كشف المتحدث باسم مقتدى الصدر، صلاح العبيدي، أنه لا وجود لمطامع خارجية على العراق متمثلة في "إيران والسعودية وتركيا وقطر "، مبينًا أن المطامع توجد داخله من قبل ضعفاء النفوس من القادة السياسيين، الذين يقدمون الولاء والطاعة لكل حسب انتمائه للدول، من أجل الحصول على المناصب والكراسي من دون التفكير بالولاء للوطن والشعب .
وقال العبيدي، في تصريح خاص لـ"المغرب اليوم"، "إننا اليوم نصارع حيتان كبيرة امتلأت بطونهم بالفساد والمال الحرام من أجل الوصول إلى السلطة بأي ثمن كان، حتى على حساب وطنيتهم"، لافتًا إلى أن "بعض الساسة العراقيين يتعاملون كتجار حرب وبعيدين عن لغة الاعتدال، مضيفًا أن الصدر لم يكن تحت إمرة أي دول إقليمية سواء كانت عربية أو أجنبية، وإنما ولاءه للوطن وشعبه، مشيرًا إلى أن زيارته إلى السعودية والإمارات تمثل شخصيته الدينية وليس للحكومة علاقة بها.
وتابع العبيدي، أن "المنطقة بحاجة إلى لغة الحوار وإغلاق الأبواب في وجه المتشددين"، مضيفًا أن "هناك أطراف تسمح لإيران بأن تتدخل في قراراتها وأن تكون ذيلًا لها"، موضحًا أن "الصدر لم يكن تحت عباءة إيران، التي دعمت جهات سياسية خلال مدة حكمه لـ 8 أعوام"، مشيرًا إلى أن "الصدر منح المالكي فرصة لتعديل مسار العملية السياسية لكن الأخير أضاعها".
وبشأن زيارة الصدر للسعودية والإمارات، أوضح العبيدي، أن الزيارة تمثل شخصية الصدر الدينية وليس للحكومة علاقة بها"، مضيفًا أن "شخصية الصدر المعتدلة، مكنته بأن يكون وسيطًا للأزمات التي تتعرض لها دول المنطقة"، مؤكدًا أن زعيم التيار الصدري، كان صريحًا في طرح المشاكل التي عانى منها البلدين في الفترة السابقة، وتحميل مسؤولية كل طرف ما يمكن أن يتحمله من الأخطاء والسلبيات، مشيرًا إلى أن"الشيء الإيجابي، كان أن السعودية قابلت تلقائية الصدر وصراحته".
وأشار العبيدي إلى أن "زيارة مقتدى الصدر إلى السعودية كانت ايجابية"، مضيفًا أنه تم بحث محورين خلال الزيارة، وهما الأزمات في المنطقة، والعلاقات السعودية العراقية، وبشأن مدى تأثير السياسيين الشيعة بتلك الزيارة، أوضح: "عندما تتم الإشارة إلى السعودية في وسائل الإعلام بأنها هي مصدر الإرهاب والمفخخات، أكيد أن ذلك سيكون له تأثيرًا سلبيًا وليس إيجابيًا على الحاضنة الشيعية، وأن الصدر يعلم ذلك بشكل حقيقي، وهو مستعد لمواجهته لأن هناك مصلحة وطنية تخص العراق كله من شماله إلى جنوبه".
وشدد العبيدي على أن "زيارة الصدر إلى السعودية ستكون على المدى البعيد إيجابية جدًا، لأنها جاءت لتعزز الدبلوماسية العراقية للحكومة، ولم تأت لبحث مصالح شخصية وإنما هي استكمال لما بدأه العبادي ووزيرا الخارجية والداخلية العراقيين، في زيارتهم إلى السعودية".
ولفت العبيدي إلى أن "زيارة الصدر إلى السعودية هي زيارة شعبية دينية، وهذا له أثره الإيجابي لديمومة العلاقة الطيبة ورفع الإشكالات التي سببها تبادل الاتهامات المستمرة لأكثر من 10 أعوام"، وبشان رفض الصدر استقبال الشاهرودي الذي زار العراق مؤخرًا وعدم لقاءه بالمراجع الدينية في النجف الأشرف، وهل بالفعل ان مراجع النجف رفضوا استقباله، ذكر أن ذلك لأن الزيارة كانت بصورة غير رسمية.
وبيَّن العبيدي، "أن هدف الزيارة كانت العتبات المقدسة والمشاهد المشرفة، وإن ما نشرته بعض الأجهزة الإعلامية لا أساس لها من الصحة"، وبخصوص سؤالنا عن رغبة إيران بنقل الحوزة العلمية في النجف الأشرف إلى قم، قال: "إن تلك الأمور صعب تصديقها لوجود المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني، والجميع يعرف لما له من دور فاعل في طرد تنظيم "داعش" من المدن الذي احتلها، من خلال الفتوى الذي دعا إليها، وتطوع شباب العراق وفقًا لذلك النداء".
وكشف العبيدي عن تحالف جديد يضم جميع الأحزاب الوطنية التي تحارب الفساد ويكون ولائها للوطن وليس لدول خارجية، وبشأن مطالب مقتدى الصدر بربط الحشد الشعبي بالجيش، أكد أن الأخير دعا إلى ربط الحشد الشعبي بالجيش وليس حله، معتبرًا أنه أحد رموز تحرير العراق، فيما لفت إلى وجود "نقاط سلبية وأخطاء" من قبل أطراف "تتسمى" باسم الحشد.
وأبرز العبيدي، أن "العبادي له مفهومه الخاص من جهته الحكومية، ونحن من جهتنا الدينية والشعبية نتعرض لهجوم كبير جدًا من الأطراف التي تريد أن تبقي على الفساد، ويحاولون ببعض العناوين المقبولة والمحبوبة شعبيًا مثل عنوان الحشد الشعبي"، مضيفًا "أنا أرى أن الحشد الشعبي أحد رموز تحرير العراق، وفي كثير من الأجواء حتى غير الشيعية يعتبر الحشد الشعبي نموذجًا لتخليصهم من "داعش"، فهناك مناطق سُنية على تماس مع إقليم كردستان تعتبر الحشد الشعبي مخلّصًا من امتداد الهيمنة على مناطقهم، ومع ذلك نرى أن هناك نقاطًا سلبية وأخطاء من قبل بعض الأطراف التي تتسمى باسم الحشد الشعبي ونسميهم الميليشيات الوقحة؛ لأننا لا نريد عنوان الحشد أن يتحول إلى عنوان تبتز الأطراف الفاسدة الشعب والدولة من خلاله".
وأردف العبيدي، أن "البعض يريد أن يبتز بوجود سياسي أو سلطوي أو حكومي أو مالي، وأردنا أن نقف في وجه هذا الابتزاز، واتفقت هذه الرؤى مع رؤى المرجعية، ولا نقول إننا ننفذ رأي المرجعية، ولكن الرؤى اتفقت في ذلك، وكانت رؤية العبادي قريبة من ذلك؛ ولذلك يحاول المبتزون إيذاء سمعة سماحة السيد شعبيًا ويقولون، إن مقتدى يريد حل الحشد الشعبي بينما ما أكدناه هو تقنين وجود الحشد الشعبي في إطار الدولة، وأكد في خطابه بعد عودته من المملكة العربية السعودية أنه يجب حصر السلاح بيد الدولة فقط والأجهزة الأمنية والتعامل مع السلاح الموجود بيد الحشد بأن يسحب بشكل ودي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر