آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

كشفت لـ"المغرب اليوم" أنه ضمن آليات التنشئة

مريم خير الدين توضح أن الإشهار ليس نمطيًا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مريم خير الدين توضح أن الإشهار ليس نمطيًا

جامعة قرطاج في تونس
الدارالبيضاء-فاطمة القبابي

عرضت مريم خير الدين ، أستاذة العلوم الثقافية في جامعة قرطاج في تونس، الخطوط العريضة لأهمية العلاقة بين الإشهار والطفل ، موضحة أن الإشهار ليس دائمًا وبال على الطفل، أو موجه للاستهلاك فقط ، فالإشهار آلية لضبط السلوك ، حيث تمكن واضعو الإشهار من معرفة دقيقة لكيفية توجيه السلوك.

وقالت الباحثة في الإنثروبولوجية الثقافية، إن الآليات التي توصل إليها الاشهاريون أو المستشهرون، نحن كمهتمين بالطفل لابد أن نوظف هذه الآليات، في أشياء أخرى تعود بالنفع عليه ، مؤكدة أن الإشهار ليس نمطيًا بل هو إنتاج ثقافي متغير ومتطور ومتماشي مع التغيرات الطارئة.

وأوضحت مريم خير الدين ، أنه ليس كل ما في الإشهار سئ ، مؤكدة أنه لا بد أن تكون هناك حسنة ما في الإشهار ،  قائلة "لذلك ارتأيت أن أبحث خارج الحكم النمطي الذي يعتبر الإشهار سئ ، ويحمل السلبيات أكثر منها إيجابيات".

وأشارت خير الدين إلى أن ليس هناك فعل لا ينتج إلا المعاني السيئة، إذ لابد أن تكون لكل فعل ايجابيات وسلبيات، كما أن الإشهار مجهود إنساني يخضع للنسبية، كما يخضع لقانون الايجابيات والسلبيات.

وقالت أستاذة العلوم الثقافية إن الجانب الفني والتقني للومضات الاشهارية من ارقي ما أنتج القطاع السمعي البصري، وهي بالنسبة لي حسنة فيها تعبير على القدرة الفنية الفائقة لمنتج هذا الإنتاج ، فالمستشهرون توصلوا إلى معرفة خبايا نفسية المتلقى ، وقواعد التحكم فيه حيث اهتموا بهذا الجانب النفسي والفني.

وأردفت المتحدثة أن الإشهار ليس نمطيا بل هو إنتاج  ثقافي متغير ومتطور ومتماشي مع التغيرات الطارئة فيه محطات، حيث أصبح الطفل هو العنصر الفاعل في الوصلة الاشهارية، أي الطفل الفاعل.

وفي الومضات الإشهارية أصبح للطفل صور مختلفة، فبعد أن كان مفعولًا به، أصبح فاعلًا في إنتاج المعنى، ولأن جمهور الأطفال  يتمثل بالصورة، إذن سيتمثل بهذا الطفل البطل ضمن الومضة الاشهارية، مضيفة "لا اعتقد أن من نضعهم شخصيات ليست لهم ملامح جذابة، بل بطل الومضة الإشهارية هو طفل جميل ونظيف وذكي ومؤدب ، هو صورة جميلة سيتمثل بها الطفل المشاهد".

وزادت مريم خير الدين "إن الإشهار يؤثر على سلوك الطفل الاستهلاكي، والطفل يؤثر على السياسة التسويقية للأسرة، حيث يخلق الطفل استراتيجيات للمفاوضة على رغباته، في إطار الأسرة، تتراوح بين الانفعال الذي يصل حد المرض والتأثير على الأطباء، من قبيل ها أنني نجحت في المدرسة، ها أنني طفل مهذب، فاشتري لي ما أريد، فالطفل يوجه استراتيجيات يطورها وفق ما يريد، ويطور استهلاك الأسرة".

وقالت مريم خير الدين إن الطفل هو من عناصر الأسرة، فالمجتمعات والأسر تطمح لتكون في أحسن صورة، ويرون أنفسهم في الطبق الأرفع لذلك يبحثون عن واجهة اجتماعية تتحقق من خلال ما يرى فينا.

وأكدت الباحثة أن الأولياء يستهلكون قبل الأطفال، ما يعرض في الإشهار على أنه من رموز الفئة الأرفع دون طلب من الأطفال، فالإشهار لا يستهدف الأطفال ولكن يستهدف الكبار والأولياء، وفي حالات كثيرة يرغم الأطفال على استهلاك  أشياء لم يرغبوا فيها لكن هي تدخل في إستراتيجية الحراك الاجتماعي للأسرة، مضيفة هنا أنبه إلى ملابس العيد، فنحن من نبحث عن الماركات في الأدوات المدرسية وفي ملابس العيد، ومن يستهلك الإشهار هم الآباء.

واعتبرت أن الإشهار آلية من آليات التنشئة الاجتماعية، في معنى تربية السلوك والذوق وفي معنى النموذج لأننا ننشأ باعتبار نموذج تمكننا منه ثقافتنا الخاصة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مريم خير الدين توضح أن الإشهار ليس نمطيًا مريم خير الدين توضح أن الإشهار ليس نمطيًا



GMT 09:43 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

أناقة خبير الرياضيات فيلاني تتغلّب على أزياء ماكرون

GMT 02:38 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد عمور يُعلن خفض ديون "أليانس" للتطوير العقاري

GMT 07:01 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

تعرفي على اتيكيت التقديم وفنونه المختلفة

GMT 09:22 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

تعديلات مبهرة في سيارة لامبورغيني "Aventador S"

GMT 07:43 2015 الإثنين ,23 آذار/ مارس

أقراص الكوسا والجبن

GMT 00:05 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تضيء أهرامات الجيزة بالعلمين الفرنسي والروسي

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:23 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

وفاة سائح فرنسي اصطدمت دراجته بحافلة في مراكش

GMT 05:57 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

اندلاع حريق بسوق المتلاشيات في أولاد تيمة

GMT 04:57 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلامية إيمان نبيل تبدي سعادتها بشباب مصر وفكرهم الواعي

GMT 13:48 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

دار "ماكس مارا" تُركّز على صيحة المعاطف الواسعة والضخمة

GMT 21:14 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

دانا فارس تطلق أغنية "تسلم" في "الكريسماس"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca