الدار البيضاء - جميلة عمر
تعيش مخيمات تندوف على صفيح ساخن بسبب جرافة الاعتقالات التي أتت على اليابس والأخض، إذ شملت هذه الاعتقالات 25 شابا صحراويا، اعتقلوا بشكل عشوائي، بسبب بفعل غير مرتكب من طرف الموقوفين، مع اتخاذ صفة الفعل الانتقامي ردا على الحريق الذي أفسد الحفل السينمائي، ونفذت الاعتقالات بأمر مباشر من عبد العزيز المراكشي، مع تدخل قوات الأمن الجزائرية.
واتجهت عائلات المعتقلين بعد نفاذ كل الطرق من أجل إطلاق سراح أبنائهم، إلى مقر الزعيم المزعوم عبد العزيز المراكشي، الذي خذلهم من خلال جوابه، وبدا أنه مقيد بقرار السلطات الجزائرية، إذ أكد أن ملف المعتقلين أصبح في يد السلطات الجزائرية، وهو الرد الذي أغضب الصحراويين من عائلات المعتقلين، مما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات والاحتشاد أمام مبنى قيادة البوليساريو في الرابوني، في تندوف، رافعين شعارات يطالبون من خلالها بالإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا على خلفية اندلاع النيران في الخيام، وإرجاعهم إلى خيامهم.
وكانت ميليشيات البوليساريو، مدعومة بعناصر من الجيش الجزائري، اعتقلت عددا من سكان مخيمات تندوف، بعد اندلاع الحرائق في الخيام، التي نصبت للاحتفال بالمهرجان السينمائي.
وحسب مصادر مطلعة، فإن قيادة البوليساريو أصيبت بصدمة شديدة، وعمدت إلى الاستعانة بالقوات العسكرية الجزائرية، مباشرة بعد اندلاع النيران في الخيام، في ما اعتبرته محاولة لإفشال المهرجان.
وكانت هذه الخيام نصبت للاحتفال بما تسميه "المهرجان السينمائي السنوي"، الذي تشرف على تنظيمه خديجة حمدي، زوجة زعيم الانفصال، محمد عبد العزيز، الجزائرية الأصل.
وجاء اعتقال هؤلاء الشباب، بسبب شعاراتهم التي سبقت المهرجان، والتي تعبر عن تذمر هؤلاء الشباب الصحراوي من تنظيم المهرجان، كما نشروا على صفحات الفيسبوك تعليقات يصفون المهرجان بأنه "حفلة للانتهازيين"، يستغلها أفراد في الجبهة ومقربون من عقيلة زعيمها في توسيع أنشطتهم وعلاقاتهم مع شخصيات مغمورة، لا تربطها بالعمل الفني سوى المصالح الشخصية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر