آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"ماما الشنا" حاضنة الأمهات العازبات وأطفالهن في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

اليوم العالمي للمرأة
الرباط _ الدار البيضاء اليوم

يشكل الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة، مناسبة للوقوف على الإنجازات التي حققتها النساء في مختلف المجالات عبر العالم، ولتعزيز حقوقهن. وفي المغرب هذا اليوم هو مناسبة لتكريم نساء وقفنا في وجه الظلم والتمييز والعنف الإقصاء.ومن بين النساء اللواتي لا يمكن أن تمر هذه المناسبة دون أن يذكر المغاربة سيرتها، سيدة بألف رجل تحدت المجتمع ووقفت في صف نساء منبوذات، هي امرأة كتبت اسمها من ذهب في سجل العمل الاجتماعي و الإنساني في المغرب، هي رمز لكفاح النساء من أجل النساء، هي المناضلة الاجتماعية عائشة الشنا.
وفي سن 80 عاما لا زالت عائشة الشنا وإلى اليوم، تدافع وبشراسة عن الأمهات العازبات في المغرب، وتعرف المجتمع بمعاناتهن وتطالب المسؤولين بحمايتهن وتمكينهن من جميع حقوقهن. وتقوم عائشة الشنا أو "ماما عيشة" كما تناديها النساء اللواتي يلجأن لها لطلب الحماية والمساندة، على مساعدة الأمهات العازبات لتجاوز مشاكلهن، حيث تقدم لهن الدعم النفسي والقانوني والاقتصادي، وتمنحهن الثقة لبناء أنفسهن والاندماج وسط المجتمع بوضعهن الجديد.
وعاشت عائشة الشنا يتيمة الأب بعد أن توفي والدها وهي في سن الرابعة من عمرها، لتجد الدعم والتضامن من العائلة والجيران، وفي الوقت الذي كان من الصعب على الفتيات الدراسة والتعلم، فإن الشنا ترجع الفضل في إتمام تعليمها إلى والدتها.وولجت الشنا العمل الجمعوي في سن صغيرة لم يتجاوز 17 عاما، حيث التحقت بجمعية حماية الطفولة والعصبة المغربية لمحاربة السل، بعد أن حصلت على دبلوم من مدرسة التمريض سنة 1960، ثم عملت في عدد من المؤسسات الجمعوية، مما مكنها من معاينة الحالات الإنسانية عن قرب وعلى أرض الواقع.
وكان صيف سنة 1981 نقطة فارقة في مسار العمل الإنساني والتضامني لعائشة الشنا بعد أن كانت شاهدة على مأساة أثرت في نفسيتها بشكل كبير، لأم لم تتجاوز 18 عاما وهي ترغب في التخلي عن رضيعها الذي ولد نتيجة علاقة غير شرعية ورفض الأب الاعتراف به، مما اضطرها للتخلي عنه كحل للهروب من مواجهة محيطها العائلي والمجتمع.لم تنس الشنا يوما مشهد الأم في مكتب المساعدة الاجتماعية بوزارة الصحة، وهي توقع على ورقة تنازلها عن فلذة كبدها، بينما يسمك بها الرضيع ويبكي، ومنذ ذلك اليوم قطعت الشنا وعدا على نفسها بأن تهب حياتها لخدمة قضايا المرأة لاسيما منهم الأمهات العازبات، وتكون لهم بمثابة أم تحميهم من الشارع والخوف والضياع.
بعد سنوات قليلة من هاته الواقعة التي ظلت راسخة في ذاكرة الناشطة المدنية، وبالضبط في سنة 1985 أسست عائشة الشنا جمعية تعنى بالأمهات العازبات والنساء ضحايا الاغتصاب، واختارت لها اسم "التضامن النسوي"، لتكون واحدة من أهم المؤسسات المدنية التي تدافع عن حقوق النساء في المغرب.وتقوم الجمعية بتلقين النساء مجموعة من المهارات في الحلاقة والطبخ والخياطة وتربية الأطفال وغيرها من المهن التي تمكنهن من الحصول على فرصة عمل تضمن لهن الاستقلالية، وتفتح الطريق أممهن للاندماج في المجتمع.
كما تساعد الشنا عبر جمعيتها النساء على إتباث نسب أبنائهن، وتسهيل المساطر القانونية والإدارية لوضعهن في سجل الحالة المدنية، وتوعيتهن وتحسيسهن بخطورة العلاقات خارج إطار الزواج، ومساعدتهن على تجاوز الوضع النفسي الذي خلفته تجربة لم ينتج عنها سوى المعاناة والالم. 
وتعتبر الشنا ، أن وضع الأم العازبة في المغرب قد اختلف عن السابق، حيث صار بإمكانها تسجيل ابنها في الحالة المدنية بصفتها أم عازبة ومنحه اسمها العائلي أو اختيار اسم آخر له، وهو ما لم يكن مسموحا به من قبل.ودفاع الشنا المستميت عن الأمهات العازبات وشجاعتها للحديث بإسمهن في المغرب وخارجه والدفاع عن قضايهن، والمطالبة بحقوقهن، لم تستسغه بعض الأطراف المحافظة التي اتهمتها بالتشجيع على الفساد ومحاولة مصالحة المجتمع المغربي مع العلاقات الخارجة عن إطار الزواج.
وترى الشنا أن ما يفاقم الإشكالات المرتبطة بالعلاقات التي قد تؤدي إلى حمل، هو النبذ والإقصاء، معتبرة أن الحل يكمن في التوعية وفي تلقين الأطفال تربية جنسية صحيحة داخل البيوت وفي المدارس التعليمية. وردا على الأصوات التي تنتقد عملها وتتهمها بنشر الفساد، تقول الشنا، إن كل ما تقوم به هو محاولة إنقاذ أم وابنها من الشارع، وعدم السماح بالتخلي عنه أمام باب مسجد أو بجانب قمامة للنفايات دون هوية.
إيمانها برسالتها الإنسانية ودفاعها عن النساء المهمشات داخل المجتمع لما يزيد عن 60 سنة، وفتح ذراعيها لعشرات الأمهات العازبات وأطفالهن واحتنضها لهم، أكسب الشنا احترام العديد من الشخصيات والمؤسسات العالمية، التي اعترفت بمجهوداتها وبعملها النبيل الذي أنقد حياة العديد من النساء وجنبهم التشرد في الشارع رفقة أطفالهن.
تقول الشنا إنه "قبل فترة كنت أرقد في قسم الإنعاش بسبب مضاعفات صحية وكانت حالتي جد حرجة، وكل ما كنت أطلبه من الله حينها، هو أن يمدني بالقوة لإتمام ما بدأته وتبليغ رسالتي لأكبر عدد من الشباب، فهم من يحملون المشعل لتغير العقليات وسن قوانين تحترم المرأة وتحترم الرجل".ومن بين عشرات التكريمات والجوائز المرموقة التي حصلت عليها الشنا خلال مسارها في العمل الإنساني، وسام الشرف الذي منحها إياه العاهل المغربي الملك محمد السادس سنة 2000، كما حصلت على وسام جوقة الشرف من درجة فارس من الجمهورية الفرنسية في العام 2013. 
وقبل الوسام الفرنسي كانت الشنا قد نالت سنة 2009 كأول مسلمة جائزة "أوبيس" الدولية للأعمال الإنسانية الأكثر تميزا، والتي بلغت قيمتما مليون دولار أميركي، نظير تكريس حياتها لخدمة قضايا المرأة. وقد خصصت الشنا مبلغ الجائزة لفائدة جمعيتها الخيرية لضمان استمرار عملها الإنساني بعد وفاتها.

قد يهمك ايضا

الملكة إليزابيث تتسبب في إهانة ميغان ماركل بصور من عيد ميلاد الأمير هاري

والدة ميغان ماركل تعيش مع ابنتها وحفيد الملكة اليزابيث في بيتها الجديد

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماما الشنا حاضنة الأمهات العازبات وأطفالهن في المغرب ماما الشنا حاضنة الأمهات العازبات وأطفالهن في المغرب



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca