آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

صور المساعدات تثير جدلا في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - صور المساعدات تثير جدلا في المغرب

المساعدات الخيريية
الرباط - الدار البيضاء

أثارت الصور التي نشرتها جمعيات في المغرب، توثق من خلالها توزيع المساعدات على الأشخاص المعوزين، جدلا واسعا انقسم فيه الرأي بين مؤيد ورافض لهذا السلوك.وانتقد بعض المغاربة هذا الفعل استنادا لكون "الصدقة" تتم في الكتمان، مما يقتضي عدم إبراز ملامح الأشخاص الذين هم بحاجة للمساعدة خاصة الأطفال، فيما يعتبر آخرون هذا السلوك مشجعا وحافزا على فعل الخير.وتقوم جمعيات المجتمع المدني خلال هذه الفترة بالضبط من السنة، بتوزيع مساعدات عبارة عن مواد غذائية وأغطية وملابس، مساهمة منها في فك العزلة عن بعض سكان القرى النائية التي تعاني من قساوة الطقس، حيث دأبت بعض هذه الجمعيات على مشاركة صور توثق لعملها الخيري.

استقطاب المتبرعين

ويصنف نشطاء اجتماعيون عملية التصوير أثناء تقديم المساعدات، سلوكا يندرج في إطار التحفيز على العطاء وفعل الخير وتشجيع أطراف أخرى على الاقتداء بمبادراتهم الخيرية والتأكيد على مصداقيتهم أمام المتبرعين.

ويقول مدير المشاريع بجمعية عطاء الخيرية، مصطفى العمري، إن تسليط الضوء على أنشطتهم عبر التصوير يتضمن مزايا عدة كما العمل الخيري في السر مزاياه الخاصة.ويضيف العمري، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن العمل الجمعوي الذي يقوم على الوساطة بين المانح والمستفيد، يقتضي توثيقه بالصورة خدمة لمبدأ الشفافية في تدبير العمل الخيري.

ويستطرد المتحدث: "في المراحل الأولى لمشروع خيري يمكننا الاعتماد على المتبرعين اللذين نتواصل معهم بشكل مباشرة، إلا أن المراحل التالية من المشروع تتطلب استقطاب متبرعين جدد وهو الدور الذي يلعبه تصوير وتوثيق الأنشطة".

ويشدد العمري، على أن "الهدف من وراء نشر الصور هو تعزيز قيم التضامن والتكافل ومحاولة استقطاب متبرعين لا يمكن التواصل معهم إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يساهم في نجاح المشاريع الخيرية".

عملية التقاط صور للمستفيدين أثناء تقديم المساعدات تستوجب حسب العمري، الالتزام بمجموعة من الشروط، التي تكفل كرامة الأشخاص وتحترم خصوصياتهم، عبر تجنب تصوير الأوجه وذكر الأسماء، والاقتصار على الصور الجماعية.

وعلى الجانب الآخر يرى رئيس مجلس إدارة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة المهدي ليمينة، أن توثيق وتسويق العمل الإنساني التضامني عبر تصويره يعتبر تشهيرا ومسا بكرامة الإنسان.

ويضيف الناشط الاجتماعي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن توظيف التحول الرقمي في تسويق المبادرات الإنسانية هو سلوك خاطئ يصور الإنسان المحتاج على أنه شخص "اتكالي" يعول فقط على "الصدقة".

ويشدد ليمينة، على أن الجمعيات المدنية شريك في التنمية، وبالتالي يتوجب عليها تقديم أفكار وبرامج تنموية تساعد على تحقيق التنمية المنشود في المناطق النائية، عوض الاقتصار فقط على المبادرات الموسمية وتوزيع المساعدات العينية.

بين الرفض والتأييد

يصف المحلل الاجتماعي، علي الشعباني، توثيق الجمعيات لعملها الخيري بالصور ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، بالظاهرة غير الصحية التي لا تنسجم مع ثقافة وقيم المجتمع المغربي المبنية على كتمان العمل الخيري.

ويعلل الشعباني وجهة نظره بالقول في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية": "في الثقافة المغربية يحرص فاعل الخير على كتمان هويته، حيث يعرف فقط باسم "المحسن" مثلما نحرص على حفظ كرامة الشخص المحتاج وعدم التشهير به".

ويعتبر الشعباني  "التصوير انتهاكا لخصوصية المحتاج ودوسا على كرامته".

ويتابع حديثه قائلا: "سكان المناطق النائية أصبحوا اليوم أكثر نضجا ووعيا بأهمية التنمية الشاملة في مناطقهم والدور الذي تكتسيه المشاريع المدرة للدخل".

من جهة أخرى يعتبر أستاذ علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، أن انخراط نشطاء اجتماعيين في مبادرة خيرية تروم دعم سكان القرى النائية هو واجب إنساني وطني يتجاوز منطق "الصدقة" أو "التشهير".

ويميز بنزاكور بين المبادرة الخيرية الفردية والجماعية بالقول: "المبادرة الفردية لا تتطلب بالضرورة أن تتم بشكل علني، أما المبادرة الخاصة بجمعيات مدنية تعتمد على جمع التبرعات، فهي لا تندرج في باب "الصدقة" بل تدخل في إطار مساندة المجتمع للمحتاجين في انتظار وضع خطط هيكلية بنيوية تستجيب لتطلعاتهم".

ويردف بنزاكور: "تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا جوهريا في توسيع نطاق انخراط "محسنين" آخرين في مبادرات خيرية تعود بالنفع على الفئات المحتاجة، كما تساهم في تسليط الأضواء على مشاكلهم واحتياجاتهم".

قد يهمك ايضا

أبو الغيط يؤكّد أنّ دونالد ترامب شخصية نادرة الحدوث

أبو الغيط يؤكد أن حق الشعب الفلسطيني لا يسقط بالتقادم

 
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صور المساعدات تثير جدلا في المغرب صور المساعدات تثير جدلا في المغرب



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca