آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أصبحت النساء أكثر تعليمًا واستقلالية مع تزايُد فرص عملها

أسبوع الموضة الباكستاني معركة مُشتعلة بين اليمين الديني والشباب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أسبوع الموضة الباكستاني معركة مُشتعلة بين اليمين الديني والشباب

أسبوع الموضة الباكستاني
إسلام آباد ـ أعظم خان

تسير عارضات الأزياء الفاتنات على المنصة بقاعة فخمة في أحد الفنادق الراقية، مرتديات مجموعة من الأزياء الأنيقة، والقطع التي تكشف عن أجزاء من أجسادهن والسيقان العارية بأقمشة ذهبية مطرزة بشكل مذهل وجميل، وليس هناك أي حجاب في المشهد، هذا هو أسبوع الموضة في باكستان.

يمثّل الكشف عن الأزياء الراقية ولمحة عن المصممين الإبداعيبن أسبوع الموضة في باكستان صعود صناعة متطورة ظهرت في الأعوام الأخيرة، وهناك شيء واحد فقط ليس تمامًا كما تتوقع، وهو أن أسبوع باكستان للأزياء ليس في مدينة كراتشي أو إسلام آباد لكنه في لندن.
يقول مصمم الأزياء فهد حسين: "الهُوية الدينية التي تمنح لبلدنا تسبق إلى حد ما الهُوية الثقافية.. كثير من الأشياء الجميلة في ثقافتنا غالبا ما يتم قمعها ولا يتم إبرازها في بعض الأحيان"، وأضاف: "في باكستان نفسها، نادرا ما يتم الإعلان عن مواقع عروض الأزياء مقدما وتخضع لتدابير أمنية صارمة، وهذا ما يتسبب في أن تعقد في أوروبا ودبي".

أسبوع الموضة الباكستاني معركة مُشتعلة بين اليمين الديني والشباب
يقول عدنان أنصاري، فنان المكياج الشهير ومهندس الأزياء الذي قام قبل 8 أعوام بإعداد أسبوع الموضة الباكستاني: "أصبحت هذه الصناعة ساحة معركة بين اليمين الديني للحفاظ على نفوذه، والقوة المتنامية للشباب، لا سيما الطبقات الوسطى المزدهرة، مع النساء في طليعة المعركة من أجل الهوية الثقافية الباكستانية"، وأضاف: "من المحزن أن نرى صورة باكستان السيئة عند الغرب، لكن بالنظر بتمعن فهي دولة مليئة بالفن والموسيقى والإبداع، وهناك الكثير من الأشخاص الموهوبين الذين لا يسمع عنهم أحد"، وتابع: "كل ما نسمع عنه هو الاضطراب السياسي والقضايا الدينية ويعتقد الناس بأن النساء مضطهدات للغاية، لكن الحقيقة هي أننا لدينا هوية ثقافية قوية للغاية تمثلها ملابسنا، ولا يتعلق الأمر بقدر كبير بإظهار صورة إيجابية، لكن أكثر من مجرد عرض صورة حقيقية لما نحن عليه".
بدأت نهضة الأزياء الباكستانية خلال الأعوام الخمس الماضية نتيجة تحول ثقافي إذ أصبحت النساء أكثر تعليما واستقلالية مع زيادة إمكانية الوصول إلى الفرص في مكان العمل، وكثير منها يعبّر عن الحرية الاجتماعية والثقافية الجديدة والقوة الاقتصادية من خلال الموضة، وأدت الكثير من هذه القضايا التي نمت بسبب ازدهار وسائل الإعلام الاجتماعية إلى استياء المحافظين المتدينين الذين يشعرون بأن الشباب يتأثرون أكثر من بكيم كارداشيان أكثر من القرآن.
تمثل الموضة ما يقرب من 20٪ من صادرات البلاد، ومع أصحاب النفوذ الاجتماعي تتطلع النجمات الغربيات إلى الشرق للإلهام وظهرت عارضة الأزياء جيجي حديد في عناوين الصحف في أغسطس/ آب عندما نشرت صورة لنفسها عبر "إنستغرام" مرتدية الزي الباكستاني التقليدي من تصميم العلامة التجارية "Almirah".
يقول أنصاري: "الشابات في باكستان أكثر تعليما وسفرا ومستقلا عن أي وقت مضى.. إن نساء الطبقة المتوسطة يتوجّهن نحو العمل وقوتهن الشرائية قوية جدا. إنهم يتأثّرن بشدة بوسائل الإعلام الغربية مثل Netflix وما يرونه عبر الإنترنت. وتم ترشيح الموقف الليبرالي من المنصة إلى الكليات عبر "إنستغرام" مع اختيار العديد من الشابات للتخلي عن زي شالوار الباكستاني التقليدي الذي يتكون من تونك وسراويل فضفاضة، للجينز والملابس الغربية ونتيجة لذلك أدت صناعة الأزياء إلى غضب المحافظين الدينيين الذين يزدادون صرامة والذين يرون هذا التحول الثقافي بمثابة تهديد لسلطتهم".
يقول المصمم عاصم جوفا، الذي يعدّ المعادل الباكستاني لمصمم الأزياء الشهير جياني فيرساتشي، بفضل تطريزه الملكي والهندسي: "تُنتقد الموضة في الجزء الذي نعيش فيه من العالم، حيث تكون بعض أجزاء المجتمع أكثر تحفظا".

ويضيف: "أصبح المجتمع أكثر ليبرالية والنساء يقودن ذلك الآن. وينعكس هذا التغيير في أسلوبنا، لكنه سيكون مثيرا للجدل بالنسبة إلى بعض المحافظين لأنه يظهر تتضاءل قوتهم". في بعض الأحيان يكون الصدام في الرؤى أكثر من كونه مجرد خلاف. قنديل بلوش، وهي عارضة أزياء تم انتقادها بانتظام بسبب آرائها المثيرة للجدل، والتي قُتلت في النهاية على أيدي أخيها في عام 2016، وجاء موتها بعد أن كشفت عن أنها واعدت رجل دين.

أسبوع الموضة الباكستاني معركة مُشتعلة بين اليمين الديني والشباب
وقالت أمينة ياقين، وهي محاضرة كبيرة في الدراسات ما بعد الاستعمارية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية: "كانت الأزياء الباكستانية متحررة للغاية في الستينات وأوائل السبعينات، لكن كان هناك قمع حقيقي ضد النساء تحت قيادة الجنرال ضياء، الذي ختم هوية ذات تركيز إسلامي شديد على باكستان. كانت هيئات المرأة خاضعة للرقابة من خلال الشريعة ومن خلال وسائل الإعلام، لكن كل ذلك بدأ يتغير في التسعينات، لكن حتى اليوم لا يزال هناك توتر بين المحافظين المتدينين وصورة النساء".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسبوع الموضة الباكستاني معركة مُشتعلة بين اليمين الديني والشباب أسبوع الموضة الباكستاني معركة مُشتعلة بين اليمين الديني والشباب



GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 23:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عبد النبي بعيوي ينجح في امتصاص غضب أهالي جرادة

GMT 22:24 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

فتاة سعودية أخرى تروي قصة هروبها وطلب اللجوء في كندا

GMT 15:52 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

الفنان خالد النبوي ينعي وفاة والدته عبر "فيسبوك"

GMT 07:08 2018 الإثنين ,30 تموز / يوليو

شركة "لكزس" تطلق "LC 500" السيارة المستقبلية

GMT 20:29 2018 الخميس ,17 أيار / مايو

توقعات الأرصاد الجوية لطقس المغرب الجمعة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca