آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الطاهي غبريسيس هيلمريم يحلم بإظهار أمجاد المطبخ الإثيوبي للعالم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الطاهي غبريسيس هيلمريم يحلم بإظهار أمجاد المطبخ الإثيوبي للعالم

صورة لعائلة تتناول وجبة في مطعم في أديس أبابا
أديس أبابا - جمال السعدي

يحلم الطاهي الإثيوبي الذي يحظى بالقليل من الشهرة يوهانس غبريسيس هيلمريم، بإظهار أمجاد المطبخ الإثيوبي للعالم، مع جعل أفقر المواطنين يتناولون الطعام بشكل جيد، وأضاف هيلمريم "أحب جيمي إوليفر كثيرًا، واعتدت مشاهدة برنامجه مع والدتي". ويعد هيلمريم واحدًا من آلاف الشباب الموهوبين الذين اختاروا العودة إلى وطنهم، بعد أن تلقى تعليمه ونشأ في الخارج.

وتشهد البلاد طفرة اقتصادية غيرت حياة عشرات الملايين من البشر، ما فتح العديد من الفرص التجارية، وبلغ متوسط معدلات النمو نحو 10% خلال عقد، ويتفق الكثيرون على انخفاض الفقر بشكل كبير. وتم افتتاح السد الإثيوبي كمشروع ضخم للطاقة الكهرومائية مع إنشاء خط سكة حديدية من العاصمة أديس أبابا إلى جيبوتي في ديسمبر/ كانون الأول، وتقيم الخطوط الوطنية الجوية التي كانت منبوذة من قبل رحلات يومية حاليًا إلى جهات مختلفة في جميع أنحاء جنوب وشرق آسيا، ما حوّل إثيوبيا إلى مركز للقارات.

وأوضحت هايلي تيروني، من واشنطن، وهي تجلس منتظرة لقاء الرئيس التنفيذي لأحد الشركات، قائلة "لا أرغب في البقاء في أميركا، أجد كل أقاربي يعانون من القروض، أريد العودة إلى هنا، هناك العديد من الفرص هنا"، وتقول تيروني التي تدرس التمويل في جامعة سيول "المغتربون هنا يشملون المصممين والطهاة والموسيقيين والمتطورين العقاريين".

ونشأ هيلمريم في أديس أبابا، لكنه قضى أعوام في التدريب مع الشيف الفرنسي الشهير بول بوكوس في ليون، قبل عمله في أفضل مطاعم كاليفورنيا، ويعد هيلمريم واحدًا من أبرز الإثيوبيين المغتربين العائدين، ويحظى برنامجه التلفزيوني بملايين المشاهدين وفقا للمنتجين، ومن أهم مميزات البرنامج أن كل حلقة تتضمن وصفة محددة لكل منطقة من الأمة المكونة من 94 مليون نسمة، ويوضح هيلمريم أن أحد أهدافه الحفاظ على التقاليد الضائعة في إثيوبيا.

 وأضاف "كنت أعمل في كاليفورنيا، ووجدت رئيس الطهاة يستخدم التوابل الإثيوبية، وهو ما أذهلني كإثيوبي، كان يجب عليّ أن أستخدم هذه المنتجات، كان يجب عليّ أن أدرك أن الحرفة ربما تضيع في عالم صناعي سريع، أردت أن أعودت إلى إثيوبيا، وأعرف أن ذلك سيكون تحدي كبير، ولذلك سافرت في جميع أنحاء البلاد، للاستفادة من المعرفة التي تحظى بجاذبية عالمية، ولاحظت أن إثيوبيا لديها الكثير لتقدمه، ولكن بسبب العولمة ننسى أن ننظر إلى بلادنا".

وكان الهدف الآخر لهيلمريم، تحسين النظام الغذائي للمواطنين، الذين ما زالوا يعانون من سوء تغذية حاد متجذر، نتيجة الفقر المدقع، بسبب وحشية الحكام القمعيين، ويعمل هيلمريم حاليًا مع خبراء التغذية في جامعة أديس أبابا، والمسؤولين الحكوميين والأمم المتحدة، لوضع وصفات متوازنة تسمح للفقير أن يأكل بشكل جيد وصحي، وتابع هيلمريم "أشعر بالتعب تمامًا من الصورة النمطية للمجاعة المرتبطة في إثيوبيا، ولكن الأمر متروك لنا، لإظهار ما نحن عليه الأن".

ويعاني عشرات الآلاف من متابعي هيلمريم عبر "الفيسبوك"، في الحصول على وصفاته منذ تقييد وسائل الإعلام الاجتماعية بشدة منذ أن فرض حزب الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي الحاكم حالة الطوارئ في أكتوبر/ تشرين الأول، بعد موجة الاحتجاجات الدموية ضد حكمه المستمر منذ 25 عامًا، وقُتل المئات وسُجن عشرات الآلاف ما أثار انتقادات حادة من جماعات حقوق الإنسان الدولية، وعلى الرغم من أن العنف لم يكن له تأثير على الاقتصاد، حتى الأن إلا أنه أدى إلى التوتر العرقي داخل البلاد المتنوعة عرقيًا ما يهدد النمو المستقبلي، وهناك مخاوف من إبطاء الاستثمارات من الخارج.

ولا زال المغتربون يعودون حيث سيتم افتتاح مستشفى خاص العام المقبل، ويعمل بها نحو 200 طبيب إثيوبي يتم تدريبهم حاليًا في الخارج، وثلثهم من الجالية الإثيوبية في الولايات المتحدة، وتعد المستشفى من بنات أفكار "زمدنيه نيجاتو" (59 عامًا) رجل الأعمال الذي غادر البلاد عندما كان طفلًا في السبعينات هربا من نظام Derg one-party الذي حكم من 1974-1991، ويقارن نيجاتو البلاد بالصين في فترة التسعينات، قائلًا  هذه واحدة من المراحل الأكثر إثارة وديناميكية للاقتصاد، والمهارات التي يجلبها الاغتراب مهمة للغاية، إنهم يجلبون معرفة العالم الأول ويقومون بتطويعها مع الإثيوبيين".

ولم يقتصر المغتربون على إثيوبيا فقط، وساهم التباطؤ الاقتصادي وارتفاع العنصرية والإيجارات في أوروبا والولايات المتحدة إلى موجة من الشباب المتعلمين والموهوبين العائدين في كل مكان في القارة تقريبًا، ويصعب الحصول على إحصاءات لهذه الظاهرة، ولكن يتم التأسيس لها من خلال موجة من المسلسلات التليفزيونية والأفلام الوثائقية، وفي غانا هناك برنامج تلفزيوني عن مجموعة من العائدين الناجحين حظى بشعبية كبيرة، وفي الكاميرون هناك سلسلة أفلام وثائقية باسم "العائدون"، والتي ترصد تجارب الكاميرون.

وأحدث العائدون ردود فعل قوية سريعة، واعتبرهم البعض يمثلون نخبة معزولة ومتميزة، ومع بروز النمو في أفريقيا في الأعوام الأخيرة، إلا أن نيجيريا تعاني الأن من حالة ركود، حين يكافح جنوب أفريقيا مع قضايا هيكلية عميقة ومشاكل اجتماعية، ويبدو أن بقية القارة غير قادرة على التغلب على مخلفات الاستغلال الاستعماري والحرب الباردة التي تبعها عقود من سوء الحكم، ويضيف نيجاتو "ينبغي سرد صعود أفريقيا بطريقة أكثر دقة من ذلك بكثير، فالجميع لا يرتفع، وهناك فائزون وخاسرون".

ولا تزال هناك تحديات كبيرة في إثيوبيا مثل البيروقراطية التي لا يمكن اختراقها والخدمات المصرفية المكلفة، وخطورة حدوث مزيد من الاضطرابات السياسية والفساد، ويوضح هيلمريم أن الصعوبات هي التي تجذبه قائلًا "في أميركا في مقاطعة أورانج أنت تعيش لمجرد العيش، ولكن إذا كنت تحب التحديات فهذا هو المكان المناسب لتكون فيه".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطاهي غبريسيس هيلمريم يحلم بإظهار أمجاد المطبخ الإثيوبي للعالم الطاهي غبريسيس هيلمريم يحلم بإظهار أمجاد المطبخ الإثيوبي للعالم



GMT 09:43 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

أناقة خبير الرياضيات فيلاني تتغلّب على أزياء ماكرون

GMT 02:38 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد عمور يُعلن خفض ديون "أليانس" للتطوير العقاري

GMT 07:01 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

تعرفي على اتيكيت التقديم وفنونه المختلفة

GMT 09:22 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

تعديلات مبهرة في سيارة لامبورغيني "Aventador S"

GMT 07:43 2015 الإثنين ,23 آذار/ مارس

أقراص الكوسا والجبن

GMT 00:05 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تضيء أهرامات الجيزة بالعلمين الفرنسي والروسي

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:23 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

وفاة سائح فرنسي اصطدمت دراجته بحافلة في مراكش
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca