آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

اعتمد المتطرفون عقوبة "الجلد" لتقويم السلوك

نساء يروين قصص التعذيب والاغتصاب لدى تنظيم "داعش"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - نساء يروين قصص التعذيب والاغتصاب لدى تنظيم

نساء يرصدن جرائم تنظيم "داعش"
دمشق ـ نورا خوام

شاهدت دعاء بعد عملها شهرين مع "لواء الخنساء"، وهي شرطة الأخلاق التي تتكون فقط من الإناث المنتميات لتنظيم "داعش"، خضوع البعض لعمليات جلد، وجرى جلب صديقاتها إلى المحطة لتعذيب اثنتين هما أم وابنتها الصغيرة، وكانت تعرفهما منذ وقت طويل.

وعندما رأت الأم دعاء، هرعت إليها لتتوسل بأن تشفع لها مؤكدة على أنها لن تقدم على ارتداء هذه العباءة الضيقة التي كانت سبباً في مثولها للجلد مرة أخرى، ولكن دعاء لم يكن في يدها ما تقدمه لها، ومن ثم جلست لتراقب خضوع السيدة لنحو 20 جلدة كعقاب على جريمة ارتداء عباءة ضيقة بينما خضعت لخمس جلدات أخرى لاستخدامها مساحيق التجميل فضلاً عن خمس جلدات أخرى لكونها غير وديعة بما فيه الكفاية عندما تمت إدانتها. وتحولت الصداقة وصلة الود بعد ذلك بين دعاء وهذه السيدة وابنتها إلى كراهية وانقطعت صلتهن ببعضهن.

نساء يروين قصص التعذيب والاغتصاب لدى تنظيم داعشداعش"" src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/almaghribtoday-women123.jpg" style="width: 590px; height: 350px;" type="image" />

وبعد فترة قصيرة من انضمام دعاء إلى لواء الخنساء في مدينة الرقة الواقعة شمال سورية حيث مسقط رأسها، وتحديدًا عقب اجتياح "داعش" للمدينة وتطهيرها من المسلحين، ازداد انتشار قسوة العادات وأصبحت العباءة والنقاب فرضًا ولم يكن الأمر يتوقف عند حد الغرامة وإعطاء المجتمع فرصة من أجل التكيف وباتت عقوبة الجلد هي السائدة نظراً لأن الغرامة لم تكن تعمل على تقويم السلوك.

نساء يروين قصص التعذيب والاغتصاب لدى تنظيم داعشداعش"" src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/almaghribtoday-women217.jpg" style="width: 590px; height: 350px;" type="image" />
وكانت أوس وهي ابنة عم دعاء التي انضمت إلى "لواء الخنساء" للعمل معه شاهدة على تعرض الرجل البالغ من العمر 70 عامًا للجلد في ساحة محمد أمام حشد من الحاضرين وذلك بسبب سماعه يقوم بسب الذات الإلهية. ولكنه محظوظ بحسب ما تقول أوس لأن مصيره كان الموت في حال إن كان قد قام بسب الرسول محمد.
واليوم تقيم أوس البالغة من العمر 25 عامًا هي ودعاء البالغة من العمر 20 عامًا في مدينة صغيرة تقع جنوب تركيـا، بعد قيامهما بالهرب من الرقة بسبب حكم المتطرف. وتتشارك الأخيرة التي تنحدر من أسرة فقيرة لأب يعمل مزارعًا ، مع أوس وأسماء في أن الثلاثة أصبحن من الفتيات السوريات اللائي هن أكثر استقلالية من أي وقت مضى مع الاختلاط في حرية تامة مع الشباب من حيث التنشئة الاجتماعية والدراسة في مدينة متنوعة دينيًا. ومع اندلاع الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد عام 2011، كانت مدينة الرقة بعيدة عن الأحداث الملتهبة من معارك ومجازر مثلها في ذلك مثل حمص.

نساء يروين قصص التعذيب والاغتصاب لدى تنظيم داعشداعش"" src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/almaghribtoday-women314.jpg" style="width: 590px; height: 350px;" type="image" />
وبدأ الشباب في الرقة منذ ذلك الحين في الانضمام إلى الجماعات المناهضة للأسد في المنطقة بما في ذلك "جبهة النصرة" وكذلك ما يعرف الآن باسم "داعش". وبحلول العام المنصرم، تغيرت الأمور بحيث فرض التنظيم سيطرته على مدينة الرقة لتكون مركز قيادة.
ومن بين الفتيات اللائي انضممن إلى التنظيم كانت دعاء وأوس وأسماء وعملت كل احدة على اختيار المناسب لها، أو مقايضة حياتها بالعمل أو الزواج داخل التنظيم. دون الاشتراك في أيديولوجية التنظيم المتطرف، حتى بعد فرارهن من منازلهم. ومن أجل التمتع بحرية كاملة في التحرك فقد كان السبيل إلى ذلك هو من خلال الزواج بالمتطرفين والانضمام إلى لواء الخنساء.
ومع الابتعاد عن الحياة التي اعتاد عليها الفتيات، فضلاً عن الزواج عدة مرات من غرباء، قررن الهرب ليكون الفرصة الأخيرة في الحياة، وانضممن بعدها إلى السوريين المتدفقين خارج بلادهم بعد أن تركوها للأجانب الذين استحوذوا عليها. ولكن عملية الهروب لم تكن خالية من المصاعب خصوصًا مع إحكام التنظيم السيطرة على المدينة.

ونظرًا إلى أن دعاء لم تكن قادرة على تحمل زواج قسري آخر، أجرى شقيقها اتصالات مع أصدقاء سوريين له يقيمون جنوب تركيـا، من أجل مقابلة شقيقته على الجانب الآخر. أما أوس التي قررت المغادرة بعدها بأربعة أشهر، كان من الصعب عليها عبور الحدود بعدما بدأت تركيـا في تشديد الإجراءات الأمنية ما جعلها تعقد اتصالاً بدعاء حتى تصل إلى ذلك الرجل الذي مكنها من الهرب.
ومع تضييق الخناق على سكان مدينة الرقة والأحكام المفروضة عليهم تحت مظلة الشريعة الإسلامية، لم تعد أسماء تطيق الاستمرار في البقاء في المدينة بحيث شعرت بأنه يجري طمس هويتها. والفعل قررت الهرب مع الاحتفاظ بالأمر سرًا حتى على أهلها واستعانت بأحد أصدقائها من داخل التنظيم والذي أرشدها هي وابنة عمها إلى نقاط التفتيش الثلاثة على الحدود.
وإن كانت الحياة تبدو صعبة في المدينة التركية، إلا أن هناك الكثير من أماكن الإقامة المتوفرة بمبالغ زهيدة وتتيح للسوريين البدء في إعادة بناء حياتهم. ومع وجود أطفال متسولين وآخرىن يقومون ببيع المناديل كما هو الحال في إسطنبول التركية وبيروت اللبنانية، توجد الكثير من فرص العمل. كما أن إيجار مسكن مكون من غرفتي نوم لا يعد حلماً صعب المنال.

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء يروين قصص التعذيب والاغتصاب لدى تنظيم داعش نساء يروين قصص التعذيب والاغتصاب لدى تنظيم داعش



GMT 09:29 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير هاري وميغان ماركل يُطلقان مشروع جديد لدعم المرأة

GMT 01:50 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

الأميرة ماري تلتقي بزوجة الرئيس ماكرون في باريس

GMT 12:46 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

امرأة تستفيق في قبرها بعد يوم كامل من دفنها

GMT 03:24 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بالتعامل مع زملاء العمل

GMT 08:58 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

ماء العينين تكشف عن تفاصيل لقائها مع بنكيران

GMT 16:13 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تركي آل الشيخ يرد على شائعات إصابته بمرض السرطان

GMT 07:31 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الأوضاع الحميمة في دول مختلفة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca