القاهرة - المغرب اليوم
استطاعت السعودية، في السنوات الأخيرة، أن تكون محطّ جذب للسائحين، الذين يبحثون عن التطورات العمرانية، والشغوفين بالآثار التاريخية؛ فالسعودية تملك مقومات سياحية كبيرة، لا سيما المساحات الشاسعة التي تمتدّ من البر إلى البحر، مع سعي الحكومة الحثيث إلى تطوير هذه الأماكن، وتعريف العالم بها، إضافة إلى تسهيل إجراءات السفر من خلال إصدار التأشيرات السياحية، ورفع مستوى الخدمات المقدمة للزائرين والمواطنين والمقيمين.
في السطور الآتية، لمحة عن "منتجع شرعان"، في العلا، الذي لا يشبه غيره.
كانت الهيئة الملكية لمدينة "العلا"، والتي يترأس مجلس إدارتها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد وضعت خطة عمل لتسليط الضوء على ثروات هذا المكان وجذب السائحين إليه. وقد دشن ولي العهد مشاريع سياحية ضخمة في مدينة العلا، خلال إطلاقه لـ"رؤية العلا"؛ كان من بين هذه المشاريع "منتجع شرعان"، الذي من المقرر أن يفتتح أبوابه للزائرين، بحلول 2023.
مشروع يقوي الاقتصاد والإنتاج المحلي
تكمن أهمية المشروع، بحسب ما أعلنت عنه الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بأنه "سيساهم في الاقتصاد المحلّي والناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية، وسيعزز السياحة من خلال استقطاب السائحين الحريصين على تجربة التراث الثقافي والطبيعي للعلا". كما يعدّ "منتجع شرعان" خطوة أولية في تطوير العلا، كوجهة سياحية عالمية رائدة. المنتجع مصمّم بطريقة مبتكرة يراعى من خلالها اندماج البناء بالطبيعة بشكل متأصل في إرث العلا الغني، مما سيوفر نقطة التقاء عالمية للقادة والمستكشفين حول العالم.
وتم تكليف مهندس العمارة الفرنسي جان نوفيل بناء فندق فاخر، يقول عنه إنه "يهدف إلى الحفاظ على المناظر الطبيعية القديمة في العلا، بدون المساس بهويتها الجميلة الآسرة".
يقع منتجع "شرعان" داخل محمية شرعان الطبيعة في صحراء العلاء التي تبعد نحو 220 ميلًا شمالي المدينة المنورة. وقد أظهرت صور تصميم المنتجع الأولية ساحات خارجية أنيقة وواسعة تتناقض مع التصميم الداخلي الغني والحميم.
وقد استوحى نوفيل تصميمه من موقع الحجر الأثري المُدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، والذي يحتوي على بقايا الحضارة النبطية، وافتتح أخيرًا للزائرين.
وأطلق نوفيل التسمية على المنتجع (شرعان).
تصميم يضاهي أكثر الابتكارات الفنية إبداعًا
سيتم إنشاء "مشروع شرعان" تحت الأرض، وتحديدًا في إحدى وديان محمية شرعان، في الصخور الرملية، على غرار تصاميم الأنباط منذ ملايين السنين. وسيضم المنتجع 40 وحدة، تشمل 25 جناحًا، و10 أجنحة مخيمة فاخرة، و3 فلل سيتم قطعها في واجهة منحدر، مع وجود شرفة تطل على المناظر الطبيعية المحيطة بكل جناح، إضافة إلى منتجع صحي، وموقع يضم مساحات مبتكرة ومجهزة بأحدث الوسائل والخدمات التقنية لعقد لقاءات قمة، وقياديي الأعمال والرؤساء التنفيذيين والفنانين وغيرهم.
جمال الطبيعة الصحراوية
من يشاهد صور تصميم المنتجع، سيلاحظ أنه يحاكي المنهج النبطي في استخدام الضوء والظل في العمارة. وعلى الرغم من أنّ جزءًا كبيرًا من المنتجع سيكون داخل الصخرة، إلا أنّ صور التصميم تُظهر أن الضوء الطبيعي سيكون بمثابة جزء لا يتجزأ منه.
ويهدف المنتجع إلى استكمال المناظر الطبيعية المحيطة به بدلاً من التقليل من شأنها.
وسيكون مدخل الفندق عبارة عن فناء دائري سيتم نحته في منحدر تل من الحجر الرملي، ومن هذه النقطة سيتم ترتيب سلسلة من الغرف حول عمود رفع مركزي بارتفاع 80 مترًا، على أن يكون لكل جناح جدران من الحجر الرملي تهدف إلى خلق اتصال مباشر مع المدينة النبطية السابقة عن طريق إطلالها على صحراء العلا.
ويؤكد نوفيل أنّ "المشروع يجب ألا يعرض المكان للخطر، والهدف من إنشائه هو خلق إبداع يصبح فعلًا عملًا ثقافيًّا".
قد يهمك ايضا
"نافورة النخلة" وجهة سياحية إماراتية ساحرة وأرقام قياسية عالمية
جزيرة المرجان في الدمام وجهة سياحية مميزة بفعاليات متنوعة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر