آخر تحديث GMT 06:25:28
الاثنين 17 شباط / فبراير 2025
الدار البيضاء اليوم  -
أخر الأخبار

مغربي يحول "أخشاب البحرين" إلى تحف إبداعية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مغربي يحول

تحف إبداعية
الرباط - الدار البيضاء

يمتطي لحسن، ومعه بعض أصدقائه المغاربة المقيمين في البحرين، سيارته، مطلقا العنان ل موسيقى أمازيغية عذبة، قاصدين شاطئ جزيرة المحرق في اتجاه العاصمة المنامة، بعدما أجبرتهم ظروف كورونا على قضاء عطلة الصيف بعيدا عن الأهل والأحبة، وفي قلب كل واحد منهم حاجة هو قاضيها؛ هذا يسبح وذاك يمارس رياضة الجري، وثالث يمارس هوايته في الصيد بالصنارة، وآخر يستمتع بمنظر غروب الشمس في انتظار أن يكون "براد" الشاي أو "الطاجين" المغربي جاهزا ليلتئموا حوله، عله ينسيهم ولو للحظات الحنين إلى الوطن، أو يجعلهم يزورونه لدقائق ولو في الخيال.

يطول مقام الأصدقاء المغاربة في شاطئ البحر أحيانا حتى وقت متأخر من الليل، وفي خضم ذلك يغتنم لحسن، المنحدر من منطقة ألنيف بإقليم تنغير في الجنوب الشرقي للمغرب، والذي التحق بمملكة البحرين مدرسا للفرنسية سنة 2013، الفرصة ليلم ما جاد به البحر من قطع خشبية تحولها أنامله في ما بعد إلى تحف فنية رائعة، تنم عن روح إبداع عصامية

"هداا البحر"، هكذا يسمي لحسن ما يُلفظ من أخشاب هي بقايا مخلفات البناء التي تُستعمل في عملية "طمر البحر" التي تعتبر مملكة البحرين من أشهر الدول التي تتم فيها؛ يعود محملا بما اختاره منها بعناية مما توفرت فيها شروط الانتقاء الأولي إلى منزله الذي أحاله إلى ورشة لتفريغ إبداعاته، متخذا من القصبات والأبواب القديمة التي تميز مسقط رأسه موضوعا لها، وهي نفسها التي يجعل منها "تيمات" للوحاته التشكيلية، دون أن يغفل الانفتاح على ما هو عالمي من خلال تدوير "غنائم البحر" إلى قلاع وقصور châteaux شكلت موضة وطرازا تفاخر به ملوك أوربا في العصور الوسطى

تستعمل هذه اللوحات، وهي عبارة عن قطع مركبة من الخشب، لتزيين مداخل البيوت والفنادق والمحلات التجارية وتعليق المفاتيح... "تكلفني اللوحة الواحدة من يوم إلى ثلاثة أيام، بين الجمع والتركيب والصباغة"، يقول لحسن، مضيفا أن كورونا كان له الفضل في توجهه نحو هذا الفن، ومعبرا عن ذلك بالقول: "أمام الفراغ القاتل الناتج عن توقفي عن العمل واستحالة السفر إلى أرض الوطن بسبب كورونا، كان علي البحث عن طريقة أزجي بها وقتي؛ ولأن البحر كان وجهتي المفضلة في هذه الظروف، فكرت مليا وقلت في نفسي: لم لا أجمع ما يقذفه من أخشاب وقواقع وأحولها إلى مادة لأعمالي، فمن جهة أكون قد أسديت خدمة جليلة للبيئة، ومن جهة أخرى أمضي فراغي دون ملل؟".

ثم يردف لحسن متحدثا عن قصته مع أخشاب البحر: "وكذلك كان، إذ بعد أيام وجدت نفسي مدمنا عليها، عاشقا لها، لا أجد المتعة إلا وأنا أركبها أو أفكر في ما أصنع بها، حتى أضحى لا يمر يوم لا أتوجه فيه إلى البحر لاصطيادها".

ورغم أن لحسن حديث العهد بهذا الفن المعروف عالميا بـ Driftwood art أو" فن الأخشاب الطافية"، إذ يمثل "عصر كورونا" تاريخ ميلاده عنده، بعدما كان في الأصل رسام لوحات تشكيلية شارك بها في العديد من المعارض الافتراضية، وحاز منها على شواهد تقديرية، كما تلقى دعوات المشاركة في أخرى داخل القاعات، سواء في المغرب أو البحرين، قبل أن يَحول كورونا دون تنظيمها؛ ورغم أنه لم يتعلم الرسم في معهد متخصص، إذ يقول معلقا على إحدى لوحاته: "عذرا إن أخطأت في الملامح فأنا لم آخذ ولا حصة في الرسم، لكن هم الغربة والحنين إلى الوطن الذي لم ينصفنا ورمى بنا بعيدا جعلنا نحاول أن نقترب منه عن طريق ريشتنا العوجاء"، (رغم كل ذلك) فإن تحفه التي يعرضها في صفحته على "أنستغرام"، وفي موقع خصصه لذلك، لقيت إقبالا لا بأس به، إذ باع عددا منها لزبائن من دول مختلفة، أغلبهم من أوربا والولايات المتحدة وشرق آسيا.

"يتراوح ثمن اللوحة الواحدة بين 200 و300 درهم مغربية، دون احتساب مصاريف الشحن، فهي رغم بساطتها تكلفني الكثير؛ من صباغة باهظة الثمن وغراء وتنقل نحو الشاطئ"، يقول لحسن، قبل أن يتابع: "في الحقيقة لم يكن هدفي هو البيع، لقد حدث كل شيء صدفة كما قلت سلفا، أو قل إن الرغبة في الهروب من الغربة عبر الصباغة وتركيب الأخشاب، وفي إشغال نفسي عن التفكير والحنين إلى العائلة، كانت الباعث على كل شيء، فهذه أول عطلة صيف أقضيها في البحرين منذ مجيئي إليها"، قبل أن يضيف: "لقد كان علي أن أفكر في جعل أيام الصيف الطويلة والرتيبة بعيدا عن الأهل أقصر ما يمكن، فكان تعاملي مع الأخشاب، التي صارت لا تترك لي أحيانا حتى الوقت لأعد ما آكل، وتحويلها إلى منشآت فنية أسكنها لساعات هو الملاذ".

قد يهمك ايضا:

وزارة الصحة المغربية تطلق دراسة سلوكية حول “المثليين”

مطالب لوزارة الصحة المغربية بشرح الوضعية الوبائية في المملكة

       
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربي يحول أخشاب البحرين إلى تحف إبداعية مغربي يحول أخشاب البحرين إلى تحف إبداعية



GMT 16:15 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حركة النقل الجوي في المغرب خلال تشرين الأول

GMT 12:50 2015 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف أنّ لون فراء القط يرتبط بمدى عدوانيته

GMT 01:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد خالد موسى يعلن ندمه على إخراج مسلسل "قلب العدالة"

GMT 08:22 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

أرجوك أستاذي لا تؤاخذنا بذنب السفهاء منا

GMT 15:40 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد الباز يقدّم عرضًا عن منتدى شباب العالم في "90 دقيقة"

GMT 11:10 2014 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

19 قتيلاً و1339 جريحًا حصيلة حوادث السير في أسبوع

GMT 07:19 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل عقارين في القائمة القصيرة لجائزة أفضل منزل لعام 2017

GMT 18:57 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ديكور جورجي مبهر في قصر جينيفر لوبيز بأناقة عصرية مميزة

GMT 02:39 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوريفليم" تُعلن عن مجموعة جديدة من العطور للنساء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca