آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أُرغمت على الزواج عدة مرات وتعرضت للاعتداء الجنسي

سورية تكشف معاناتها في تنظيم "داعش" المتطرف في العراق

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سورية تكشف معاناتها في تنظيم

تنظيم "داعش" المتطرف
بغداد – نجلاء الطائي

ليس في سورية التي استباحتها التنظيمات المتطرفة بعد اليوم من حياة لمثلها، وافقت أهلها على ترك البلاد والنجاة بسنين العمر إلى أقرب البلدان التي تحد بلادهم، إلى تركيا مثل آلاف العائلات السورية التي لم تكن جزءً من الصراع الذي اشتعل في سورية منذ عام 2011، ولم تكن "ندى" تعلم أن نجاتها لن تكون في ترك البلاد وأنها ستكون حكاية من حكايات الألم الإنساني والسوري ومن ضحايا تنظيم "داعش".

أثارت استغراب الجميع إجابتها على قاضي تحقيق جهاز مكافحة الإرهاب في المحكمة المركزية كما ورد من إعلام مجلس القضاء العراقي عن عمرها، عندما أجابت بأنها لم تتجاوز السابعة عشر من العمر، فرغم أن محن ما واجهته لم تسلبها جمالها إلا أن ما لقيته أضاف سنينًا على عمرها، "أنا من ريف دمشق" هكذا بدأت بحديثها لنا بعد موافقة قاضي التحقيق أن نتحدث لها، "هربت مع عائلتي وطفلتي بعد دخول الجماعات المتطرفة إلى حينا؛ قصدنا مثل الكثير من السوريين تركيا وبالفعل وصلنا إلى مدينة "أنطاكيا" حيث استأجرنا بيتًا صغيرًا للسكن".

وأضافت ندى "لم يكن برفقتي زوجي، فقد تطلقنا قبل خروجنا من سورية، وفي "إنطاكيا" التي كان يقطنها الكثير من السوريين التقيت بمزارع سوري، كنا نقضي بعض الأوقات معًا وبعد أسابيع طلبني للزواج، لم تكن لدي خيارات تتيح لي حتى التفكير برفض طلبه رغم أنه طلب أن أعود معه إلى أدلب التي أكد لي أنها آمنة وأن لا أحد سيتعرض لنا بسوء"، متابعة "عدت مع زوجي الجديد إلى أدلب حيث عمله وبيته، بعد أن تزوجنا بطريقة دينية ولم يسجل زواجنا في أي مؤسسة رسمية، ولم تكن "أدلب" آمنة كما أخبرني إلا أننا قضينا بعض الأسابيع بمأمن عما كان يجري في المدينة والمدن الأخرى".
 
وتروي ندى "لم يبق الأمان النسبي الذي حظينا به في الأسابيع الأولى من عودتنا كما هو، حتى اشتعلت المواجهات بين مجموعة من التنظيمات الإرهابية والقومية التي اضطرتنا أن ننتقل إلى مدينة "الرقة" للنجاة من الصراع الذي حصل في أدلب"، موضحة "لم تكن النجاة من المواجهات في ادلب هي من دفعت زوجي للخروج منها، ففي الرقة تم اعتقاله من قبل أحد التنظيمات الإرهابية بتهمة التخابر مع الحكومة السورية، وبعد إثبات هذه التهمة عليه عبر اكتشاف مجموعة من الرسائل بهاتفه الخاص تم قتله".
 
وبعد أن قُتل زوجها، أفادت ندى بالقول "نقلوني إلى ما يسمونها بـ"المضافة" وقال لي أحدهم أنت الآن سبية لدى الدولة الإسلامية، ولم تمض إلا أيام حتى أخبرتني المسؤولة عن المضافة أن قرارًا صدر من أمير ولاية الرقة بنقلي إلى ما أسمتها بولاية نينوى"، وفي نينوى، توضح "اكتشفت أني حامل ما اضطرهم إلى أن يسكنوني بمضافة مع مجموعة من النساء المتزوجات، وبمجرد وضعي الحمل حضر للمضافة من يطلقون عليه بـ "القاضي الشرعي" يدعى بـ"أبي محمد" وطلبني للحديث: كان الرجل قاسي الملامح عرفت من لهجته أنه من إحدى البلدان الخليجية، قال لي أنت بحكم الشرع "مرتدة" وينبغي أن تكوني مع ولي أمر وقد حكمت بتزويجك من أحد جنود الدولة الإسلامية".
 
وتابعت ندى "لم يكن أمامي من خيار فالرجل أخبرني إما الانصياع للحكم الشرعي أو إقامة الحد عليَّ وهو القتل"، مسترسلة بحديثها، "بعدها نقلت إلى بيت على مقربة من المضافة التي كنت أسكنها وعرفت أن البيت يعود لعراقيين تم تهجيرهم منه وبعد ساعة دخل رجل أجنبي عرفت بعدها أنه "شيشاني" وبرفقة القاضي الشرعي ذاته وقام بتلاوة كلمات عقد التزويج بيننا".

وتقول الفتاة السورية "أخبرت الشيشاني الذي أمرني أن أسميه بأبي حفصة أني غير موافقة على الزواج ولا أرغب به، لكنه طلب مني أن أتزين وأرتدي ثياب النوم، ولأني رفضت القيام بذلك قام الشيشاني بضربي وتمزيق ثيابي وجري إلى غرفة النوم بالقوة ورغم مقاومتي أستطاع أن يواقعني بطرق بشعة، واستمر هذا الحال لشهرين"، متابعة "وبعدها انقطع عن الحضور للبيت، وفي أحد هذه الأيام زار البيت القاضي الشرعي ذاته ليخبرني أن "الشيشاني قتل في إحدى المعارك مع القوات الأمنية العراقية وينبغي أن لا تبقي لوحدك، لذا حكمت بتزويجك لأحد الأمراء وهذا ينبغي أن يفرحك".
 
وأردفت ندى "بعد خروج القاضي الشرعي بساعة جاءت سيدة ترتدي النقاب واقتادتني إلى بيت آخر، لأجد القاضي الشرعي وإلى جنبه رجل عرفت من ملامحه أنه عربي وأنه من يرومون تزويجي منه، كان يدعى "بأبي عمر" ومثلما حصل مع "الشيشاني" كذلك تم تزويجنا"، ظننت أن "أبا عمر" ولأنه عربي قد يتفهمني، تقول، فطلبت منه أن يتركني وشأني وأن لا رغبة لي بالزواج منه وأني فعلت هذا خشية من "القاضي" الشرعي إلا أنه لم يكن أقل بشاعة من " الشيشاني" فقد أخبرني أنني زوجته وعلى طاعته وبالقوة قام بمواقعتي".

وتكمل ندى "قضيت مع العربي ثلاثة أشهر تعرفت بهذا الوقت على سيدة عراقية طلبت منها أن تساعدني بإجراء اتصال هاتفي وبطريقة سرية قامت بتزويدي بهاتف محمول اتصلت منه بأبي في تركيا، وبعد عدة اتصالات سرية بيني وبينه زودني برقم هاتف لضابط في القوات الأمنية العراقية وطلب مني أن أتصل به ليقوم بمساعدتي"، مضيفة "شعرت وقتها أن فرجًا بدأ يلوح للخروج مما أنا فيه، وبالفعل اتصلت بالضابط العراقي وقام بتلقيني ببعض التعليمات وقام بتزويدي برقم هاتف لضابط آخر كان على مقربة من الحي الذي أسكنه، أخبرني الضابطان أن لا أمل قريبًا بإخراجي من المدينة لأنها ما زالت تحت سيطرة التنظيم المتطرف ".
 
وأوضحت ندى "إلا أنهما طلبا مني أي الضابطان أن انقل لهما ما أستطيع من المعلومات حول التنظيم وأماكن تجمعهم، وبعد سلسلة من الاتصالات شديدة السرية ونقل المعلومات كانت القوات العراقية قد شارفت على دخول حي الميادين الذي كنت أسكنه وبالفعل بمجرد أن دبت الفوضى في الحي كان أحد الضابطين قد وصل لمكاني واقتادني إلى مكان آمن".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية تكشف معاناتها في تنظيم داعش المتطرف في العراق سورية تكشف معاناتها في تنظيم داعش المتطرف في العراق



GMT 01:11 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حنان عبداللطيف تسرد حكايتها مع عرائس المولدي النبوي

GMT 01:33 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سحر المهدي تتمنى تقديم برنامج سياسي وفقا لتخصصها

GMT 02:42 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

آية بحيري تُوضّح اشتهارَها بـ"الصلصال الحراري"

GMT 02:36 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سلمى عفيفي تكشف عن تصاميمها من فن التطريز

GMT 01:08 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

نهلة أحمد تكشف عن مشوارها في تعلم فن النحت

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca