمثيلي لدائرتي ومهمتي داخل البرلمان في مراقبة العمل الحكومي، لذلك أمارس السياسة بقدر، وهمي الأكبر هو الثقافة، مع ما يرتبط بها من تأليف وبحث وحضور لندوات وإلقاء محاضرات".
واجه "المغرب اليوم"، البرلماني بمسؤولية أمانة عدد من المواطنين الذين منحوه صوتهم الانتخابي للدفاع عن قضاياهم ومشاكلهم، حيث ردّ أبوزيد الإدريسي، صحيح أن انتظارات المواطنين سقفها عال بالنسبة لبرلماني ورئيس مجلس بلدي ورئيس حكومة لكن انتظارات المواطنين لا يمكن أن تحقق بشكل فردي بل بشكل مؤسساتي، لذلك أنا أعمل داخل المؤسسة التي أنتمي إليها، أي داخل حزب "العدالة والتنمية"، الذي أنتمي إليه، داخل البرلمان الذي أنتسب إليه، وأشتغل في مؤسسة الإدريسي التي أسستها لهذا الغرض، أعمل مع دائرتي مع إخواني أعضاء الكتابة الإقليمية وأعضاء المجلس البلدي، قد أكون مقصرا لكن أحاول أن أوفق بين هذه المهام.
بخصوص تقييمه للوضع السياسي القائم، أكد المقرئ الإدريسي أبو زيد أن علاقته بالوضع السياسة تتم عن بعد، لأنه يبحث في قضايا كبرى تنظر للسياسة من علو، كقضية الغلو والديموقراطية والعنف وتركت أمر السياسة لمن يتقن خطابها والذي هو الأمانة العامة ورئاسة الفريق. وبخصوص عدم كتابته عن مواضيع السياسة أكد أبو زيد أن هناك متخصصين قادرين على الكتاب عن مواضيع السياسية بشكل يومي بينما أنا لست من هذا النوع من الكتاب والمفكرين ف"كل ميسر لما خلق له".
وأوضح خلال مشاركته في المعرض الدولي للكتاب والنشر بكتاب "حروف و معاني"، أنه هو بحث أطروحته الجامعية التي اشتغلت بها، وبعد أعوام من إهمالها أذِن لها أن تخرج للعلن بمناسبة هذا المعرض، مؤسسة الإدريسي التي أنا مديرها نشرت عشرين عنوانا، منها عشرة لي وعشرة لباحثين آخرين، والداراسات المنشورة في هذه المؤسسة تتعلق كلها بالفكر الإسلامي و الحداثة ونقد التراث، مع بعض التخصصات في الأدب اللغة، ونشرنا مؤخرا أيضا دراسة تاريخية عن "مواقف علماء الأندلس في القرنين الخامس والسادس"،.
وبشأن مميزات هذه الدورة عن سابقتها قال المتحدث نفسه "أنا أحضره منذ ربع قرن قياسا للمعارض السابقة هو حسن تنظيم الأروقة وتنظيم أجمل للعارضين مما يجعل الزائرين مستريحين في تجوالهم بأروقة المعرض، كما تتميز أيضا باستضافة بعض الدول الإفريقية كضيف شرف"، مطالبا الجهات المسؤولة بالانفتاح على حساسيات ثقافية مازالت حتى الآن مغيبة، إذ هناك وجوه ثقافية وفكرية و إيديولوجية وسياسية لم نر لها وجود منذ بداية المعرض، مع أنها بدأت تفرض نفسها في الساحة، وإنما ما يلاحظ هو أن نفس الوجوه القديمة هي نفسها الحاضرة في كل الدورات بسلطتها الثقافية والسياسية هي نفسها التي تستضاف، والمحاور الكبرى هي نفسها، لذلك أتمنى من المعرض أن يتيح للوافدين غير المعروفين سياسيا وثقافيا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر