آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

منها المهاجرين والأقليات الإثنية وبروز ظاهرة التحزب الأعمى لمواطنيها

الفيلم الوثائقي "أميركا المشتتة" يطرح المشكلات الجدية التي تعاني منها الولايات المتحدة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الفيلم الوثائقي

مشهد من الفيلم الوثائقي "أميركا المشتتة"
واشنطن ـ المغرب اليوم

أصبح المشهد الأميركي اليوم وبعد سنة تقريبًا من انتخاب دونالد ترامب لرئاسة البلاد، ملتبسًا، ولم يعدّ كما كان عليه. التشتت سمته الأبرز والانقسام المجتمعي في أعلى درجاته والإحساس بالإحباط والخوف عند الذين جاؤوا من خارجه ليعيشوا حلمه في ازدياد، ما يستدعي طرح أسئلة عن وجهة الولايات المتحدة المستقبلية وأي الطرق ستختار؟.

وتناول قيس قاسم في صحيفته "الحياة اللندنية" عرضًا لمضمون الفيلم الوثائقي "أميركا المشتتة"، لافتًا إلى أن معدّ الوثائقي لارش موبيري عمل مراسلًا صحافيًا في الولايات المتحدة، ويعرف الكثير عنها، وعن المشكلات الجدية الأكثر مدعاة للتوقف عندها مثل المهاجرين والأقليات الإثنية وبروز ظاهرة التحزب الأعمى لمواطنيها، لهذا بدأ مشواره الاستقصائي بزيارة عائلة مكسيكية مهددة بترحيل بعض أفرادها، بعد مدة طويلة من إقامتهم فيها.

ولينيزا فاسكوز، جاءت إلى الولايات المتحدة مع أخيها ووالديها من المكسيك عبر الصحراء، بعدما قطعوها في شكل غير شرعي سيرًا على الأقدام، وواجهوا فيها خطر الموت عطشًا من أجل عيش "الحلم الأميركي". لكنها وبعد زواجها وإنجابها أطفالاً تواجه اليوم مع ما يزيد عن 800 ألف مهاجر أميركي لاتيني خطر الترحيل، وترك كل شيء وراءهم بمن فيهم أطفالهم التي يضمن قانون "داكا" حق بقائهم، ويريد الرئيس ترامب إلغاءه أيضاً.

وبقلق أوضحت لمعد الوثائقي ما يعنيه القرار: "حين وصلت مع عائلتي إلى هنا، كان عمري ثماني سنوات، كبرت وتزوجت وصار عندي أطفال، يريد ترامب حرمانهم من حق العيش هنا، بإلغائه القانون". تصف الأم المكسيكية إحساسها يوم شاهدت رجال الشرطة يرحلون والدها عنوة إلى المكسيك، وظلت هي من دونه مع أخيها ووالدتها، ولا تتمنى إطلاقًا لأولادها عيش التجربة ذاتها. "لا أريد أخذ أطفالي معي إلى المكسيك، فهم لا يعرفون شيئاً عنها، ولا حتى لغتها".

وخوف الأقليات والمجاميع الإثنية، وبخاصة المسلمين في تصاعد، وهو لا يقل عن خوف المهاجرين. تجربة الشاب عمير تشاودري مع صديقه الأميركي، غاري كولينس المؤيد لترامب تعطي فكرة عن حجم الانشقاق الحاصل في المجتمع إلى درجة أدت إلى افتراق الجار عن جاره والصديق عن صديقه، ويجمعهما البرنامج في إحدى حدائق مدينة بالتمور ويتركهما يتحاوران مجددًا بعدما انقطع تواصلهما على صفحات فايسبوك.

وبعد عتب وأسف على علاقة إنسانية جميلة ترسخت أيام الجامعة وخربتها أخيراً السياسة، ثبت كل واحد منهما موقفه. فالمسلم يرى في خطاب وتوجه ترامب تصعيدًا للكراهية وتهديدًا للسلم الأهلي، وأن المهم بالنسبة إليه هو أن لا يفقد الحرية التي يتمتع بها وأن لا تضيع العدالة فيتعرض هو وغيره إلى ظلم بسبب سياسة معادية للآخر، ويسأل "هل توافق إذا قرر ترامب طردي بسبب لون بشرتي وديني؟".

صديقه السابق يرى في انتخاب الرئيس الجديد تغييرًا منشودًا طال انتظاره وأيضاً كسرًا ايجابيًا لتقاليد "واشنطن دي سي" البالية. كلاهما اتفقا على أن الكراهية طاغية الآن والحوار مفقود بين المتنازعين في المواقف، ولا بد من إيجاد وسيلة لتقريبها. لعرض كامل المشهد الأميركي، ينتقل الوثائقي إلى بعض المدن والولايات الأكثر حماسة لوصول ترامب إلى البيت الأبيض ووجد خلال زيارته لها، أن الكثير من سكانها ما زالوا يجدون فيه الرجل المناسب ويتذرعون بعدم تحقيقه الكثير مما وعد به إلى قُصر المدة التي أدار بها البلاد وكثرة الضغط عليه.

وعلى استحياء يشيرون إلى بعض المظاهر السلبية، مثل عدم تحقيق وعوده في توفير فرص عمل جديدة لهم، وتجربة إعادة العمل في منجم فحم منطقة باكهيون المتوقف عن العمل، غرب فرجينيا أحد عناوينها. مع كل ما يتركه المنجم من آثار سلبية على البيئة والسكان، رحبوا بوعده اعادة تشغيله ثانية وصوتوا له ولكن وبعد عام كامل لم يحدث شيء، على العكس بدأ العمل بتفكيك بقايا المنجم وتبخرت أحلامهم معه.

وفي احدى مقاهي نبراسكا يعترف رجال كبار السن بدور المهاجرين اللاتينيين في تحريك حركة اقتصاد منطقتهم، ومع بعض ملاحظات سلبية عن ضعف اندماجهم يشيرون إلى حدوث ظواهر جديدة منها؛ ترحليهم وتعبير البعض صراحة عن عدم ارتياح لوجودهم بيننا. أحدهم أشار إلى ظاهرة نقل التلاميذ الأميركيين إلى مدارس خارج المدن المكتظة بالعمال المهاجرين ما يشير إلى رغبة ذويهم في إبعادهم من البقية!

وفي المنطقة ذاتها، يلتقي معد البرنامج بعدد من الغواتيماليين ويفهم منهم أن حملات مداهمة تجري بوتيرة متصاعدة لبيوتهم وأن قسماً منهم قد رحل بالفعل، كما قال هيرناندو: "أخذوا صديقي من بيته ورحلوه. نشعر بالخوف من أن يشملنا قرار الإبعاد القسري أيضاً، فالوضع ساء كثيراً بعد ترامب. صحيح قبله لم يكن مثالياً، لكنه الآن غير مريح حتى بالنسبة إلى الحاصلين على حق الإقامة الشرعية".

ولتلخيص المشهد الملتبس يستعين الوثائقي بصحافية تعمل في صحيفة "نيويورك تايمز"، والمفارقة أن آماندا تاوب نفسها تشعر بصعوبة تحليل الوضع الأميركي بعد عام على إدارة ترامب، لكنها تشير إلى حدوث شيء جديد لم تألفه الإدارات السابقة، يتمثل بارتباك المواقف وتولي شخصيات غير محترفة سياسياً مناصب مهمة ووصول رئيس جديد يُكثر من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. والأخطر تحول كبير في سلوكيات الأميركيين. "لم يكن الانقسام بين مؤيدي الحزبين الرئيسيين بهذا الاتساع وفي كل الأحوال لم يكن التشدد في التحزب سلوكاً متجذرًا في المشهد العام. اليوم يقرن كثير من الأميركيين هويتهم بانتمائهم الحزبي، ما يدفع إلى الانعزال وإلى مزيد من التشتت المجتمعي، الحاصل الآن".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلم الوثائقي أميركا المشتتة يطرح المشكلات الجدية التي تعاني منها الولايات المتحدة الفيلم الوثائقي أميركا المشتتة يطرح المشكلات الجدية التي تعاني منها الولايات المتحدة



GMT 17:50 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة اعتادت إخفاء وحمة على وجوهها تقرر التخلص من المكياج

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 11:23 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكوفا تثني على جهود الملك المغربي في إنجاح فعاليات "كوب 22"

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

أجمل 8 مطاعم حول العالم أحدها في دولة عربية

GMT 08:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة مرسيدس -بنز GL 500 في المغرب

GMT 18:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق النار على مواطن مغربي في معبر سبتة

GMT 22:03 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رضوان النوينو مستثمر سياحي يفوز بمقعد برلماني

GMT 02:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني في العاصمة الرباط

GMT 15:56 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

في حب أحلام شلبي

GMT 00:49 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نغم منير تطلق تصميمات غير تقليدية من "الكيمونو"

GMT 10:48 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح محل تجاري خامس من "ديكاتلون" في وجدة

GMT 20:00 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عدد السكان في جهة فاس مكناس يصل إلى 4 ملايين و236 ألف نسمة

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

تعرف على أسعار ومميزات هاتف "آيفون X " من آبل

GMT 01:10 2016 الأحد ,10 تموز / يوليو

الألم أسفل البطن أشهر علامات التبويض

GMT 01:12 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

دنيا عبد العزيز تواصل تصوير مشاهدها في "البارون"

GMT 15:37 2013 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سلال يقوم بوضع في الخدمة مستشفى من 240 سريرًا بالشلف
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca