آخر تحديث GMT 06:25:28
الثلاثاء 15 نيسان / أبريل 2025
الدار البيضاء اليوم  -
أخر الأخبار

بالرغم من جمالها إلا أنها ستُمحى مع أول زخة مطر

رسام جوال يحوّل أرصفة "اللاذقية" السورية إلى لوحات فنية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - رسام جوال يحوّل أرصفة

رسام يحوّل أرصفة السورية إلى لوحات فنية
دمشق-الدارالبيضاءاليوم

بحفنة من طباشير ملونة ورصاص وفحم، يتجول الفنان السوري محمد صبح حجار بين أرصفة مدينتي اللاذقية وجبلة، محوّلًا إياها إلى لوحات تتنقل بخفة وجمال عبر الزمن الشخصي، حيث طفولته الشغوفة بالرسم، والزمن الجمعي بدءا من العصور الوسطى وحتى الواقع الحالي بكل ما له وما عليه، من أمل وألم، ومن تعايش مع الواقع وهروب منه.فوضى الجمال التي ينقشها صبح عشوائيًا على الأرصفة التي يمر بها، تُخلق فجأة من فكرة أو مشهد ليندفع صبح سريعًا إلى تحرير هذه الفكرة من قيد الأذهان، فتفترش الرصيف في لوحة تعبق بالجمال العفوي، في ما يشبه النوبة التي دفعت صبح ليسمي نشاطه الجمالي بـ"نوبة فنية".ويقول صبح: منذ عام ونصف انطلقت نوبة فنية للرسم على أرصفة الطرقات بإمكانيات فقيرة جداً عبارة عن طبشور وفحم ورصاص، وهي عبارة عن حالة تعطي طابع ايجابي بعد السلبية التي عشناها طيلة سنوات الحرب، ويضيف: الرسم في الشوارع والساحات العامة ليس جديداً وإنما قديم، ونوبة مستلهمة من ذلك الفن القديم الجديد الذي يحكي هوية مكان، وفي الوقت ذاته يعطي دفعاً للجيل الذي يمتلك الموهبة أن يبرزها بلوحات تعبر عن تفكيره وتوجهاته بصورة جمالية.

فـ"صبح" الذي يحمل حقيبته على ظهره حتى إذا طلعت الفكرة على باله افترش الأرض واستعان بأدواته البسيطة من طباشير وفحم ورصاص ليحول حجارة الرصيف إلى قطع فسيفساء، رسم أكثر من تسعين لوحة رصيف خلال عام واحد، وذلك بتمويل خاص من رسم بورتريه للأصدقاء أو المتابعين بمبالغ رمزية.وعن موهبته الصغيرة الكبيرة، عاد صبح سنيناً للوراء، إلى الصفوف الأولى في المدرسة عندما كان لا يملك سوى شغف بالرسم واردة صغيرة لكنها كانت قوية بما يكفي ليستلهم الكثير من معلمته هيام سلمان مديرة جمعية (ارسم حلمي) التي وصفها بأنها كانت ملهمته خلال تلك المرحلة، وأضاف: عندما كنت صغيراً كنت ارسم على دفاتر الدراسة وكنت احلم أن أصبح عندما أكبر مصمم رسوم متحركة أو ألعاب.

وكبر "صبح" ولم يستطع حتى اليوم أن يحقق حلمه الصغير، لكنه، بحسب قوله، استطاع ان يحقق نوبة فنية هي ما تبقى من حلمه الصغير بالشغف نفسه الذي ما يزال يسكنه منذ الصغر، فالرسم بالفطرة التجريب والاكتساب الذاتي للمهارة والتغذية اللونية والبصرية.."النوبة الفنية" التي تسكن صبح وترافقه في كل مكان، يراها جاءت كمخاض حرب عشر سنوات في محاولة لطرح سوق عمل على غرار "مورال آرت"، الذي يؤكد صبح أنه سوق ليس جديداً عالمياً لكن قليل الظهور والطلب مكانياً، شارحاً: المورال رسم جداري مشابه للرسم الجرافيتي لكنه لا يعبر عن الشيء الشخصي بل عن المكان نفسه سواء منظمة ثقافية اجتماعية إنسانية اقتصادية خاصة أو عامة.
وأضاف صبح: كل الفنانين عبر التاريخ لم تظهر أسماءهم ويصبحوا مشهورين إلا بعد وفاتهم، وللاستفادة من ذلك الدرس كان لابد من التوجه بشكل صحيح لإدارة موهبتي في الرسم مذ 

كنت صغيراً.وعن الألوان المستخدمة وطريقة التعبير، يقول صبح: الفكرة التي تخلق فجأة في بالي أترجمها سريعاً على الرصيف ولا تستغرق مني أكثر من ساعة، وحسب اللوحة والغاية منها اختار الألوان ففي لوحة عنوانها الهروب من الواقع اخترت الرسم بالفحم لأنها تعكس حالة اليأس، والبورتريه اليائس ارسمه بالرصاص أو الفحم، فيما الرسوم التي تعكس العصور الكلاسيكية والصاخبة فإنني استخدم لها الطباشير الملونة.

ورغم أن الرسوم بجمالها وتنوعها ستمحى مع أول زخة مطر لان الطباشير والفحم والرصاص لا تقوى على مجابهة الأمطار، إلا أن صبح كان ولا يزال يرسم بشغف وكان رسومه سوف تعيش ألف عام، وأمام هذه الحقيقة لا يستطيع صبح إلا أن يستمر بالرسم لان ليس في جعبته سوى هذه الألوان الفقيرة.ويقول صبح: لا جدوى من التفكير عندما يكون الأمر متعلقاً بالإحساس. أنا أعيش تلك اللحظة مع نفسي لتنعكس للآخر عبر لوحة أرضية قد تكون مفعمة بالايجابية أو السلبية دون الحاجة للجدال المليء بالانقطاع لاختلاف الرؤية، وعليه يبقى التواصل محكوم بالنسبة لكل شخص بالبحث عما يريد أن يفهمه وليس العكس.

أحلام "صبح" ليست حبيسة نوبة فنية، بل يرمي، بحسب قوله، لإحياء الفن التراثي في لوحات جدارية أو أرضية مقاومة للماء والعوامل الجوية بألوان ثابتة، مؤكداً أن نوبة فنية مستمرة مع استمرار تشجيع تقبل الشارع لها، وإذا لاقت الدعم المادي المطلوب فإنها ستنتقل إلى المورال، وهو بحسب صبح، لوحات جدارية يقوم الفنان برسم خطوط خاصة تعبر إما عن فن تراثي وجمالي أو عن شيء معين لا يستطيع الرسام التعبير عنه أو شرحه، ويبقى للمتلقي أن يقرأه ويفهمه حسب مزاجيته.وبين امتلاك كل مفاتيح الموهبة والشغف، لا ينقص صبح سوى التمويل المادي الذي يقف عائقاً أمامه وغيره من الشباب الذي يمتلك الموهبة والشغف ويفتقر للدعم المادي الذي لو توفر لتحولت مدننا وشوارعنا إلى لوحات فنية تحاكي الفن التراثي الجميل.

وقد يهمك ايضا:

معرض "مرسم طباشير" للفن التشكيلي" يقدم نماذج مميزة من السعوديات

عالم جيولوجي "إسرائيلي" يزعم وجود مقبرة المسيح في القدس المحتلة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسام جوال يحوّل أرصفة اللاذقية السورية إلى لوحات فنية رسام جوال يحوّل أرصفة اللاذقية السورية إلى لوحات فنية



GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 01:56 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تتلقى ردود فعل إيجابية على "أبو العروسة"

GMT 00:10 2016 الأحد ,24 تموز / يوليو

عشبة القلب تعالج الاكتئاب والتبول الليلي

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 12:26 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الفيلم المغربي "عمي" يشارك في مهرجان بالسويد

GMT 22:25 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

هواوي ستكشف عن هاتفها "Enjoy 9 Plus" الجديد قريبا

GMT 21:45 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

العثور على جثة مقطعة داخل كيس بلاستيكي

GMT 06:38 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

"Lux Ile la Réunion" فندق يتلألأ جمالا وروعة

GMT 12:52 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أنس جبرون يعرب عن سعادته بانضمامه إلى "الرجاء"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca