آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الداكي يعزو زواج القاصرات إلى ثلاثي الفقر والأعراف و"تأويل الدين"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الداكي يعزو زواج القاصرات إلى ثلاثي الفقر والأعراف و

رئيس النيابة العامة المغربية لحسن الداكي
الرباط - الدار البيضاء اليوم

قال رئيس النيابة العامة مولاي الحسن الداكي: “إن الأسرة المعول عليها كرافعة للمجتمع لا يمكن أن ترتكز إلا على الزواج القائم على أسس سليمة، الذي يستطيع طرفاه تحمل المسـؤولية والأعباء المترتبة عنه لتحقيق توازن الأسرة”، مضيفا أنه “تحقيقا لهذه الغاية، أوجبت الدول الأطراف اتخاذ جميع التدابير الفعالة والملائمة بهدف إلغاء الممارسات التقليدية الضارة بصحة الأطفال وحمايتهم من جميع أشكال الاستغلال”.

جاء ذلك في كلمة رئيس النيابة العامة بمناسبة تقديم “دراسة تشخيصية حول زواج القاصر”، اليوم الاثنين بمدينة مراكش، ذكّر فيها بأن “مدونة الأسرة حددت ســن الــزواج بالنسبة للفتى والفتاة في 18 ســنة شمســية، ولم تسمح بإبـرام زواج من لم يبلغ هذه السن إلا استثناء، لجعله في حدوده الدنيا، لكن الإحصائيات تبرز ارتفاع الأرقام المسجلة سنويا بالرغم من المجهودات المبذولة للحد من هذا الزواج، علما أن جانبا من حالات زواج القاصر يبقى غير ظاهر في الإحصائيات المعلن عنها، كزواج الفاتحة وغيره، ما يجعلنا أمام معضلة تستوجب المزيد من اليقظة وتضافر الجهود”.

وكشف رئيس النيابة العامة عن نقط القصور التي وقفت عليها دراسة المعطيات القضائية، من قبيل ضعف اللجوء إلى المساعدات الاجتماعيات بالمحاكم لإجراء الأبحاث الاجتماعية في ملفات زواج القاصر (12%)، وضعف اللجوء إلى الخبرة الطبية بخصوص الأذونات بزواج القاصر (43%)، مشيرا إلى أن “كلًّا من الخبرة الطبية والبحث الاجتماعي عندما ينجزان على الوجه المطلوب، يعينان القاضي على تقدير مصلحة القاصر في الزواج من عدمها”.

وأوضحت الدراسة الميدانية أن “الأوساط الاجتماعية التي تعاني من الهشاشة هي الأكثر إنتاجا لزواج القاصر، فضلا عن وطأة الأعراف والتقاليد والتأويل الخاطئ للدين، التي تعد من الأسباب الأساسية الدافعة لخيار الزواج المبكر”.وأضاف الداكي أن الدراسة “خلصت إلى استنتاجات تلقي الضوء على أسباب ارتفاع أرقام زواج القاصر في المجتمع، ومكنت من اقتراح خطة طريق تهيئ لمستقبل العمل القضائي التشاركي، وتساعد وترشد المتدخل والممارس والمهتم بالموضوع”.

وشدد المسؤول الأول عن النيابة العامة المغربية على أن هذه المؤسسة القضائية “عملت منذ تأسيسها على إيلاء حماية الطفولة أهمية قصوى، وجعلت موضوع زواج القاصر ضمن أحد أهم انشغالاتها لتعزيز حماية الطفل، وسعت إلى طرحه للنقاش مع باقي المتدخلين، وأصدرت ثلاث دوريات في الموضوع ضمنتها توجيهاتها للنيابة العامة، تهدف بالأساس إلى تفاعلها بإيجابية مع جميع قضايا الأسرة، وإلى استحضار المصالح الفضلى للأطفال وحقوقهم في المقام الأول”.

وكانت لهذا المجهود الذي قامت به النيابة العامة نتائج انعكست بشكل إيجابي على عمل النيابـات العامـة بمختلف محاكـم المملكة، حيث “بلغت الملتمسات الرامية لرفض تزويج القاصر برسم سنة 2019 ما نسبته 58,4 في المائة من مجموع الملتمسات المقدمة في الموضوع. في حين شكلت هذه النسبة 36 في المائة سنة 2018، كما ارتفعت هذه النسبة سنة 2020 إلى 65% من مجموع الملتمسات، وقد انعكس هذا المنحى الإيجابي كذلك على مستوى الإحصاء العام لأذونات زواج القاصر، الذي عرف انخفاضا مضطردا برسم السنوات 2018 و2019 و2020 مقارنة بسنة 2017″، يكشف الداكي.

وشدد المتحدث على أن رئاسة النيابة العامة “تواصل الانخراط في الجهود الوطنية الرامية إلى التصدي لزواج القاصر بالانفتاح على الجهات الفاعلة والمعنية بالموضوع، وبادرت في هذا الصدد إلى توقيع اتفاقية إطار للشراكة والتعاون مع قطاع التربية الوطنية، تنفيذا للالتزامات المشتركة المضمنة في إعلان مراكش 2020”.وبحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي، وممثلة يونيسيف، والمسؤولين القضائيين، وقضاة النيابة العامة والقضاة المكلفين بالزواج، وممثلي القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية والمجتمع المدني، ذكر الداكي بالأهداف الأساسية لهذه الاتفاقية التي تتمثل في “ضمان متابعة الفتيات تمدرسهن إلى نهاية التعليم الإلزامي من أجل الوقاية من زواج القاصرات، وذلك انطلاقا من قناعة واقعية مفادها أن الهدر المدرسي يشكل رافدا أساسيا لتزويج القاصرات”.

يذكر أن تفعيل هذه الاتفاقية انطلق في مرحلة أولى بمراكش كتجربة نموذجية في مارس 2021، ليتم تعميم التجربة على مجموع التراب الوطني بموجب الدورية رقم 20 بتاريخ 9 يونيو 2021، التي تضمنت عددا من التوجيهات للنيابات العامة للتفاعل والتنسيق مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين للحد من الهدر المدرسي للفتيات على وجه الخصوص.ومكنت الجهود التي بذلت منذ مرحلة الانطلاق من نجاعة هذه الاتفاقية وفعاليتها عند التقييم، حيث أسفرت عن إعادة ما يقارب 2000 فتاة انقطعن فعلا عن الدراسة بجهة مراكش آسفي لوحدها إلى مقاعد الدراسة.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

الداكي يؤكد أن حوالي ألفي معتقل تنتهي قضاياهم بالبراءة أو عدم المتابعة

رئيس النيابة العامة يكشف "زواج القاصر" ظاهرة مقلقة لا تساير فلسفة المشرع

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الداكي يعزو زواج القاصرات إلى ثلاثي الفقر والأعراف وتأويل الدين الداكي يعزو زواج القاصرات إلى ثلاثي الفقر والأعراف وتأويل الدين



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca