آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أسابيع الموضة العالمية تتمسك بإرثها خوفًا من الأزمة الاقتصادية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أسابيع الموضة العالمية تتمسك بإرثها خوفًا من الأزمة الاقتصادية

أسابيع الموضة
لندن - الدار البيضاء

عواصم الموضة العالمية بدأت تتنفس الصعداء، وإن كان الهواء الذي تتنفسه ملوثاً بسبب عودة حركة السير إلى سابق عهدها من الازدحام، والضجيج الذي يزيد من وقعه طقطقة الكعوب العالية. فالصورة الغالبة خلال أسابيع الموضة الأخيرة لربيع وصيف 2022 تبدو فيها العديد من المدعوات وقد تخلين عن الأحذية المريحة التي لازمتهن طوال الـ18 شهراً الأخيرة بسبب الحجر الصحي والعمل عن بُعد.

إضافة إلى تسلل الكعب العالي لعروض الأزياء، كان واضحاً أن العلاقة بين المرأة والملابس المريحة أو «السبور» بدأت تبرُد. فالمرأة تريد أن تستعيد أنوثتها وتتعرف على تضاريس جسدها بعد أن ارتاح طويلاً في التصاميم الواسعة إلى حد تسبب في زيادة وزنها. الآن وبعد أن بدأت الحياة تدب من جديد، فكر المصممون أنهم لا بد أن يستبقوا الأمر ويوفروا لها تصاميم تحتفل بأنوثتها. منهم من بالغ في تقصيرها وتضييقها، وبعضهم من تفنن في إدخال فتحات طويلة وألوان جريئة عليها. لكن مفهوم الأنوثة كان القاسم المشترك بينها إلى جانب الحماس بعودة الحياة إلى عروض الأزياء.

في ميلانو، ذكرنا منظر الطوابير بزمن ما قبل الجائحة. فشتان بين عرض جيورجيو أرماني الأخير مثلاً، وعرضه في يناير (كانون الثاني) 2020 عندما هربت معظم وسائل الإعلام من ميلانو واكتفى هو بعرض دون حضور كانت فيه الكمامات الإكسسوار الأبرز. ومع ذلك فإن المصممين أجمعوا على أن الحال لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه قبل 2020 وأن التغيير أمر حتمي.

وهذا ما صرحت به المصممة المخضرمة ميوتشا برادا بقولها إنه «بعد كل الذي حدث، كيف يمكننا العودة إلى ما كنا عليه؟». بيد أن أرض الواقع كان يقول شيئاً مختلفاً. فبرادا التي قدمت عرضين خلال أسبوع ميلانو، في نفس التوقيت وبنفس المؤثرات وكأنهما في مكان واحد رغم أن الأول كان في «مؤسسة برادا» والثاني في شنغهاي، بفضل التكنولوجيا المتقدمة التي سُخرت لها ميزانية ضخمة، لم تنجح في إقناعنا بقولها. الواقع كان يقول العكس، والتغيير الذي صرحت بأنه نتيجة حتمية للجائحة، لم يتجسد في الأزياء ولا في تنظيم وإخراج عروض الأزياء اللهم إذا استثنينا الالتزام بالتباعد الاجتماعي وضرورة حمل جواز شهادة التلقيح. بالنسبة للتصاميم فإنها لم تحمل جديداً يُذكر بقدر ما كانت تفوح برائحة الماضي. أما الأشهر الطويلة من المناظرات حول ضرورة ترتيب الأوراق والتفكير في استراتيجيات جديدة فإنها لم تلمس جانب الإبداع كثيراً. لا يختلف اثنان على أن السبب يعود إلى أن القديم صمام أمان بالنسبة للعديد من بيوت الأزياء في هذا التوقيت على الأقل. فمن الصعب عليها أن تتخلى عن جيناتها أو تُغير جلدها بشكل جُذري، لا سيما أن أغلبها سجلت تراجعاً في مبيعاتها في الآونة الأخيرة. لهذا فإن الجديد بمعناه الثوري غير مضمون وقد لا يتقبله زبونها الوفي بسهولة. لكن من منظور ميوتشا برادا فإنها تجنبت المتعارف عليه في هذه التشكيلة وما كان مُنتظراً منها، بأن تبنت وشريكها المصمم راف سيمونز مفهوم الأنوثة بشكله المثير. اعتمدا على الأقمشة الشفافة تارة والتصاميم الضيقة أو القصيرة تارة في تمرد واضح على الملابس الواسعة والـ«سبور». ما يشفع لهذه التصاميم أنها نُفذت بذوق عالٍ، الأمر الذي أنقذها من السقوط في فخ الابتذال وجعلها تنضوي تحت خانة الأنوثة المُغرية وليس الأنوثة المثيرة للحواس. سحرها يكمن أيضاً فيما قاله المصمم راف سيمونز بأنها تحاكي «الهوت كوتور لكن بلمسات تناسب الحياة اليومية». باقي عروض الأزياء أكدت صورة معاكسة لقول ميوتشا برادا. فقد عاد معظم المصممين إلى ما كان عليه الأمر في السابق بعودتهم إلى أرشيفهم يُجملون من جيناته ويعيدون صياغة إرثهم على أمل إشعال الرغبة وتحريك السوق. «دولتشي آند غابانا» التي قدمت منذ شهر تقريباً عرضها الضخم «ألتا موضة» لم تخرج عن السرب، واعترفت بأنها اختارت باقة من أجمل أيقوناتها، من ورود ونقشات حيوان وبروكار ودينم وتطريز، أغدقتها على هذه التشكيلة التي تحتفل بعودة الحياة أكثر مما تحتفل بالجديد. مجموعة ڤيرساتشي هي الأخرى رفعت شعار «من فات قديمه تاه» واستوحت تشكيلتها بالكامل من نقشات وشاحها الحريري الشهير. «فهذا الوشاح» كما تقول دوناتيللا ڤيرساتشي: «يُشكل جزءاً لا يتجزأ من تراث ڤيرساتشي وشخصية الدار. فهو أقرب إلى لوحة فنية تجسد روحها وتكفل إضفاء لمستنا على أي إطلالة». وحتى تؤكد على صحة قولها، قدمته بعدة صور وأشكال. فقد ظهر على شكل قمصان واسعة وفساتين ضيقة، كما ظهر على شكل إكسسوار للرأس أو لتزيين حقيبة يد.

ماركة «سبورتسماكس» ارتأت أن تجسد الوضع الذي عشناه ولا نزال نعيشه من خلال تشكيلة تستكشف الاختلاف بين النظام والفوضى وبين الضوء والظلام، وأيضاً من خلال التناقض الشديد بين الضوضاء والصمت لنقل إحساس الهروب من الماضي القريب إلى الماضي الأبعد منه. كل هذا ترجمته من خلال تصاميم تعانق الجسم مثل كورسيهات مستلهمة من القرن الثامن عشر، وجاكيتات مفصلة تزينها فتحات جانبية يمكن ارتداؤها مع بنطلونات ضيقة.

في باريس لم يختلف الأمر كثيراً. فماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» غرفت هي الأخرى من أرشيف الدار، وتحديداً من الحقبة التي ارتبطت بالمصمم مارك بوهان في بداية الستينات من القرن الماضي.

في دار جيني كانت الأجواء مختلفة. فمصممتها سارة كافازا فاتشيني لم تركز على الزمان بقدر ما ركزت على المكان. فتشكيلتها لموسم ربيع وصيف 2022 كانت دعوة للانعتاق من القيود والسفر إلى البحر والجزر. فهذه في نظرها كفيلة بإراحة الأعصاب وإعادة برمجة أحاسيسنا. أخذتنا في رحلة مثيرة للجزر اليونانية بمياهها المتوسطية الزرقاء وبيوتها البيضاء التي انعكست على ألوان غلب عليها الأبيض والأزرق ولمسات معدنية براقة مع القليل من الأحمر. سارة كافازا فاتشيني حرصت في المقابل على أن تُبقي هذه التشكيلة ضمن المريح والمنطلق من دون أن تتنازل عن أي تفصيل يمسّ أناقتها، بدءاً من القمصان الطويلة والفساتين البليسيه إلى المعاطف المبطنة بقماش يشبه الدنيم ومنقوشة برسمات منقطة بتدرجات الأزرق والأبيض أو الأحمر والأبيض، بما يشبه ممرات جزر اليونان الحجرية.

نغمة مماثلة انبعثت من تشكيلة «إيترو» لصيف 2022، التي وصفتها فيرونيكا إيترو، المديرة الإبداعية للدار، بأنها مفعمة بالأمل وبالطاقة الإيجابية من خلال ألوان نابضة مثل البرتقالي والأخضر والوردي والأصفر الفاتح. فيرونيكا أيضاً وجدت في الماضي ملاذاً آمناً، حيث عادت إلى فترة السبعينات لتستقي منها خطوطها وألوانها ونقشاتها الحيوية مثل الأزهار المتفتحة ونقشات بيزلي المعززة بأشكال هندسية متعرجة ومتماوجة، بالإضافة إلى القصات الضيقة والطويلة جداً والبنطلونات المستقيمة. لكن لم تنسَ المصممة أهمية الجانب المريح الذي أدمنا عليه لشهور طويلة، لهذا ركزت على أن تعتمد التشكيلة بشكل أساسي على تنسيق القطع بعدة طبقات يمكن التلاعب بها حسب الذوق الخاص وحسب المكان والزمان.

قد يهمك ايضا:

"البنفسجي" يُسيطر على منصات العروض خلال أسابيع الموضة العالمية

إطلالات رائعة بالفساتين المزينّة بالنقشات والتعريقات في "أسابيع الموضة"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسابيع الموضة العالمية تتمسك بإرثها خوفًا من الأزمة الاقتصادية أسابيع الموضة العالمية تتمسك بإرثها خوفًا من الأزمة الاقتصادية



GMT 21:20 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نور الدين مضياف البرلماني الشرس بمجلس النواب

GMT 02:57 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

حنان مطاوع تكشف أن شخصية "كريمة" مركبة وصعبة

GMT 03:38 2017 الإثنين ,14 آب / أغسطس

غادة عادل تكشف أخطر مشاهد "هروب اضطراري"

GMT 02:05 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أول صور رسمية لحفل زفاف نيك جوناس وبريانكا شوبرا

GMT 01:41 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مصممة الأزياء داليا يوسف تعود بقوة لمنافسة المستورد

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أجدد مجموعة عطور خريف 2018 المناسبة لجميع الأذواق

GMT 00:08 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف رجل أعمال في قضية تهريب كميات من المواد المخدرة

GMT 07:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"Mon Guerlain Eau de Parfum Florale "لاطلالة أنثوية تأسر القلوب

GMT 11:47 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

شركة يابانية تطرح سيارة كهربائية خارقة في معرض باريس

GMT 05:56 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تعرف على أكثر السلالم إثارة في العالم

GMT 10:23 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

"Greenpeace" تحاصر مقر فولكس فاغن في بريطانيا

GMT 18:19 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

جوجل تختبر جلب Assistant إلى تطبيق Android Messages
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca