آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

فوز الرئيس الفرنسي ماكرون يعيد الحديث عن ملف الذاكرة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فوز الرئيس الفرنسي ماكرون يعيد الحديث عن ملف الذاكرة

رئيس الجزائرعبد العزيز بوتفليقة
الجزائر – ربيعة خريس

وجّه رئيس الجزائر, عبد العزيز بوتفليقة, رسالة تهنئة لنظيره الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون، قائلًا من خلالها إن انتخاب ماكرون كان عن جدارة واستحقاق، وهذا لصلابة عزيمته ولتصبر رؤيته وصدق تعهداته.

وخاطب الرئيس الجزائري, الرئيس الفرنسي الجديد, في البرقية التي بعثها على إثر فوزه وانتخابه في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية، "أن الشعب الذي اختار فيكم  رجل الدولة حسا ومعنى، الرجل القادر على تدبير شؤونه في هذا الظرف العصيب وقيادة مسيرته شطر المستقبل الأفضل الذي رسمتموه بقناعة غامرة إنما أعلا في ذات الوقت وهو يختاركم مصيبا كعب صديق للجزائر".

وجاء في نص الرسالة " لما كنتم تطلعون بتلك الوظائف الوزارية الهامة، كان لكم عطاء ذو بال في بناء شراكة استثنائية بين الجزائر وفرنسا، التي أنا وسلفكم المبرز إلى جعلها مشروعًا عظيمًا مشتركًا لشعبنا، لم يخف على الجميع كل ما بذلتموه من إخلاص وإبداع  في مسعى كنتم تعلمون أنه مسعى يدخل في نطاق التساوق مع التاريخ... ولقد نمت استباقاتكم ومبادراتكم عن عزمكم الجاد على العمل معنا من أجل تدارك ما ضاع من فرص في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وذلك بفتح آفاق جديدة تعد بتقبل الذاكرة بحقيقة كل ما تنطوي عليه وصداقة استوي نضجها ومصالح متكافئة المنفعة، مع بقاء الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا والفرنسيين المتواجدين بالجزائر بمثابة عامل بشري نفيس يستدعي الاعتناء به والحفاظ عليه".

وعرج القاضي الأول للبلاد للحديث عن العلاقة الوطيدة بين الجزائر وفرنسا حيث قال، إن الموقف المبدئي الذي  بدر  من الزيارة الأخيرة لإيمانويل ماكرون للجزائر، حيال الاستعمار وطبيعته التي لا تغتفر ، وضع الرئيس الفرنسي الجديد "طبيعيا وشرعيا في الموقع المرموق، موقع الفاعل المقتنع والمقنع في عملية استكمال مصالحة حقيقية بين بلدينا في إطار احترام القيم الذاتية للشعوب التي يتحول تقاربها أثناء محن المواجهة غلى صحبة على نهج الأمل لا تضاهيها صحبة".

ولفتت نتائج الانتخابات الرئاسية في فرنسا, أنظار السلطة في الجزائر, خاصة وأن هذه المرة الأمور تختلف كثيرًا عن الاستحقاقات الرئاسية التي شهدتها فرنسا سابقًا, فالفائز إيمانويل ماكرون يختلف كثيرًا عن سابقيه المحسوبين على الأحزاب التقليدية, التي تحمل نفس الأفكار الايديولوجية خاصة ما تعلق بملف الذكرى, فالعلاقات الجزائرية الفرنسية تبقى رهينة تسوية ملف الذاكرة.

وأعاد الوافد الجديد على قصر الإليزيه, ايمانويل ماكرون, خلال حملته الانتخابية ملف الجرائم الفرنسية إبان الفترة الاستعمارية إلى واجهة الأحداث السياسية, وقال في تصريحات لقناة جزائرية أثناء زيارته للجزائر, فبراير / شباط الماضي "إن الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي. إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية" ما أثار جدلًا حادًا في فرنسا واستياء واسعًا لا سيما في صفوف اليمين.

وصف إيمانويل ماكرون, أثناء زيارته للجزائر الاستعمار بأنه "جريمة ضد الإنسانية"  مفجرًا الجدل في فرنسا حيث استنكر مسؤولون ينتمون إلى اليمين لا سيما اليمين المتطرف هذه التصريحات. وقال ماكرون, "إن الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي. إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، إنه وحشية حقيقية وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات".

وانتقد العديد من السياسيين من اليمين ومن حزب "الجبهة الوطنية" (يمين متطرف)، بشدة تصريحات ماكرون, فقال جيرار دارمانين المقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والنائب عن الحزب الجمهوري (يمين) في تغريدة "العار لإيمانويل ماكرون الذي شتم فرنسا في الخارج (بقوله) الاستعمار الفرنسي كان جريمة ضد الإنسانية.

وقال اليميني جان بيار رافارين "إيجاد تعارض بين الفرنسيين وإخراج هذه القصص بغرض التقسيم أو إعادة التعبئة، أرى وراء ذلك أغراضًا انتخابية, ليس جديرًا برئيس دولة أن ينبش جراحًا لا تزال مؤلمة جدًا".

واتهم واليران دو سان جوست المسؤول في "الجبهة الوطنية" ماكرون "بطعن فرنسا من الخلف. وعلق الإعلامي والمحلل السياسي, احسن خلاص, على مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية, في ظل فوز ايمانويل ماكرون, قائلًا في تصريحات لـ " العرب اليوم " إنه من المبكر الحديث عن مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية خاصة ما تعلق بملف الذاكرة, فتنفيذ الوافد الجديد على قصر الإليزيه لوعوده مرهون بالنتائج التي ستفرزها الانتخابات النيابية في فرنسا التي ستنظم يونيو / حزيران المقبل, فعلى رئيس فرنسا الجديد التعامل مع الأغلبية البرلمانية التي ستفرزها هذه الاستحقاقات, ويبدو أنه لن يكون إلا طرفا فيها لأنه لا يملك حزبًا قويًا وهيكلًا, وتوقع  خلاص أن تشكل أغلبية رئاسية مع أحزاب اليمين الجمهوري أو مع الاشتراكيين. وعلى الصعيد الاقتصادي, قال المتحدث إن البرنامج الاقتصادي للرئيس الفرنسي الجديد هو برنامج ليبرالي بنزعة إنسانية وقابل للتفاوض.  

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوز الرئيس الفرنسي ماكرون يعيد الحديث عن ملف الذاكرة فوز الرئيس الفرنسي ماكرون يعيد الحديث عن ملف الذاكرة



GMT 02:38 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

زيادة طفيفة في التأييد العام للسيدة الأولى ميلانيا ترامب

GMT 07:13 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

توقعات "الأرصاد الجوية" لطقس المملكة المغربية السبت

GMT 17:45 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يربك حسابات المغرب التطواني ويبعثر أوراق فرتوت

GMT 15:58 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال شخص في ثغر مليلية بتهمة الترويج لـ"داعش"

GMT 14:08 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس المجلس الإقليمي للناظور يوزع خمس سيارات للنقل المدرسي

GMT 17:53 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

مشروب "الشعير المغلي" لخسارة دهون البطن في أسبوع

GMT 04:59 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جزر تايلاند الوجهة المفضلة للسيّاح في جنوب شرق آسيا

GMT 06:10 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

الشاعرة المغربية الشاوي بشرائيل تزور اسرائيل برأس مرفوع

GMT 01:01 2015 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

أرجل الدجاج تعالج ارتفاع ضغط الدم

GMT 20:20 2016 السبت ,12 آذار/ مارس

المشمش غني بالعناصر والأملاح المعدنية

GMT 08:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الموقفين في جريمة حمزة الشايب يرشدون على هوية صاحب المهمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca