آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تظهر سلوكًا بالرفض عند التعامل معها بشكل غير منصف

عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر

قرد الكابوتشين البني
لندن ـ كاتيا حداد

كشفت دراسة جديدة لأول مرة، عن وجود أخلاق عند بعض فصائل الحيوانات مثل الرئيسيات والكلبيات، وشعورها بالغضب والإهانة وخيبة الأمل عند خداعها أو التعامل معها بشكل سيء، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وشرحت عالمة الأحياء السلوكية في جامعة أنغليا روسكين في كامبريدج، كلوديا واسكر، في مقالة نشرتها على موقع "ذا كونفريسيشن" للأبحاث العلمية، الأسباب وراء وجود المنظومة الأخلاقية عند بعض الحيوانات، ووصفت الطريقة التي اكتشفت بها أن طائر الغراب لديه أخلاق.

عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر

وتستهل روسكين مقالها بالقول أن "البشر ولدوا على فطرة إدراك والشعور بالعدالة، وهي أحد المفاهيم الأخلاقية، إلا أن هذا أمر محير من وجهة النظر التطورية، والتي يظن العديد منا أنها تعني بالضرورة تفوق الجنس البشري على جميع المخلوقات الأخرى. ولكن في الواقع تعد الأخلاق أمرًا غاية في الأهمية بالنسبة لنا نحن البشر ذلك حتى نستطيع مساعدة بعضنا. فالتعاون البشري يرتكز بشكل محوري على الإيثار المتبادل أي حب الغير شريطة أن يبادلنا الغير هذا الحب، وهو ما يعني أننا نساعد من قدّم لنا يد العون في الماضي، أو ما يلوّح لنا أنه سيفعل ذلك في المستقبل. وهذا النوع من التعاون لا يمكن تحقيقه في الحقيقة إلا حينما يكون الأفراد قادرين على معرفة جهود الآخرين نحونا بشكل مستمر، وهو نوع من أنواع الرشوة، وهنا يأتي دور الأخلاق".

وتتساءل روكسين:"ولكن ماذا عن الكائنات غير البشرية؟ وأقصد بذلك الحيوانات. فهل الشعور بالعدالة أمرًا نادر الحدوث عند التفريق بين البشر والحيوانات الأخرى؟ أم إنه تطور لدى الحيوانات على غرار البشر؟"، لتجيب قائلة: "هناك وسيلة لاختبار هذا الأمر عند الحيوانات ويطلق عليها اختبار (مهمة استهجان الظلم والخداع)، وفيها يحصل الحيوان موضوع الاختبار على مكافأة عقب استكماله للمهمة المُوكلة إليه، في حين يحصل حيوانًا آخر على مكافأة مزيفة مع الحرص على أن تكون تلك المكافأة شيئًا لا يعجبه. إن مصطلح المكافأة المزيفة يطلق عادة على المكافأة التي تُعطي للشخص الذي حل في المرتبة الأخيرة أو كان أداؤه سيئًا. بالتأكيد ستعتقد أن الحيوان الذي لديه إدراك بالعدالة أو الإنصاف أقوى من الحيوان الآخر سيتوقف عن المشاركة في هذه التجربة أو سيرفض العلاج".

وأشارت إلى أن أولى التجارب من هذا النوع قد أجريت على قرود الكابوتشين البنية، وهي قرود ذكية للغاية. التجربة عبارة عن أن يقوم قردان بتبادل أحجار صغير مقابل قضمات من الخيار، ثم يتم إعطاء قردًا آخر-وهو ليس موضوع التجربة-موضوعًا في قفص مجاور، حبة عنب صغيرة مقايضة بالأحجار. وأظهرت التجربة أن القرود فضلت العنب على الخيار، وسرعان ما غضب القرد الذي حصل على قضمات الخيار وأعلن احتجاجه بأن رمي الخيار واعتبر أن عملية التبادل غير عادلة.

وتقول عالمة الأحياء: "عندما شعر القردان بأن عليهما بذل جهد للحصول على المكافأة، ورأى كلاهما بعضهما وهما يحصلان على المكافأة باعتبارها هدية، توقفوا عن المشاركة في الاختبار. لقد أظهرت أنواعًا شتى من الرئيسيات الأخرى بما في ذلك الشمبانزي وقرد مكاك ريسوسي وقرد مكاك طويل الذيل، استجابات سلوكية لعدم العدالة. وبصرف النظر عن الرئيسيات، هناك نوعان من الثدييات استجابات للسلوك غير العادل، وهما الكلاب والفئران".

وتطرقت الدراسة إلى غير الثدييات؟ كالطيور مثلا وبالتحديد فصيلة الغرابيات، وهي فصيلة من العصافير التي تنتشر عبر جميع قارات العالم تقريبًا وتضم طيور تتسم بالروح الجماعية والمرونة الشديدة ربما أبرزها الغراب وكاسر الجوز. فعلى سبيل المثال، يعيش الغراب البالغ في أزواج إقليمية، بينما يعيش غراب الزيتون أو الزاغ الزرعي في جماعات محلية ضخمة. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت فصيلة الغرابيات أحد النماذج الأولية التي أجريت عليها دراسات عديدة حول الإدراك والأخلاق لدى الحيوانات.

تعتمد الروح الجماعية لدى بعض الأنواع مثل غراب الجيف على البيئة المحيطة بالطائر، ذلك أن تلك الأنواع تتزاوج في بيئات تتسم فيها الذكور والإناث بروح جماعية مع طيور من أنواع أخرى. وهناك أشكال مختلفة للتعاون الذي ينشأ بشكل طبيعي، يمكن ملاحظتها في أنواع الغرابيات الأخرى. فهي تساعد بعضها عندما تشعر بخطر يهددها وتتقاسم الموارد مثل الغذاء أو المعلومات عن الحيوانات المفترسة.

وتوضح روكسين: "نظرًا لهذا التعاون بين الغرابيات، كنا نتوقع في دراستنا أن يكون لديها إدراكًا للعدالة والإجحاف، لذلك وعلى غرار القرود، أجرينا اختبارًا على أربعة غراب عادية، وستة من غراب الجيف. ولما كان الجبن هو أحد الأغذية المفضلة لدى الغراب، فقد قمنا في هذا الاختبار بإعطاء الغراب قطعة من الجبن كمكافأة وقطعة من العنب كمكافأة مزيفة. الاختبار كان عبارة عن تجربتين، التجربة الأولى يتلقى فيها الغرابان نفس الطعام نظير مقايضتها مع أحجار صغيرة، بينما في التجربة الثاني يتلقى غراب قطعة جبن وآخر حبة عنب نظير مقايضتها مع الأحجار".

وذكرت أنها أجريت على الطيور تجربة تعرف باسم "السيطرة على الجهد"، وفيها يقايض الطائر موضوع الاختبار أحجارًا صغيرة مقابل قطعة من الجبن أو حبة عنب، في حين يحصل فيها الطائر الآخر على نفس المكافأة بدون مقايضة. في حالة "الظلم"، رفض الطائر موضوع الاختبار-وهو الذي تعرض هنا للظلم-المكافأة الأقل قيمة. وفي "السيطرة على الجهد"، توقف الغراب عن المقايضة عندما رأى الغراب الآخر يحصل على مكافأة بدون أي مجهود.

وخلصت عالمة الأحياء إلى أن الغرابين في كلا الحالتين عوملا بشكل غير عادل، وقررا عدم التعاون، ذلك أن فصيلة الغرابيات شأنها شأن الثدييات تظهر سلوكًا بالاحتجاج والرفض عند التعامل معها بشكل غير منصف، علاوة على أن التعقيد والمرونة الشديدين في التعاون، قد دفعا تطور إدراك ما هو عادل وما هو ليس كذلك.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر عالمة في جامعة أنغليا تؤكد أن الحيوانات لديها أخلاق مثل البشر



GMT 13:37 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف أطول أشجار الأمازون بعد البحث عنها 3 سنوات

GMT 17:50 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة اعتادت إخفاء وحمة على وجوهها تقرر التخلص من المكياج

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 11:23 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكوفا تثني على جهود الملك المغربي في إنجاح فعاليات "كوب 22"

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

أجمل 8 مطاعم حول العالم أحدها في دولة عربية

GMT 08:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة مرسيدس -بنز GL 500 في المغرب

GMT 18:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق النار على مواطن مغربي في معبر سبتة

GMT 22:03 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رضوان النوينو مستثمر سياحي يفوز بمقعد برلماني

GMT 02:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني في العاصمة الرباط

GMT 15:56 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

في حب أحلام شلبي

GMT 00:49 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نغم منير تطلق تصميمات غير تقليدية من "الكيمونو"

GMT 10:48 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح محل تجاري خامس من "ديكاتلون" في وجدة

GMT 20:00 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عدد السكان في جهة فاس مكناس يصل إلى 4 ملايين و236 ألف نسمة

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

تعرف على أسعار ومميزات هاتف "آيفون X " من آبل

GMT 01:10 2016 الأحد ,10 تموز / يوليو

الألم أسفل البطن أشهر علامات التبويض

GMT 01:12 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

دنيا عبد العزيز تواصل تصوير مشاهدها في "البارون"

GMT 15:37 2013 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سلال يقوم بوضع في الخدمة مستشفى من 240 سريرًا بالشلف
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca