آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

لم تعد الصورة تقتصر على الإسلاميين الملتحين وأصحاب الشوارب الطويلة

هوس الشباب المصري بالشهرة في موقع الـ"فيسبوك" يغير من تقاليدهم وعاداتهم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - هوس الشباب المصري بالشهرة في موقع الـ

هوس الشباب المصري
القاهرة ـ سعيد الفرماوي

تضج مواقع التواصل الاجتماعي، بالشباب المصري المهووس بالشهرة عبر الـ"فيسبوك"، حيث يلتقطون الصور، ويرتدون أزياء خاصة، ويمارسون سلوكيات تبدو بعيدة عن تقاليد المجتمع المصري بهدف الوصول إلى "الشهرة".

ويطمح الشاب أحمد زلطة إلى أن يصبح عارض أزياء "موديل"، إذ يقف على تلة فوق مآذن القاهرة القديمة في إحدى الحدائق العامة الوحيدة في القاهرة، ويلتقط صورًا لنفسه بنظاراته الشمسية "راي بان"، ويرتدي بنطلون "جينز" ممزق، ويتبع أحدث صيحات الموضة في سترته التي يرتديها.

وأوضح زلطة (20عامًا) الطالب في كلية الاقتصاد، أن هذه السلوكيات باتت "شائعة" في مصر، حتى لو بدت غريبة للوهلة الأولى، فيكفي أن تجري نزهة واحدة في عطلة نهاية الأسبوع، وتتجول في المساحات الخضراء القليلة في القاهرة، لتجد أمثال هؤلاء الشباب، يصور بعضهم بعضًا بكاميرات غالية الثمن.

وأضاف وهو يلتقط لنفسه صورًا مع اثنين من أصدقائه، "هناك الكثير من الشباب الذين يشترون كاميرات الآن لهذا السبب".

ويتفق محمد عفت 19 عامًا مع المصور زلطة قائلًا "يرى الناس أنها أسهل طريقة لتصبح مشهورا"، مشيرًا إلى أنَّ الأمر يتعلق بشهرة من نوع آخر، مثل أن يكون لديك رأسمال من الأصدقاء على "فيسبوك"، ومصورون يشتركون في الكثير من المجموعات التي تحمل أسماء منحرفة في نطقها تشبه أسماء الفنانين وعارضي الأزياء في مصر.

وأبرز أنَّه يدفع 60 جنيهًا مصريًا، حوالي 8 دولارات، مقابل 10 صور يحملها على المجموعات، أو إلى ملف التعريف الخاص بحسابه على "فيسبوك"، ثم ينتظر المتابعين، وعدد طلبات الصداقة، أو الإعجابات، مستدركًا "لكن نادرا ما يتحقق الحلم، ويصبح أحدهم شهيرا بحق".

وأكد الطالب في كلية الاتصالات سونك دياب (20عامًا)، أنَّ هناك بعض النجوم في هذا العالم الافتراضي، لكن الكثيرين منهم مجنونون بصفقات الإعلانات، واعتراف الشارع بهم، وأن يتبعهم الكثيرون على "فيسبوك"، مشيرًا إلى أنَّ  لديه أكثر من 44 ألف متابع على "فيسبوك"، ويظهر على إعلانات سلسلة "برجر" وشركة رقائق البطاطس.

وأضاف "أنا لست مغنيًا، أنا لم أفعل شيئا سوى التقاط الصور، لقد أصبحت مشهورًا دون أن أفعل أي شيء".

وساعدت هذه السلوكيات في خلق أخلاقيات معينة، ولكن الشباب المشاهير يرتدون بشكل متشابه السراويل الضيقة جدا، والكنزات الصوفية على نمط الشمال الأوروبي، والشعر المنتفخ، ويستخدمون الـ"فوتوشوب" لإضافة كحل العين، والتاتو على أجسامهم، وأقراط في آذانهم.

وثمة سلوكيات تخرج عن المفاهيم التقليدية للرجولة، إذ تقتصر الصورة النمطية للذكورة في مصر على اثنتين: الإسلاميين الملتحين، أو أصحاب الشوارب الطويلة.

وأوضح ميدوز،المعروف باسم محمد أحمد، إننا "نرتدي الملابس التي تضغط على الجسد، ويعتبر ذلك شيئا جديدا في مصر" ويضيف "بالطبع الناس ينتقدون ذلك، ويقولون أنك تقلد الفتيات، ولكننا نقلد الأجانب، حيث لا حدود لديهم، الجميع يحاول أن ينفذ ما يدور في عقله، ولا يوقفهم أحد".

ويقول كمال (21 عامًا) أحد زبائن ميدوز، إنَّ الشهرة ما هي إلا وسيلة للتحايل على التقاليد الاجتماعية المحافظة، في بعض الأحيان يقول الناس: إننا لا ننظر إليكم كرجال، بينما يقول آخرون: إن ذلك ضد الدين، ولكننا نريد أن نفعل شيئا مختلفا، شيئا جديدا، سواء أحبوه أم لا".

أما دياب والذي يعتبر هو ونظراؤه متأثرين جزئيًا بثورة يناير، وكان ينشر لنفسه صورًا منذ عام 2009، يعتقد بأنه بدأ يفقد شعبيته في العام الماضي، ويرى أن ذلك مرتبط بالصحوة الاجتماعية التي أشعلتها الثورة.

وتابع دياب "عندما هدأت الثورة، وترك الناس السياسة، بدؤوا يتبعون رغباتهم الخاصة، لاستكشاف فيسبوك، ليعرفوا ماذا يحدث، وتدريجيا بدأ الناس يرون الكثير من النماذج عن الموضة".

ولا يقتصر الأمر على الملابس، أو الشهرة، هناك الفتيات والشباب، حيث يحاول كل من طرفه أن يغري الآخر بصداقته، ويمثل "فيسبوك" وسيلة جيدة للتواصل مع الفتيات في مجتمع يصعب فيه اختلاط الجنسين.

كل ذلك ترك أثره على ثقافة الناس، في مجموعات معينة يتحدثون مثلا عن "فامايزا"، وهو تعبير جديد في العربية يشير إلى أنواع الشهرة، ونشرت عن بعض تلك الاتجاهات مواقع مصرية كثيرة أشارت إلى بعض الأنماط الشهيرة بدت مؤنثة الطابع إلى الدرجة التي تحيرك ما إذا كانت تلك ملابس رجل أم امرأة، وأنها أثرت على محلات ملابس الأزياء.

وذكر مدير سلسلة محلات ملابس رجال "فوج فاشون"، إسلام عماد، أنَّ "الأنماط الشهيرة لقد غيرت الطريقة التي نشتري بها الملابس".

ولاحظ إسلام أنَّ الناس يطلبون الملابس ذات نمط الشهرة "فيموس ستايل" منذ 9 أشهر، ويطلق عليها الآن نكتة، إذ يصفها بأنها "نصف مصرية"، وبدلا من أن يشتري ملابس بسيطة في أزيائها، يشتري الآن ملابس مزرقشة، "كل ذلك بسبب الشهرة".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوس الشباب المصري بالشهرة في موقع الـفيسبوك يغير من تقاليدهم وعاداتهم هوس الشباب المصري بالشهرة في موقع الـفيسبوك يغير من تقاليدهم وعاداتهم



GMT 12:47 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة وسلبية

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 16:26 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

"إليان" عطر شديد الإغراء للمرأة التي ترغب في لفت الأنظار

GMT 16:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 05:57 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يسقط أمام أتالانتا بثلاثية ويخرج مِن كأس إيطاليا

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 18:18 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

خطوات سهلة لتشقير الحواجب

GMT 21:17 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

محمد الكرتيلي يعود لرئاسة عصبة الغرب لكرة القدم

GMT 06:59 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

شركة السلام للطائرات في الرياض توفر 75 وظيفة

GMT 18:23 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

منزل ريفي عتيق يحمل المعالم المعمارية في إسبانيا

GMT 00:50 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مجدي حمدان يُبيّن أخطاء مدربي التنمية البشرية وخداعهم
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca