آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

موسم الجفاف يضع المغرب أمام مخاطر ناجمة عن ندرة المياه

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - موسم الجفاف يضع المغرب أمام مخاطر ناجمة عن ندرة المياه

الموسم الفلاحي المغربي
الرباط - الدار البيضاء اليوم

واجه المغرب موسم جفاف، بعدما غابت الأمطار عن سمائه لأشهر عديدة؛ وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الموسم الفلاحي الحالي، وبالتالي ضعف مساهمة هذا القطاع الرئيسي في الاقتصاد الوطني.وبات التخوف يعتري الفلاحين الصغار ومربي الماشية، بسبب غياب التساقطات المطرية؛ لكن الأمر ينذر أيضا بأزمة ماء شروب كبيرة وهو ما يستدعي التحرك بشكل مستعجل لتعبئة موارد بديلة.وسجلت نسب ملء أغلب السدود الكبرى في المملكة تراجعا كبيرا؛ وهو ما أثر بشكل أكبر على الجهات التي تعتمد على مياه السدود لسقي المساحات المزروعة أو توفير مياه الشرب للمواطنين.وفي جهة الدار البيضاء-سطات، بلغت نسبة ملء السدود حوالي 42,34 في المائة بتاريخ 4 فبراير الجاري؛ وهو ما يمثل تراجعا بأكثر من 19 نقطة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.وتضم هذه الجهة ستة سدود مهمة، وهي سيدي محمد بن عبد الله وتامسنا والملاح والحيمر وكوشية وزمرين، حيث تراوح معدل نسبة ملئها ما بين 12,46 في المائة و65 في المائة.

وسجل التراجع أيضا في مختلف السدود التابعة للأحواض المائية في باقي الجهات الأخرى من المملكة؛ وهو ما بات يهدد مخزون المياه السطحية والجوفية معا، وهو ما سيؤثر على الأراضي السقوية بشكل كبير.تعليقا على هذا الوضع، قال فؤاد عمراوي، أستاذ بكلية العلوم عين الشق بالدار البيضاء وعضو الائتلاف الوطني من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إن “غياب التساقطات المطرية يطرح بشكل كبير ندرة المياه بسبب انخفاض حقينة السدود وتضرر الفرشة المائية”.وأضاف عمراوي، في حديث خاص، أن “غياب التساقطات المطرية وارتفاع درجة الحرارة كما هو الحال اليوم في المغرب يدفع المواطنين إلى الفرشة المائية المستنزفة أصلا”.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن السنة الحالية جافة جدا ويظهر تأثيرها في عدد من المدن مثل مراكش وأكادير والرشيدية ووزارات. وأعطى مثال سد المسيرة، ثاني أكبر سد في المغرب، الذي سجل 7 في المائة كنسبة ملء، وسد بين الويدان بحوالي 14 في المائة كنسبة ملء.وأوضح عضو الائتلاف الوطني من أجل المناخ والتنمية المستدامة أن “السدود تعلب أدورا عديدة؛ فهي تخزن الماء، وتولد الطاقة الكهربائية، وتحمي من الفيضانات، وتنظم سريان الماء في الوديان، لكن هذه الأدوار تتعطل كلما انخفضت نسبة الملء”.

وفي المواسم العادية، تبدأ التساقطات المطرية في شهر أكتوبر وتستمر إلى غاية شهر ماي، وهي المدة الكافية لتخزين المياه اللازمة لسقي الأراضي الفلاحية وتزويد المدن بالماء الصالح للشرب.ومن المرتقب أن تواجه المدن المغربية التي تعتمد على السدود من أجل الحصول على الماء الشروب صعوبات خلال السنة الجارية.وذكر فؤاد عمراوي أن الطلب على الماء في المغرب ارتفع بشكل كبير أمام عرض لا يكفي، وقال إن هذا الوضع يفرض تعبئة الموارد غير التقليدية؛ من بينها تحلية مياه البحر عبر الاستفادة من أكثر من 3000 كيلومترا من الساحل، ومعالجة المياه العادمة، بالإضافة إلى العنصر الأساسي المتمثل في الاقتصاد في استعمال الماء.

وحسب إفادات الباحث المغربي، فإن مدينة الدار البيضاء تستهلك سنويا 200 مليون متر مكعب تنتهي بعد الاستعمال ومرورها في شبكة الصرف الصحي في البحر، وقال إن المطلوب هو معالجة نسبة من هذه المياه واستعمالها مثلا في السقي أو الصناعة أو تطعيم الفرشة المائية.ومؤخرا، بدأ المغرب في استعمال تقنية تحلية مياه البحر في جهة سوس ماسة؛ وهو مشروع سجل عمراوي أنه مهم نظرا لانخفاض تكلفة إنتاج المتر المكعب الواحد من الماء بهذه التقنية، حيث انتقلت من 50 درهما سابقا إلى 10 دراهم فقط.

وشدد عضو الائتلاف الوطني من أجل المناخ والتنمية المستدامة في تصريحه قائلا: “لم يعد لدينا خيار، نحن اليوم أمام أمر الواقع. لذلك، يجب تسريع وتيرة المشاريع التي تهدف إلى تعبئة موارد مائية غير تقليدية، إضافة إلى توعية وتحسيس المواطنين بأهمية الاقتصاد في استعمال الماء”.ومن المتوقع أن تتفاقم مشكلة شح المياه خلال الفترة المقبلة في العالم حتى بمنأى عن تأثيرات التغير المناخي؛ فمع تزايد النمو السكاني العالمي وعمليات التصنيع، تتناقص كمية المياه المتاحة للفرد الواحد على وجه الخصوص في المناطق الهامشية.وتفرض المخاطر المتزايدة والشكوك حول مدى توافر المياه المرتبطة بفترات الجفاف الطويلة وانخفاض معدلات الأمطار العمل بشكل مستعجل على تعبئة الموارد المائية غير التقليدية، لتفادي تأثير كل ذلك على مستوى خصوبة التربة وبالتالي التأثير على الأمن الغذائي.

قد يهمك أيضَا :

الجفاف يهدد فلاحي أولاد ستوت في إقليم الناظور

الدَّاخلية المغربيَّة تمنع غسل الأزِقَّة وسقي الملاعب وملء المسابح بِسبب الجفاف

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم الجفاف يضع المغرب أمام مخاطر ناجمة عن ندرة المياه موسم الجفاف يضع المغرب أمام مخاطر ناجمة عن ندرة المياه



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل

GMT 11:06 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

سيرين عبد النور تتألق بمجوهرات بسيطة و أنيقة

GMT 05:34 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

لورد تلفت الأنظار إلى إطلالاتها المميزة باللون الأسود
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca