آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

دمشق تحت القصف المدفعي والاقتصادي وتفجيرات السيارات المفخخة

ازدياد حدة الصراعات المسلحة بين الجيش "السوري الحر" وقوات الأسد

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - ازدياد حدة الصراعات المسلحة بين الجيش

توتر الصراعات المسلحة بين قوات "الجيش الحر" وقوات نظام الرئيس السوري
لندن ـ ماريا طبراني

زادت حدة الصراعات المسلحة بين قوات "الجيش الحر" وقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث لا يمكن تخيل الذهاب للاستمتاع بالأيس كريم ليلًا مع بدء ساعات الطقس المعتدل، والتهام الكرات متعددة النكهات من بينها نكهة الليمون المشهورة، والمغطاة بالمكسرات الطازجة التي جاءت من حقول جلق، لا يمكن تصور الاستمتاع بكل ذلك وسط تفجيرات السيارات المفخخة وفي الخلفية أصوات القصف المدفعي وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن كل هذه المظاهر وغيرها من أشكال العنف وممارسات القتال والأنشطة العسكرية التي تهيمن على العاصمة السورية تقف حجر عثرة أمام الاقتصاد في المدينة، فجميع المحال التجارية وغيرها من المراكز التجارية من نوادي وملاهي ومطاعم وفنادق وغيرها من أماكن الجذب السياحي توقفت تقريبًا عن العمل، ولم تعد تعمل إلا في ما ندر.
وذكرت "الغارديان" أن محل دامر للآيس كريم في دمشق كان مصدرًا للبهجة والمتعة لجميع سكان العاصمة السورية المنكوبة على مدار عقود من الزمن، إلا أنه الآن كغيره من المحال التجارية أصبح ماضيًا يعاني من تراجع شديد في الإقبال عليه في الآونة الأخيرة.
وعلى سبيل المثال، أُغلق أفضل وأشهر مطعم في العاصمة دمشق، وهو مطعم "خوالي"، ولم يعد يعمل على الإطلاق، كما يغلق مطعم "نارانغ"، الذي استضاف فيه الرئيس بشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته سورية، أبوابه في وقتٍ مبكرٍ للغاية، حيث لا يجد طاقم الخدمة على الطاولات سوى عدد محدود من الزبائن، الذين سرعان يما يتناولون وجباتهم على عجالة وينصرفون، حيث لم يعد المطعم محل جذب سياحي كما اعتاد السائحون عليه منذ زمن، خاصةً بعد زوال الإطلالة الجميلة التي كان المطعم يتمتع بها في السابق على منطقة جبل قزوين، التي تمثل البوابة الرئيسة للمدينة القديمة ومزاراتها الأثرية، حيث تحولت المنطقة المقابلة للمطعم إلى منطقة عسكرية مغلقة.
أصبحت الشوارع تقريبًا مهجورة لا تسير فيها سوى السيارات التي تسرع إلى المنازل قبل حلول الليل لتتمكن من الوصول في موعد مناسب، حيث تعطلها نقاط التفتيش على طول الطرق في مدينة دمشق.
وألمحت "غارديان إلى أنه باستثناء حفلات الزفاف الصاخبة التي تُقام من حينٍ لآخر بكل مظاهر الفرح التقليدية المعروفة في سورية، لا صوت يعلو على صوت الحرب والقصف والأعيرة النارية المتبادلة بين الطرفين.
وأصبح الحصول على المؤن المعيشية أمرًا ينطوي على الكثير من المصاعب، حيث لا يمكن الاستغناء عن إمدادات الغذاء التي تأتي من ريف دمشق مثل الحليب، لذا يحصل عليها سكان دمشق بصعوبة بالغة من مناطق أصبح الوصول إليها بالغ الصعوبة مثل دومة ودريا.
ونشأت منطقة عازلة بين المدينة بمختلف أجزائها والمناطق الصناعية بسبب استمرار تبادل إطلاق النار بين قوات نظام بشار وقوات المقاومة، وهي المناطق التي عانى أصحاب المصانع فيها الأمرين من صعوبة الوصول بالمنتج إلى العاصمة من ناحية، والدمار الذي حل بعدد كبير من المصانع ما خلفه من خسائر بالملايين من ناحية أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، تضاعفت أسعار السلع الغذائية الضرورية مرات عدة، منها أسعار السكر التي تضاعفت، وأسعار الأرز التي تضاعفت ثلاث مرات.
وأسهم في شلل الاقتصاد صعوبة الحصول على إمدادات الطاقة مثل وقود السيارات وزيت التدفئة، حيث تخلو محطات الوقود من محتواها معظم الوقت، بالإضافة إلى توقف الطائرات عن العمل حيث يغلق مطار دمشق الدولي أبوابه أمام معظم الرحلات من أنحاء العالم المختلفة.
أما النشاط السياحي فقد نُفذ فيه حكم الإعدام بسبب إغلاق المطار واقتصار الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق على الطريق البري من بيروت، الذي يعتبره الجميع أكثر الطرق أمانًا.
وتتكدس السيارات على الحدود السورية اللبنانية بسبب تحول طريقي دريا والأردن إلى دمشق إلى ساحات قتال، وأهداف واضحة للقصف المدفعي المستمر.
وتتجلى الأزمة الاقتصادية السورية عند رصد أوضاع الموظفين الحكوميين الذين يتقاضون راتبًا شهريًا ثابتًا، حيث أصبح من النادر أن يتسلموا رواتبهم بصفة دورية في مواعيدها.
وتبدو الأزمة أيضًا عند النظر إلى أوضاع الفقراء، حيث أصبحت دمشق ملاذًا لـ 3.8 مليون مشرد فقدوا منازلهم، لينتشر المتسولون في جميع أنحاء العاصمة، وهو ما يُعد مظهرًا آخر من مظاهر تفاقم الأزمة الاقتصادية الطاحنة في سورية.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ازدياد حدة الصراعات المسلحة بين الجيش السوري الحر وقوات الأسد ازدياد حدة الصراعات المسلحة بين الجيش السوري الحر وقوات الأسد



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca