الدار البيضاء -جميلة عمر
كشف المصطفى بنعلي الأمين العام لـ"جبهة القوى الديمقراطية"، عن وجود أزمة حقيقية في المشهد السياسي الوطني اليوم، معتبرا أن "غياب أو تغييب الأحزاب عن أداء دورها، وضعفها جعل المؤسسات التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة، تعيش حالة وهن".
وفي حديث خاص مع "المغرب اليوم" ، قال بنعلي إن تبعات السياسات المتبعة مؤخرا ، جعلت المغاربة لا يلمسون نتائج التقدم الديمقراطي، الذي حمله دستور2011، وباتت الأزمة عميقة ومتعددة، تجلت في اقتصاد يعاني، ووضع اجتماعي محتقن، تزايدت فيه الفوارق الفئوية والمجالية، وتراجعت مؤشرات التنمية البشرية.
وعن سؤال حول تقييمه للتجربة الحكومية السابقة؟ أجاب بنعلي أن التجربة الحكومية السابقة كانت كارثية، والأسوأ في تاريخ المغرب، محملا إياها مسؤولية اختياراتها اللاشعبية، في ما تعيشه البلاد اليوم، من معاناة على كل المستويات، خاصة ما يتهدد استقرار وتماسك المجتمع، وارتفاع حجم المديونية الذي يرهن مستقبل البلاد، ويقودها نحو المجهول.
وعن سؤال حول دور اليسار المغربي في هذه الأوضاع ؟ بنعلي أجاب وهو يتأسف لتراجع دور اليسار المغربي، في المجتمع، مقرا بأنه يعيش حالة التشتت، فاقدا لمبادرة تجديد ممارساته وخطاباته، مؤكدا على أن الحاجة إليه تظل قائمة قيام الفوارق الاجتماعية والمجالية. وابدى أمين عام جبهة القوى الديمقراطية، اعتقاده بأن مبادرات حزبه ومنذ2007، خلصت إلى "أن يسارا فعالا وموحدا، وحده القادر على صياغة مرتكزات التعاقد الجديد لبناء تشاركي، لمجتمع قوى ديمقراطي.
وردًا على سؤال حول تفاعلات احتجاجات الحسيمة؟ أوضح بنعلي أنها مبنية على مطالب معلنة اجتماعية جد مشروعة، وهي مطالب تعبر على تطلعات المواطنين في مختلف مناطق المغرب، رافضا تسميتها بالحراك لما تنطوي عليه من دلالة ملغومة، للإثارة والتأجيج
وحمل المسؤولية السياسية للحكومة، مؤكدا على مساءلتها عن أزمة تدبير هذه الاحتجاجات بطولها ومخلفاتها، بما فيها كلفة الاعتقالات على المعتقلين وعائلاتهم، ولم يستثن منها، الفرقاء الذين انشغلوا بشؤون الانتخابات وإفرازاتها وأهملوا دورهم في تأطير المواطنين، مستخلصا أن" درس الحسيمة بليغ في ما يرتبط بخطورة تبعات الفراغ السياسي الذي يمكن أن يتركه غياب دور فعال لأحزاب جادة.
واستعرض بنعلي خلال هذا اللقاء جملة من القضايا والأفكار والمواقف المهمة، التي تخص الوضع الذي تعيشه جبهة القوى الديمقراطية راهنا ومستقبلا، وسياقات انعقاد المؤتمر، كحدث فارق في مسار الحزب وتقييم رصيده في تزامن مع تخليد الذكرى 20 لتأسيسه، وكذا استشراف وأولوياته كحزب حداثي تقدمي، فضلا عن حديثه حول آفاق العمل السياسي على ضوء مهامه كأمين عام على رأس جبهة القوى الديمقراطية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر