آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تقع بين ظهري أوروبا وآسيا وتجمع سمات القارتين

رحلة إلى حياة سلاطين في الحضارة العثمانية في إسطنبول

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - رحلة إلى حياة سلاطين في الحضارة العثمانية في إسطنبول

حضارة تركيا
إسطنبول ـ جلال فواز

صدق من قال إن البلاد كالبشر، فكما أن لكل إنسان قلب، لكل بلد قلب وقلب تركيا هو حضارتها القديمة وما تتمتع به من مظاهر تلك الحضارة،إذ يحافظ الأتراك على تقاليد يتوارثونها عبر الأجيال، فأزياء النساء على سبيل المثال معتدلة والحجاب منتشر بين النساء. كما تسود الثقافة الإسلامية والطابع الحضاري الإسلامي

على جميع مدن خاصةً إسطنبول، فهناك الحمامات التركية التقليدية العامة التي تخصص بعضها للرجال والبعض الآخر للنساء، وهذه الحمامات ظهرت في شوارع إسطنبول في عهد السلطان سليمان المهيب.
وتعتبر الرحلة السياحية المثالية لتركيا هي تلك التي يبدأها السائح وينهيها بمفرده حتى يتسنى له الإستمتاع بقلب تركيا الحضاري، فهي ليست زيارة من ذلك النوع الذي يمكن أن تُمارس فيه المواعدة أو يلتقي الأصدقاء للقيام بأشياء مجنونة كتلك التي إعتدنا على رؤيتها أثناء الرحلات السياحية.
وتمنح الرحلة إلى إسطنبول للسائحين فرصة الاسترخاء والراحة بمفهوم خاص جدًا في حمامات السليمانية التي توفر أماكن خاصة بالنساء وأخرى خاصة بالرجال دون اختلاط بين الجنسين، أما الإقامة المريحة الحافلة بالرفاهية فتكون في فندق سيناتوس في وسط المدينة القديمة إذ يوفر الفندق غرف مزدوجة للنزلاء.
وعندما ينال السائحون قسطًا من الراحة، تبدأ الأفواج في التوافد على المسجد الأزرق الذي يغلب عليه اللون الرمادي من الخارج في فصل الشتاء خاصةً في شهر شباط/فبراير حيث الجليد المتساقط يؤثر على شكل المسجد وقبابه من الخارج؛ أما من الداخل، تستحوذ مظاهر الفن الإسلامي على القلوب حيث تبدو القبة الرئيسة ومن حولها القباب الأصغر التي يصغر حجمها كلما ابتعدت عن القبة الأم.
كما تتزين الحوائط ببلاط ملون باللونين الأبيض والأخضر. وبُني هذا المسجد الرائع في عهد السلطان العثماني  أحمد في القرن السابع عشر بعد 150 عامًا من إستيلاء العثمانيين على عاصمة الدولة البيزنطية القسطنطينية وتخليصها من أيدي الرومان.
وكان الغرض من بناء المسجد الأزرق هو إظهار مدى قدرة العثمانيين على بناء الحضارات وأنه مهما بلغت عظمة الحضارة البيزنطية في تركيا، فلدى العثمانيين ما هو أكثر.
وبوقوع تركيا بين ظهري القارتين الأوروبية والأسيوية، يجمع هذا البلد بين سمات القارتين، وهو ما يتضح جليًا أثناء زيارة السوق السياحي الكبير "Grand Bazaar" الذي تبدو المحال التجارية فيه ككهوف علاء الدين حيث تعكس قدرًا كبيرًا من الغموض وأحيانًا ما تبدو مخيفة.
ورغم هذا المظهر الذي يثير الكثير من الإنفعالات، إلا أن هناك الكثير من البضائع التي لا يمكن مقاومتها، خاصةً السجاد التركي المميز الذي يُجسد أهم مظاهر الفن التركي.
وللاستراحة من عناء جولة التسوق التي يطل منها السائح من نافذة واسعة على الحضارة التركية القديمة أو بالأخرى العثمانية، يتوجه المتوافدون على هذا السوق الكبير إلى المطاعم الكائنة بالأزقة الضيقة على جانبي الممر في الرئيس في Grand Bazaar.
تقدم المطاعم التركية الشعبية وجبات رائعة وشهية ومشروبات مميزة مقابل تكلفة زهيدة حيث يمكن تناول وجبة خفيفة مع الشاي بنكهة التفاح مقابل 3 جنيه إسترليني، أما باقي أيام الجولة السياحية، فيمكن استغلالها في إستكشاف المزارات التاريخية في مقدمتها قصر توبكابي الذي كان مقرًا للسلاطين على مدار 400 سنة شهدت حكم الدولة العثمانية.
يطل هذا القصر على البحر مباشرةً ويحتوي على أجنحة فاخرة حافلة بأشكال التصميم الداخلي الذي يجسد فن المعمار الإسلامي العثماني،كما يحتوي القصر على كميات كبيرة من المجوهرات التي خلفها العثمانيون بالإضافة إلى الأسلحة المرصعة بالألماس والأحجار الكريمة، التي حاولت شخصية مثل بيتر يوستينوف الممثل البريطاني الراحل سرقة قطعة منها وهي خنجر مرصع بالمجوهرات وذلك في فيلم توبكابي عام 1964. 

رحلة إلى حياة سلاطين في الحضارة العثمانية في إسطنبول

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة إلى حياة سلاطين في الحضارة العثمانية في إسطنبول رحلة إلى حياة سلاطين في الحضارة العثمانية في إسطنبول



GMT 09:23 2022 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الأماكن للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca