آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

مخطوطات وخرائط وخزائن عرض مليئة بالعجائب داخل مكتبة نيويورك العامة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مخطوطات وخرائط وخزائن عرض مليئة بالعجائب داخل مكتبة نيويورك العامة

مكتبة نيويورك العامة
بيروت - الدار البيضاء

تنافس خزائن العرض الزجاجية داخل مبنى مكتبة نيويورك العامة كل واجهات عرض المحلات التجارية، على امتداد شارع «ساكس أفنيو». إذا وصلتَ إلى هناك، فاصعد السلالم مروراً بالأسود الحجرية، عبر المدخل الرخامي وصولاً إلى قاعة غوتيسمان هول المزخرفة. حينها يمكنك النظر إلى خزانات مضاءة على نحو دراماتيكي، وتضم بداخلها مخطوطات تنتمي إلى العصور الوسطى، وكذلك حذاء باليه من تصميم كوكو شانيل، وخصلة من شعر بيتهوفن، والألعاب المحشوة التي شكلت مصدر إلهام شخصية الرسوم «ويني ذي بوه»، وعصا السير التي كانت تتكئ عليها فيرجينيا وولف، من بين مواد أخرى قيمة ومثيرة.

إلا أنه لا شيء من هذه الأشياء معروض للبيع. ومع ذلك، فإنها بطريقة ما تُعدّ مِلكاً لنا جميعاً - أو على الأقل هذه الرسالة المراد توصيلها للجمهور من وراء «كنوز»، أول معرض دائم داخل المكتبة على الإطلاق يضم أبرز القطع من مجموعاتها البحثية.ويأتي هذا العرض، المدعوم بمنحة بقيمة 12 مليون دولار مقدمة من رجل البر ليونارد بولونسكي، بمثابة تتويج لجهود للاختيار استمرت لأكثر من ثلاث سنوات عبر الخزائن الملحمية للمكتبة، التي تحوي أكثر من 45 مليون مخطوطة وكتباً نادرة ومطبوعات وصوراً فوتوغرافية ومقاطع صوتية وأفلاماً وقطعاً أثرية أخرى.

في البداية، دارت الفكرة حول عرض 125 عنصراً في وقت واحد، تزامناً مع الذكرى الـ125 للمكتبة عام 2020. في هذا السياق، أوضح ديكلان كيلي، مدير المجموعات والمعارض الخاصة بالمكتبة، أنه «سرعان ما تخلينا عن هذه الفكرة». جاء هذا التصريح قبل انطلاق جولة للمعرض الذي يضم ما يقرب من 250 قطعة، والذي اجتذب أكثر من 75000 زائر منذ افتتاحه في سبتمبر (أيلول).ويأتي المعرض تعبيراً عن المسؤولية المدنية للمكتبة، وجرى التأكيد على هذا الأمر من خلال العنصر الذي يرحب بالزائرين أثناء دخولهم المعرض: نسخة توماس جيفرسون المكتوبة بخط اليد من إعلان الاستقلال، التي أرسلها بالبريد إلى مندوب فرجينيا، بعد فترة وجيزة من 4 يوليو (تموز) 1776. مع تسطير المقاطع الإرشادية (بما في ذلك الإدانة الشديدة للعبودية) التي جرى اقتطاعها من النسخة النهائية.

وتوجد خلفها مباشرة (في قلب المعرض، ومبنى المكتبة نفسه) نسخة كبيرة الحجم مكتوبة بخط اليد من وثيقة الحقوق، واحدة من 14 نسخة أمر جورج واشنطن بإعدادها أثناء النقاش حول التصديق عليها. وتسرد الوثيقة 12 تعديلاً، بدلاً من الـ10 التي جرت الموافقة عليها.يتضمن المعرض خزانات عرض مخصصة للاستكشاف والدين والأداء والطفولة والفنون البصرية والنشاط الاجتماعي وعدد من الموضوعات الأخرى، وسيجري تدوير محتوياتها بانتظام. هناك تقاربات مذهلة وخطوط رؤية مدهشة، وأشياء تخبر قصصاً مختلفة، تبعاً للزاوية التي تنظر منها.ومن بين المعروضات عصي قائد الأوركسترا أرتورو توسكانيني مُعلَّقةً في الفضاء، وعلى الجانب الآخر من الغرفة توجد علبة مضاءة عبر الغرفة تحمل «السجين السياسي»، وهي منحوتة من خشب الأرز للفنانة الأميركية من أصل أفريقي إليزابيث كاتليت. من الأمام، تبدو الصورة مبهجة وواثقة لامرأة تحمل علماً أفريقياً مقطوعاً في جذعها. أما من الخلف، نرى أن يديها مقيدتان بالسلاسل.

وقال كيلي إن المكتبة في الحقيقة عبارة عن «مجموعات من مجموعات» يجري تتبع تاريخها من خلال العرض. الأقسام الأساسية مليئة بالكنوز التي تبرع بها رجل البر جيمس لينوكس في القرن التاسع عشر، مثل كرة أرضية مصنوعة من النحاس تعود إلى مطلع القرن السادس عشر، وتضم كذلك واحدة من أقدم تمثيلات الخرائط للأميركتين. (إنها أيضاً واحدة من اثنتين فقط من خرائط عصر النهضة أو العصور الوسطى الباقية مع نقش «هنا توجد تنانين»).هناك كذلك نسخة وضعها غوتنبرغ للكتاب المقدس. في هذا الصدد، قال كيلي ضاحكاً إن مكتبة مورغان، الواقعة على عدة بنايات، تضم ثلاث نسخ من هذا الكتاب، لكن مكتبة نيويورك العامة تتضمن نسخة «خاصة»، لأنها كانت أول ما وصل إلى أميركا عام 1847.

من بين المعروضات أيضاً تمثال نصفي من البرونز لرجل وامرأة سودانيين يعود إلى عام 1852، ومن المعتقَد أن هذا التمثال من بين أولى القطع التي تبرع بها أرتورو شومبورغ، عاشق الكتب الأفرو - لاتيني، الذي أصبحت مجموعته الشخصية الأساس الذي قام عليه مركز شومبورغ لأبحاث ثقافة أصحاب البشرة السمراء في هارلم.تمثل الكلمة المكتوبة صميم مجموعات المكتبة ممثلة بعناصر من تلك الألواح المسمارية إلى المخطوطات الحديثة لفلاديمير نابوكوف، وجيمس بالدوين، وتوم وولف وآخرين. وبالطبع هناك مجموعة رائعة من الكتب.

اللافت أن الكثير من الأشياء داخل المعرض تظهر عليها آثار اليد. تعرض إحدى خزانات العرض المنفردة المكتب الذي كتب عليه تشارلز ديكنز على الأرجح روايته الشهيرة «أوقات صعبة»، عام 1940. قرر العمدة فيوريلو لاغارديا الجلوس عليه، ودمر المقعد الأصلي.ويتضمن المعرض أول «سجل اختبار» لما أطلق عليه «بنك مدخرات المهاجرين» في مانهاتن يعود لعام 1850، ويعرض مفتوحاً على صفحة تضم في أغلبها أسماء آيرلندية، بجانب معلومات شخصية مفصلة، مثل المدينة محل الميلاد وأسماء الأطفال وسفينة الوصول، التي جرى الاعتماد عليها للتحقق من هوية شخص ما، والتي تُعدّ مكافئاً للأسئلة الأمنية التي يجري طرحها اليوم عبر الإنترنت.

وقال كيلي إن سجلات مماثلة تعرضت للتدمير أثناء الحرب الأهلية الآيرلندية عام 1922، عندما احترقت المحاكم الأربع في دبلن. وأضاف: «فيما يخص المؤرخين الآيرلنديين، هذا السجل الوحيد لأبناء هذه الأجيال. كل شيء هنا».وربما يرى كثيرون أن المكتبة نفسها واحدة من كنوز المدينة. وعند الخروج من المعرض، قد يكون من السهل عدم ملاحظة مجموعة من المفاتيح النحاسية الصغيرة التي استخدمت ذات مرة في فتح بوابة خزان كروتون القديم، وهو خزان المياه الضخم الذي كان قائماً فوق الأرض وجرى هدمه عام 1900 لإفساح المجال للمبنى القائم مكانه حالياً.

قد يهمك ايضاً

المكتبة الوطنية المغربية تستأنف الاشتغال في شهر أكتوبر

المكتبة الوطنية تنشر البيبليوغرافيا المغربية لتسهيل الولوج إلى المعرفة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخطوطات وخرائط وخزائن عرض مليئة بالعجائب داخل مكتبة نيويورك العامة مخطوطات وخرائط وخزائن عرض مليئة بالعجائب داخل مكتبة نيويورك العامة



GMT 03:48 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

منزل الممثل الأميركي مات ديمون الأغلى في بروكلين

GMT 02:24 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

أمين عطوشي يُعلن جاهزيته لحمل قميص المنتخب

GMT 18:16 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

ولادة الشهر السابع.. كل ما يخص الأم

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المخرج علي عبد الخالق يكشف أسرار تصويره لجنازة عبد الناصر

GMT 11:38 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

النجمة دنيا بطمة تتألق بالقفطان المغربي الذهبي

GMT 12:35 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

عطر Memoir Woman by Amouage يجمع الأنوثة الراقية والمميّزة

GMT 03:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

ساعة لوتشيا الجديدة من بولغاري تكريمًا لروما القديمة

GMT 07:17 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيدة تستعيد خاتمها الألماس من مركز تدوير قمامة

GMT 19:11 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

وزير العدل يطلع على أحوال السجين المغربي الوحيد في فيينا

GMT 21:23 2014 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

طرق مبتكرة لتزيين البيض في أعياد الربيع

GMT 16:25 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المصمم Justine Carreon يطرح مجموعته الجديدة من المجوهرات الأنيقة

GMT 12:23 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عبّري عن شخصيتك مع مستحضرات كايلي لأعياد 2017

GMT 16:03 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

5 بنوك تمول إقامة محطة كهرباء في السويس

GMT 12:30 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

سانت لوسيا المكان المثالي لقضاء شهر عسل رومانسي

GMT 04:02 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أغلى منزل في العالم للبيع وقيمته تفوق الـ400 مليون دولار

GMT 00:50 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

طرق طلاء الأظافر بسهولة فى المنزل

GMT 17:13 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

وفاة سائق شاحنة في الميناء الكبير في طنجة

GMT 11:59 2014 السبت ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"برجولة الحديقة" جلسة هادئة وغرفة معيشة خارجيَّة

GMT 18:40 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات تويوتا يارس 2016 في المغرب

GMT 09:22 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انخفاض الإنفاق المالي الصيني 8% خلال تشرين الاول الماضي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca