آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

القاص أحمد بوزفور: الوضع الثقافي في المغرب مُخجل ومُخْز

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - القاص أحمد بوزفور: الوضع الثقافي في المغرب مُخجل ومُخْز

الرباط - وكالات

رسم القاص المغربي المعروف أحمد بوزفور صورة قاتمة للوضع الثقافي الراهن في البلاد، خلال مداخلته، في إطار البرنامج السنوي لجمعية الضاد، بتعاون مع كل من مجموعة مدارس ركراكي للتعليم الخصوصي بتازة والجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي، ونيابة وزارة التربية الوطنية بنفس المدينة، حيث قال غن الوضع الثقافي يتسم بتراجع مستمر للمقروئية، واختفاء المكتبات المنزلية، كما أن ثقافة القراءة لم تترسخ بعد لدى الأجيال الجديدة”. ووصف بوزفور،مساء الجمعة الفائت، المشهد الثقافي العام في البلاد بأنه “مخجل ومخز” إلى درجة أن آلافا من نسخ الكتب والمؤلفات في مختلف المجالات يتم طبعها سنويا لا تتجاوز المبيعات الفعلية منها بضع مئات في أحسن الأحوال”. وقارن مؤلف “النظر في الوجه العزيز” بين فجر الاستقلال والوضع الراهن حيث كان المسرح موجودا في كل المدارس والمؤسسات التعليمية، والروح الوطنية في أوجها (مع وجود حزبين فاعلين في الساحة: الاستقلال والشورى)، مسجلا فتور هذه القيم تدريجيا في المجتمع المغربي”. “يجب أن تستعاد هذه الروح” يقول بوزفور، ومعها قيمة الإحساس بالواجب عن طريق الثقافة والأدب، فلدينا في كل الأحوال مسرحيون وأدباء ومبدعون يضاهون نظراءهم على المستويين العربي والعالمي، ويجب أن تهيأ للأدب كل قنوات التواصل، فلا يمكن أن نتقدم دون تفكير ولا يمكن أن نفكر دون قراءة” وفق تعبير بوزفور. وتتميز الكتابة في القصة القصيرة عند بوزفور بالاعتماد على التراث الشعبي للمغرب العميق، واكتشاف متاهات الجسد المعذب عبر الشك والسخرية والنقد الموجه للإيديولوجيات والأوهام التي نعتقدها حقائق دامغة، ومن ثمة محاولة نقل المواطن البسيط من كائن هلامي إلى فرد مستقل بمفهوم علم الاجتماع الحديث. ولم يفت بوزفور الحديث عن تجربته القصصية؛ فمجموعة ” النظر في الوجه العزيز ” ( صدرت سنة 1983 وهي الثانية بعد أول مجموعة له ” يحدثونك عن القتل ” الصادرة سنة 1971 ) نبتت وسط الصراع الاجتماعي والسياسي والإيديولوجي، ويحكمها مسار السؤال المؤرق في تلك الايديولوجيات وعبر موقف جمالي رافض لها. أما مجموعة ” الغابر الظاهر ” ـ والعنوان مستمد هو الآخر من الرأسمال الشفوي الشعبي الذي يحيل على الغياب شبه المطلق للفرد ـ فتطرح سؤال البحث عن هوية مغربية متميزة، إذ أن جواب الحركة الوطنية – من وجهة نظر بوزفور- لم يعد كافيا لأن البحث المنهجي والعميق في المغرب كفضاء للأمكنة والأزمنة والشخوص والعلاقات والأحداث والمواقف، يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن هناك اختلافا وتنوعا كبيرين في الرأسمال الرمزي، في العادات والتقاليد والثقافة وأشكال الرقص والطبخ واللباس وغيرها بين منطقة وأخرى. ومن جهتها تختزل مجموعة ” صياد النعام ” السؤال المركزي: هل يمكن اصطياد الكتابة والقبض عليها بكل متاهاتها وخيوطها العلنية والسرية؟ وماذا تراها تمنحنا في الأخير؟ يجيب بوزفور: ” لاشيء سوى الحلم”. مجموعة “ققنس” ـ وققنس طائر أسطوري كلما اقترب من الموت زاد غناؤه جمالا وبهاء ـ تخاطب الأحلام فينا، وتحمل معها تأويلات فرويد وابن سيرين، ومن ثمة يعتقد المبدع بتعددية التأويل، وكلما تكاثف وتنوع النظر والتأويل تجاه نص من نصوص المجموعة إلا وحققت تلك المتون القصصية المتعة الأدبية والفائدة المعرفية”.. “عشت طفولتي بالبادية “العروبية ” منطقة البرانس تحديدا دائرة تايناست في إقليم تازة، وشمت الذاكرة ظلال القناديل في ليالي البادية على الحيطان الطينية، وكنا ننام صحبة الماعز والخرفان وبعض البقر.. القرآن الكريم رافقني في رحلة الجامع والفقيه، ثم الكتب المتنوعة لرواد الشعر والنثر العربيين جورجي زيدان جبران وغيرهما…أنا مدين للرواد الرائعين أمثال عبد المجيد بن جلون والمرحوم محمد زفزاف، أما الموضة الجديدة المتمثلة في القصة الومضة أو ما يسمى بالقصة القصيرة جدا، فقد اعترف بوزفور بوضوح أنه “يتحمل مسؤولية الاستسهال والتنميط وتبخيس الكتابة القصصية ككل: “أمريكا اللاتينية ولم نكن نتوقع ما يجري حاليا”.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاص أحمد بوزفور الوضع الثقافي في المغرب مُخجل ومُخْز القاص أحمد بوزفور الوضع الثقافي في المغرب مُخجل ومُخْز



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca