لندن - سليم كرم
يعد السيد أشاتيكو واحدا من عدد قليل من خياطي برودواي والحرفيين الذين يعملون على الملابس لكي تبدو سيئة بشكل جميل, وعمل في مسرحية " Eclipsed"، على تحويل تي شيرت "راغراتس"، الذي ترتديه لوبيتا نيونغ خلال العرض إلى خرقة تفوح منها رائحة العرق حيث بدت كما لو أنها قد قضت أسابيع منبوذة في ليبيريا، وهو المكان الذي تدور حوله المسرحية, وقال كلينت راموس، الذي فاز بجائزة توني على تصميم الأزياء للمسرحية، أن السيد أشاتيكو خلق "تاريخ للملابس" الذي بدا على خشبة المسرح عضوية ومتأصلة.
قال السيد راموس: "في عقله، يمكنه تصور كيف تمر الشخصية خلال يومها، ويكون علاقة بين الملابس والشخصية وكيف تتفاعل مع البيئة بطريقة مادية، إنه يعلم كل شيء", وأوضح أن السيد أشاتيكو يفعل أكثر ما هو أكثر من صنع الملابس فهي تبدو كما لو أنه تم سحبها من الطين أو الدماء في معركة, وذكر أنه في الغالب يرسم الزي، الذي يتخيل الذي يمكن أن ترتديه الشخصية، وقام بالفعل بتصميم تلك الكلاسيكيات الرائعة التي عرضت على خشبة مسرح برودواي مثل كاتس.
ويتقاضى السيد أشاتيكو، الذي يصمم الأزياء أيضا، أجرًا ليس برخيص، حيث يمكن أن يتراوح أجره من 3000 إلى 140 ألف دولار في العمل الواحد، فالملابس خشنة لا تأتي من على الرف، بل تتطلب الكثير من المجهود, ويقول السيد أشاتيكو الذي ظل في هذا العام لـ22 عاما: "يظن المنتجون أنه ليس هناك نسيج يمكن أن يقوم بهذا الدور، لكن مصممو الأزياء يعرفون أنني أضيف الجودة إلى العرض".
ويتطلب العمل على ذلك النوع من الأزياء العديد من المراحل الرسم إلى التدمير إلى التقنيات المبالغ فيها، مثل الألوان والظلال ومعرفة كيفية صنع المؤثرات على الملابس مثل الدم والعرق والقطع والبلل والحرق وغيرها, فيما طلب من السيد أشاتيكو وضع بعض تقنياته لتحويل سترة جان إلى واحدة بالية، وقد قام بهذا العمل في أربع خطوات سهلة نسبيا، وهي:
1. القطع
ويتطلب لتحويل ثوبا جديدا إلى ثوب رث مزيجًا من الغسل (لتليين النسيج)، والطلاء والعمل مع أكثر من أداة، مثل المقص والصنفرة، حيث يبدأ السيد أشاتيكو بالتقطيع باليد في ضربات سريعة قصيرة باستخدام مشط شائك يشبه جهاز من غرف التعذيب، حتى تنهار الألياف ويقطع حوافها، لإعطاء الملابس مظهر الارتداء اليومي, حيث يقول السيد أشاتيكو: "نحن لا نريد لها أن تبدو مزيفة، بل لتبدو وكأن هناك من عاش بها".
2. الطلاء
ويضع السيد أشاتيكو بعد التمزيق، طبقات من الطلاء، بالبخاخة لرسم العديد من الألوان المخلوطة (25% من الطلاء و75% من المياه), ويضع طبقات رقيقة من الذهب والبني والأسود على الصدر والذراعين، والرش بشكل أكبر حول العنق والأطراف، وذلك من أجل اعطاء الملابس الشكل المترب المتهالك, ثم يستخدم فرشاة صغيرة لوضع أضواء منخفضة من الأسود، أو الظلال، على الجانبين من الجينز, هذا "الحجب" تقنية تخلق عمق يعطي بعدا للملابس.
3. الجفاف
وبعد رسم الملابس، يستخدم السيد أشاتيكو مجفف الشعر لجعل الطلاء دائم. وعندما تجف، سيظهر الرسم على الملابس في الظل أخف وزنا, وبعد التجفيف، يضيف أشاتيكو المزيد من اللمسات من الطلاء هنا وهناك، ويجفف تلك المناطق مرة أخرى.
4. الصنفرة
وبعد تجفيف الطلاء، يقوم أشاتيكو بصنفرة أجزاء من السترة، وهي تقنية تعيد تسليط الضوء على الملابس عن طريق دفع الطلاء داخل النسيج. وأضاف: "أنه يعيد الحياة إلى الملابس، بحيث يصبح لديها الظلال والضوء". وتساعد عملية الصنفرة على هدم الملابس وهلك الجينز بشكل طبيعي (ويمكن أيضا أن يتم ذلك على طاولة), ويقول أشاتيكو: "في المسرح يمكنهم شراء سترة جان جديدة تكلفهم 30 دولار فقط، ولكنها تكلفني بضع مئات الدولارات لأجعلها قديمة. كما أن السترة التي تظل في حوزة الممثل طوال فترة عرض المسرحية تأخذ منى من 90 دقيقة إلى 4 ساعات من العمل".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر