آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

رواية «الأفرو أميركي» تجربة مغربية في المغامرة والحزم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - رواية «الأفرو أميركي» تجربة مغربية في المغامرة والحزم

رواية الأفرو أميركي
لندن- الدارالبيضاء

تريد رواية الأفرو أميركي ، للكاتب المغربي عبد العزيز آيت بنصالح، أن تنقل لأهل أزمُّور (مدينة مغربية تقع جنوب الدار البيضاء) والمغاربة، من خلال بطلها مصطفى بن حَدُّو الأزمُّوري، تَجْرِبَة مغربية في الحَزْمِ، والحِذْقِ، والمُغامَرَة، والانفتاح؛ وعَبْرَ السَّماح لأنفُسِهم بالتصَالُح مع تاريخ البلد.

جاء في الورقة التقديمية لهذه الرواية الصادرة عن «المركز الثقافي للكتاب» بالدار البيضاء: «يبقى من غير الطبيعي، بالنسبة إلى المُخْتَطَفِ، على عَجَلٍ، أنْ يَجِدَ فرصة، لِأنْ يَتَزَوَّدَ مَؤُونَة لنفسِه. لكن الشابَّ المغربيَّ مُصطفى بن حَدُّو الأزمُّوري، المشهور باستيبَانِيكُو، اخْتُطِفَ على حين غِرَّة من لَدُنِ الحامية البرتغاليَّة في أزمُّور، بمملكة المغرب، سنة 1521، وعمرُه لم يتجاوز ثماني عشرة سنة، ولم يَكُنْ يَحْمِلُ سوى عاداتٍ مغربية غنية بالتواصل، 

بالإشارات، وحِذْقٍ أزمُّورِيٍّ، سيكفل له التأَقْلُمَ مع أشرس قبائل الهنود الحُمْرِ في العالم الجديد، وجِرابٍ فيه ما فيه من أسرار أزمُّور. قُدِّرَ له أن يُباعَ في مملكتيْن على التوالي: مملكة البرتغاليين، حيث لشبونة، ومملكة الإسبانيين، 

حيث إشبيليَّة. نقله مُشْترِيِهِ النبيل الإسباني؛ أَنْدْرِيثْ، إلى سَلامانكَا، ثم إلى بلدَة بِيخَارْ، محاولاً تعميدَه، على امتداد سبع سنواتٍ، فأقبل على الدِّينِ المسيحي وقلبُه مطمئنٌّ بالإيمان. كان مُشْتَريهِ من بين المموِّلِينَ لِبِعْثَة بَّانْفِيلُّو نَارْفَاييزْ الاستكشافية، إلى فْلُورِيدَا، فاصطحبَه». 

سيستعرض مصطفى الأزمُّوري، من فوق مُشْرَفِ سفينة الأميرال، البحرَ المحيط «رفقة سيِّدِه، ضِمْنَ بِعثة مكوَّنَة من ستمائة إسباني، أو يزيد، بينهم عشرُ نساء، مغامرته في بحر الظُّلمات إلى أرض فلوريدا، حيث احتدم البحرُ 

الشَّرِهُ، ورمى شباكَ الأمواج عالياً. اعتكرتِ السماء، واغْتَمَّتْ، فَأَرْعَدَتْ، وغنَّت غناء البُروق، ثم نزلت بِرَجْعِهَا شِبَاكاً فوق الشِّباك، أمسكت بالسفُنِ من دُقُلِهَا، نَفَضَتْهَا كَنَفْضِ المِكْنَسَة، إلى أنْ لم يَبْقَ فيها خشبٌ لم يَنْخَلِعْ، وحَبْلٌ لم 

يَنقْطِعْ، وقُلْعٌ لم يَتَمَزَّقْ، وصاريَّة لم تَهْوِ، وجُؤْجُؤٌ لم يَمِلْ. ابتلع البحرُ البحَّارة الستمائة، وهياكلَ السُّفُنِ، وقذَف بالطَّواقِمِ من فَوَّهَة البُركان إلى أجواف الحيتان، فابْتَلَعَتْهُمْ، إلاَّ خمسة منهم: بَطَلُ رواية: (الأفْرُو أميركي)؛ مصطفى 

الأزموري، ومُشْتَرِيهِ أَنْدْرِيثْ، وقائد البِعْثَة نَارْفَاييزْ، وألُونْثُو، ثم كَابِيثَا دِي بَاكَا: أي رأس البقرة، وهو كاتب مذكرات رِحْلَة البِعثة المليئة بتحامُلِها، وأيضاً بتبخيسها لكل مجهودٍ قام به المغربيُّ، بطلُ الرواية».

سيلفظ البحر الغرقى، فيما «انتثرت جِينَاتُ الرحَّالة المغربي؛ مصطفى الأزمُّوري (استيبَانِيكُو)، في أدغال فلوريدا، وفي غيرِها من أقطار العالم الجديد، أي في أحضان الكثير من قبائل الهنود الحُمْرِ، كما انتثر استبدالُه الكلامَ 

بالإشاراتِ في رُبُوعِ الهنود لأجل التواصل»، و«جعل الأربعة النَّاجُون من خامسهِمْ؛ مصطفى الأزموري، مُرْشِداً لهم في براري العالم الجديد، وبذلك وضعوه أمام أمريْن: إمَّا أن يكون هَدَفاً لِسِهامِ الهنود الحُمْرِ، السكان الأصليين، 

وهو ما سيُخَوِّلُ لهم إمكانية الفِرارِ من الموت، وإمَّا يُسْعِفُه بريقُ عينيْه، المُنْبِئُ بحِذْقِه، واستعمالُه لإشاراتٍ مغربية رامزة، وإيماءاتٍ دالَّة، بِخَلْقِ تواصلٍ ما مع أَشْرَسِ قبائل الهنود الحمر».

نقرأ على غلاف الرواية، وعلى لسان بطلها: «بدأت أشعر أن أصلي الحقيقي يميل إلى الهنود الحمر، وليس إلى المغاربة. كان الأمر غريباً، وفي الوقت ذاته قابلاً لكل تأويل. فالمغرب -في عيون تجار وحجاج القرن السادس 

عشر- تنتهي تخومه وسلطانه حيث ينتهي الجلباب. ونزع الجلباب بالنسبة إلى امْصِطِيفَى كان بمثابة نزع البيعة للسلطان الوطاسي من عنق هذا المستكشف الأزموري؛ ولذلك تحول -بطبيعته القادرة على انتحال صفات كثيرة- إلى 

هندي - أميركي، مثله مثل السكان الأصليين لتلك الأرض؛ وسيكسوه كل شبر من العالم الجديد ببعض ما اكتسى به الهنود الحمر. والأغرب من هذا كله أن امْصِطِيفَى بدأ يحظى بتقدير خاص من لدن الخيالة، بسبب شيئين اثنين؛ 

أولهما أنهم عاينوا كيف أشرف على صنع العبارات الخمس، وأعدها للإبحار؛ وثانيهما أنهم فوجئوا بتخلصه من جلبابه الذي كان سبباً لأن ينظروا إليه مغربياً أكثر منه هندياً - أميركياً. ولكن للأزموري شغفاً خاصاً بجلبابه».

وسبق لبنصالح أن أصدر في الرواية: «بابل» و«العميان» و«طيور السعد» و«العارفان»، وفي التاريخ «شيشاوة مند ما قبل التاريخ إلى الآن»، وفي التاريخ السياسي «أوراق من ساحة المقاومة»، كما صدر له -أخيراً- في 

مجال تاريخ كرة القدم كتاب «كرة القدم وحركة المقاومة - مولودية مراكش وأخلاق الوطنية».

قد يهمك أيضا:

 تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

رحلة فريدة من نوعها لعشاق الخط العربي في متحف الشارقة

   
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية «الأفرو أميركي» تجربة مغربية في المغامرة والحزم رواية «الأفرو أميركي» تجربة مغربية في المغامرة والحزم



GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca