آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الرئيس الأسد نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة لحل أزمة شح الكهرباء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الرئيس الأسد نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة  لحل أزمة شح الكهرباء

سوريا
دمشق - أيمن نشواتي

في خطوة مهمة للتوجه نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة للتغلب على أزمة شح الكهرباء بالبلاد، أطلق الرئيس السوري بشار الأسد، الخميس، المرحلة الأولى من تشغيل مشروع الطاقة الكهروضوئية بمدينة عدرا الصناعية، الذي يهدف لتوليد 100 ميغاوات من الكهرباء عبر الألواح الشمسية عند انتهائه .

ويأتي هذا الافتتاح في ظل الأزمة الحادة التي يعيشها قطاع الكهرباء في سوريا التي كانت مكتفية ولديها فائض إنتاجي في هذا الإطار قبل أكثر من عقد، حاله حال مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية الحيوية المتضررة، من جراء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 10 أعوام.

تقنين

أدى التقنين الكهربائي إلى تراجع حاد بساعات التغذية في مختلف المدن والمحافظات السورية، فالتغذية أحيانا تكون بواقع ساعتين مقابل 4 ساعات فصل، وأحيانا أخرى 3 ساعات وصل مقابل 3 ساعات فصل، وهو ما يتغير وفق فصول السنة حيث يرتفع الطلب على الكهرباء خلال فصلي الصيف والشتاء، ما يترجم عجزا كهربائيا مضاعفا .
تضافر القطاعين العام والخاص

الرئيس السوري بشار الأسد، قال خلال مراسم افتتاح المشروع أن:"القطاع الخاص يستطيع أن يذهب باتجاه محطات الطاقة البديلة سواء كانت ريحية أو شمسية، والشراكة مع القطاع العام ضرورية من ناحية استثمارية ومن ناحية الفائدة العامة عبر توليد الكهرباء، ليس بالضرورة أن تكون الشراكة برأس المال، وإنما يمكن للدولة أن تكون شريكا من خلال شراء هذه الطاقة وبيعها بالسعر المدعوم للمستهلك، ومن الممكن في بعض الحالات أن تكون مؤجرا لخطوط النقل والتوزيع".

وأضاف:"الدولة الآن تركز على الطاقة التقليدية ولكن في الوقت نفسه هي شريك في الطاقة البديلة، من خلال امتلاك خطوط النقل والتوزيع، ومن خلال تسهيل العملية برمتها عبر دعم المستثمر والمستهلك معا، والدولة لا تسعى إلى الربح من هذا القطاع وإنما تسعى إلى دعمه ودفعه للأمام".

أهمية المشروع

يقول المهندس سامر ميهوب المستشار والخبير في قطاع الطاقات الكهربائية والمتجددة بالعاصمة دمشق، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية": "لا شك أن هذا المشروع الذي افتتحه الرئيس بشار الأسد، يعكس اهتمام الدولة السورية على أعلى مستوياتها بهذا الملف البالغ الأهمية، وهو ما يشجع الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، ما سيقود لفتح محطات مشابهة عديدة سواء على يد القطاع الخاص أو العام أو المشترك بين القطاعين".

وأضاف ميهوب: "لا يمكننا القول طبعا أن فتح هذه المحطة كمرحلة أولى، كفيل بحل أزمة الكهرباء في البلاد، كون حاجة سوريا من الكهرباء تفوق 7 آلاف ميغاوات، والإنتاج الحالي للطاقة الكهربائية يتراوح ما بين 2500 إلى 2700 ميغاوات، أي بعجز يبلغ نحو 4500 ميغاوات".
ويضيف: "إنتاج الكهرباء السورية يعتمد على محطات التوليد العاملة بالوقود الأحفوري وتحديدا الغاز، وبالتالي فإضافة 100 ميغاوات للإنتاج الكهربائي عبر افتتاح المرحلة الأولى من هذا المشروع، لا يستطيع صنع فرق واضح ومؤثر إن في مجال الإنتاج الكلي للكهرباء أو في مجال التحول للطاقة النظيفة، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال المضي في تأسيس هكذا محطات مماثلة وباستطاعات إنتاجية أكبر، بما يسهم في تحقيق تطور ملموس في إنتاج الكهرباء بسوريا".

ويوضح المتحدث أن :"سوريا تمتلك مقومات ضخمة في مجال الطاقة المتجددة، حيث لديها مناطق ساحلية بطول نحو 200 كلم مطلة على البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن أنهارها العديدة كالفرات ودجلة والعاصي واليرموك، والتي يمكن استثمارها لتوليد الكهرباء عن طريق المياه، علاوة عن الرياح وكذلك الشمس المشرقة فيها في أغلب أيام السنة، لكن لا ننسى هنا أن توظيف كل هذه الموارد والمقدرات الكبيرة لتوليد الطاقة، هو بدوره مكلف جدا ماديا، ويحتاج لميزانيات طائلة".

تشجيع التحول نحو الطاقة النظيفة

ويضيف الخبير السوري :"الحكومة السورية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة خاصة، تشجع كثيرا على توليد الكهرباء عبر محطات التوليد بالطاقة النظيفة، وذلك عبر عدة قرارات ومراسيم صدرت عنها، وفي هذا السياق انضمت سوريا للاتفاق الإطاري لإنشاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية، وهو ما سيسهم في تطوير مهارات الأيدي العاملة بمؤسسات الدولة في مجال الطاقة المتجددة، علاوة على جذبه للاستثمارات الخارجية في هذا القطاع الواعد".

استثمار بعيد المدى

ويكمل ميهوب: لا يمكننا الإفراط في التفاؤل وفي التعويل على معالجة قريبة لأزمة الكهرباء السورية من خلال مصادر الطاقة المتجددة، لسبب بسيط وهو أن تكلفة بناء محطات التوليد بالطاقات النظيفة هي باهظة جدا، ومردودها هو أقل من نظيرتها العاملة بالوقود الأحفوري من نفط وغاز.

وأكد أن المشروع رهان واستثمار بعيد المدى نسبيا، حيث يتوقع أن يبدأ التحسن في الواقع الكهربائي من خلال تفعيل الطاقة المتجددة في غضون 5 إلى 10 سنوات قادمة، والحكومة هنا واضحة جدا حين تشير إلى أن توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة سيضيف بحلول عام 2030 أي بعد نحو 7 أعوام، ما يقارب 2000 ميغاوات للإنتاج الكهربائي بالبلاد".

تفاصيل عن المشروع

• بدأ العمل في هذا المشروع كاستثمار خاص بالتعاون مع القطاع العام، بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى المدينة الصناعية في عدرا بمحافظة ريف دمشق منتصف العام 2021.

• المشروع يمتد على مساحة تزيد عن 165 هكتار، وقد تم تركيب ما إنتاجه يعادل 10 ميغاوات حتى الآن، من خلال أكثر من 18 ألف لوح شمسي، ومع هذا الافتتاح تم ربط الطاقة المتولدة من هذا المشروع على الشبكة لتدعم بشكل تراكمي الإنتاج الكهربائي السوري .

الألواح الشمسية

توليد الطاقة الكهروضوئية يتم عبر عملية تحويل جزيئات الضوء إلى كهرباء، ويتم صنع ألواح الطاقة الشمسية عادة من عدة وحدات من الخلايا الكهروضوئية المصنوعة من المواد النصف ناقلة مثل مادة السيليكون، التي تشكل دائرة كهربائية، وعندما يحتجز اللوح أشعة الشمس، فتنبعث الإلكترونات ويتم حفظها بهيئة تيار كهربائي.


قد يهمك أيضاً :

فصل محطة زابوريجيا النووية عن خطّ الكهرباء الرئيسي

الرئيس السوري بشار الأسد يحدد موعد انتخاب المجالس المحلية

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الأسد نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة  لحل أزمة شح الكهرباء الرئيس الأسد نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة  لحل أزمة شح الكهرباء



GMT 15:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

رئيس الرجاء يحاول اقتناص لاعبين أحرار بدون تعاقد

GMT 05:33 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن موقع هبوط يوليوس قيصر لغزو بريطانيا

GMT 09:33 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عهد التميمي

GMT 10:19 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يعلن وصول أول كتيبة من سورية إلى موسكو

GMT 11:50 2016 الثلاثاء ,20 أيلول / سبتمبر

مقتل 4 من عناصر "بي كا كا" في قصف تركي شمالي العراق

GMT 06:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

8 معلومات مهمة عن "جسر العمالقة" تزيد الفضول لزيارته

GMT 17:21 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الأرجنتين يعلن عن تشكيلته لمواجهة البرازيل

GMT 00:21 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

صحيفة بريطانية تكشف أفضل 10 فنادق في مدينة روما

GMT 22:46 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

حسن الفد يعيد شخصية كبور من خلال عرضه " سكيتش"

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

2016 عام حافل بالأنشطة والعروض في الدار العراقية للأزياء

GMT 04:38 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مرضٌ خطير يصيب الأبقار ويعزل عشرات القرى في سطات

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

وفاة الممثل المسرحي المغربي إدريس الفيلالي

GMT 00:11 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تحف فنية من الزخارف الإسلامية على ورق الموز في الأردن

GMT 23:14 2016 الإثنين ,25 إبريل / نيسان

ماهي فوائد نبتة الخزامى ( اللافندر )؟

GMT 00:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

Velvet Orchid Lumière Tom Ford عطر المرأة الرومانسية

GMT 20:32 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حيوانات الرنة مهددة بالانقراض بسبب تغير المناخ
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca