آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

بعد مرور 20 عامًا على اغتيال المصمم العالمي

رحيل "فيرساتشي" فجوة كبيرة في عالم الموضة والأزياء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - رحيل

من تصاميم المبدع جياني فيرساتشي
باريس - مارينا منصف

بالنسبة لجيل والدي، كانت اللحظة الحاسمة الوحيدة التي تذكر الجميع فيها أين كانوا بالضبط عندما سمعوا باغتيال جون فيتزجيرالد كينيدي؛ وبالنسبة لي كان إطلاق النار على جون لينون في نيويورك؛ ولكن في مجتمع الموضة سيكون دائمًا قتل جياني فيرساتشي خارج قصره، كازا كاسوارينا، في ساوث بيتش، ميامي. 

وكان قتل جياني بمثابة إدراك بارز بأن الموضة أصبحت ظاهرة اجتماعية وفنية رئيسية، واغتياله على عتبة منزله من قبل القاتل المختلف أندرو كونانان في 15 يوليو 1997، شهد نهاية البراءة في عالم الأزياء، فإذا نظرنا إلى الوراء، فإنه من الصعب التقليل من شأن تأثير جياني على الموضة، وزيادة ثقافة البوب ​​عندما انفجرت على الساحة.

وتعد جياني فيرساتشي واحدة من العلامات المتميزة في عالم الموضة والأزياء في العالم، وتأسست شركة "فيرساتشي" عام ١٩٧٨في ميلانو، حيث بدأ  بالعمل تحت اسمه الخاص، وكان لديه علامة تجارية خاصة به، وفي عام ١٩٧٥قدّم أول عرض لمجموعة من المصنوعات الجلدية الخاصة به، وفي ١٩٧٨ قدّم أول مجموعة من التصميمات الرجالية، وافتتح أول متجر له في ميلان، ثم قام بفتح متاجر له في باريس ولندن ونيويورك ومدريد، وجميع أنحاء العالم.

وقد عرف عن جياني تصميماته الجريئة، التي تجمع بين الرقي في تصميم الأزياء وثقافة البوب بطريقة تلفت الانتباه بشكل صادم ومثير، وقد كانت تصميماته تناسب كل الأذواق، وقدم فيرساتشى تصميمات لكل شىء، مثل الأزياء والأحذية والحقائب النسائية، والنظارات الشمسية وكذلك الأمر بالنسبة للرجال، حيث صمم الأحذية ورابطات العنق والبدل والقمصان.

واشتهر فيرساتشي عالميًا بتصاميمه الفاخرة مثل الفستان الأسود الذي شهر الممثلة "إليزابيث هيرلي"، التي ارتدته في العرض الافتتاحي "أربع زيجات وتشييع واحد" وأيضًا الفستان الذي ارتدته الأميرة الراحلة ديانا في الطبعة الإنجليزية لغلاف مجلة "فوغ".

ولقد أصبح بيت أزياء فيرساتشي واحدًا من أكثر بيوت الأزياء تألقًا، ومن أكثر العلامات المتميزة وأعظمها شهرة، فضلًا عن تصميماته للأزياء والأحذية الرياضية، وعلى هذا يعتبر الإيطالي جياني فيرساتشي واحدًا من أبرز مصممي الأزياء العالميين في القرن العشرين..

وولد جياني في الثاني من ديسمبر عام ١٩٤٦ في إيطاليا، حيث نشأ مع أشقائه وأمه الخياطة، وبدأ صنعته في عُمر صغير، يساعد أمّه في العثور على الأحجار الكريمة والضفيرة الذهبية لتطريز الألبسة، ثم درس الهندسة المعمارية قبل انتقاله إلى "ميلان" في عمر ٢٥ عامًا ليشتغل في التصميم، وكان ١٩٧٤ عامًا مهمًا لجياني فيرساتشي.

وبينما هو يزاول طقس المشي الذي اعتاده، وفيما هو خارج قصره "الأسطورة" في فلوريدا باغته "أندرو"، وأطلق عليه الرصاص فأرداه قتيلًا، والمدهش أن "أندرو" هذا انتحر بعد فترة قليلة مستخدمًا نفس المسدس الذي اغتال به جياني فيرساتشي، وفي سبتمبر ١٩٩٧ أُعلن "سانتو" شقيق فيرساتشي، مديرًا تنفيذيًا لحصّته، وأُعلنت أخته دوناتيلا رئيسًا جديدًا للتصميم..

وأحب فيرساتشي الحضارات المختلفة، فمزج بين الطراز المغربي والمصري والهندي،  وقد عاش في قصره في فلوريدا من عام ١٩٩٢حتى ١٩٩٧، حيث شهد نهايته المأساوية حين خر صريعًا، وشكلت هذه الحادثة صدمة في أوساط الموضة والترفيه، فجياني فيرساتشي الذي كان يصمم لكبار المشاهير، من مادونا إلى إلتون جون، كان يعد عبقريا في مجاله.
وتقول ستيفانيا سافيولو، مديرة مركز الفخامة والموضة في جامعة بوكوني في ميلانو: "كان مبدعًا في شتى المجالات، فنانًا بكل ما للكلمة من معنى، مع نظرته الابتكارية للألوان والأنسجة"، وفي تلك الفترة، كانت المجموعة التي أسسها مع شقيقه سانتو عام 1978 "في ذروتها" مع مشروع متقدم جدًا للاكتتاب في البورصة، بحسب ديفيد بامبيانكو رئيس المكتب الذي يحمل اسمه.

وحلت محله شقيقته دوناتيلا التي كنت ملهمته أيضًا وكاتمة أسراره، والتي كانت مكلفة مجموعة "فيرسوس"، لتمسك بزمام الإدارة الفنية للمجموعة، في حين بقي شقيقه سانتو، مهندس التوسع العالمي للدار، في منصب المدير التنفيذي، غير أن وضع الدار تراجع شيئًا فشيئًا، إذ أن دوناتيلا التي تعاونت مع جاني طوال 14 عامًا، تأثرت كثيرًا بوفاة أخيها وهي باتت تشعر "بالضعف"، على حد قولها. 

وصرحت سافيولو "إنه لأمر صعب أن يصبح المرء مديرًا فنيًا بين ليلة وضحاها من دون سابق استعداد لهذه المهام"، لا سيما أن ذلك حدث في وقت "كان فيه عالم الموضة يشهد تغيرات جمة، وكانت الضغوطات على المدراء الفنيين كبيرة جدًا"، ومرت دوناتيلا المعروفة بشعرها الأشقر وبشرتها المسمرة ولجوئها إلى عمليات التجميل بشدة، في فترة اكتئاب أدمنت فيها على الكوكايين قبل أن تخوض علاجًا للإقلاع عن الإدمان عام 2005 

وفي تلك الفترة، استعانت الدار بخدمات جانكارلو دي ريزيو عام 2004 في منصب المدير العام، وأعاد المدير السابق لـ "فندي" تركيز أنشطة "فيرساتشي" حول الأزياء الراقية والسلع الفاخرة، مُسرحًا عددًا من الموظفين ومطورًا قسم الأكسسوارات، لكن بسبب الخلافات مع العائلة بشأن تخفيض التكاليف الذي كان يطالب به وفق ما أوردت الصحف، حل محله جان جاكومو فيراريس الذي كان مديرًا عامًا لماركة "جيل ساندر".

وبدفع من فيراريس، خفضت "فيرساتشي" عدد موظفيها بنسبة الربع وقامت بترشيد الإنتاج وتنظيم شبكة متاجرها، وساهم فيراريس في "مضاعفة رقم أعمال المجموعة الذي ارتفع من 268 مليون يورو عام 2009 إلى 645 مليونًا عام 2015"، بحسب بامبيانكو.

وعاودت الدار تحقيق الأرباح عام 2011 بعد ثلاثة أعوام تكبدت خلالها خسائر، وأوضحت سافيولو "كان التوازن مناسبًا بينه وبين دوناتيلا مع حوار لائق واحترام كبير لرؤية دوناتيلا وحسها الابتكاري"، وقد باعت المجموعة العائلية التي لطالما رفضت الانضمام إلى تكتل للمجموعات الفاخرة كما هي الحال مع عدة ماركات إيطالية مثل "غوتشي"، 20% من حصصها عام 2014 إلى الصندوق الأميركي "بلاكستون". 

والهدف وفقًا لدوناتيلا كان "إبراز طاقة فيرساتشي" التي فتحت متاجر عدة، وكان الرهان ناجحًا، فبالرغم من الظروف الصعبة، نمت المبيعات بنسبة 17% تقريبًا بين 2014 و2015، لكن في مايو/أيار 2016 تم بشكل مفاجئ تعيين جوناثن اكيريود، المدير التنفيذي السابق لماركة "ألكسندر ماكوين"، محل فيراريس بغية "الانتقال إلى المرحلة المقبلة من تطوير فيرساتشي". 

وشهد العام 2016 نتائج متباينة مع ارتفاع المبيعات بنسبة 3,7% غير أن الخسائر بلغت 7,4 ملايين يورو بسبب استثمارات في شبكة المتاجر، وزعزعت هذه النتائج الثقة بالماركة، غير أن "الشركة في وضع جيد هو أفضل بكثير مما كانت عليه الحال قبل 10 أعوام"، وفقًا لبامبيانكو، الذي يؤكد أن فيرساتشي لا تزال "من أجمل الماركات في العالم وهي لا تزال تتمتع بقدرات هائلة".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل فيرساتشي فجوة كبيرة في عالم الموضة والأزياء رحيل فيرساتشي فجوة كبيرة في عالم الموضة والأزياء



GMT 17:50 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة اعتادت إخفاء وحمة على وجوهها تقرر التخلص من المكياج

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 11:23 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكوفا تثني على جهود الملك المغربي في إنجاح فعاليات "كوب 22"

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

أجمل 8 مطاعم حول العالم أحدها في دولة عربية

GMT 08:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة مرسيدس -بنز GL 500 في المغرب

GMT 18:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق النار على مواطن مغربي في معبر سبتة

GMT 22:03 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رضوان النوينو مستثمر سياحي يفوز بمقعد برلماني

GMT 02:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني في العاصمة الرباط

GMT 15:56 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

في حب أحلام شلبي

GMT 00:49 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نغم منير تطلق تصميمات غير تقليدية من "الكيمونو"

GMT 10:48 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح محل تجاري خامس من "ديكاتلون" في وجدة

GMT 20:00 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عدد السكان في جهة فاس مكناس يصل إلى 4 ملايين و236 ألف نسمة

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

تعرف على أسعار ومميزات هاتف "آيفون X " من آبل

GMT 01:10 2016 الأحد ,10 تموز / يوليو

الألم أسفل البطن أشهر علامات التبويض

GMT 01:12 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

دنيا عبد العزيز تواصل تصوير مشاهدها في "البارون"

GMT 15:37 2013 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سلال يقوم بوضع في الخدمة مستشفى من 240 سريرًا بالشلف
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca