آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

" آلان دو بوتون " المعماري الإيطالي الذي برع في فلسفة الجمال في الجماد

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

العمارة الإيطالية
روما - دلال قنديل

في كتاب "مفكرون عظماء" الغني أفرد" آلان دو بوتون" فصلاً لفن العمارة. تميز بين غيره في تنوع فصول الكتاب بإدراج إسم "اندريا بالاديو" andrea palladio
المولود في بادوفا الايطالية دون غيره من الاسماء.
هندسته تجلت بإبداع يطالعنا كيفما تلفتنا.إرتكاز الهندسة لفلسفة جمالية مشاكسة لعصره جعلته مدرسة راسخة لحقبات متتالية .بالاديو برع خلال مسيرة حياته ما بين العام  ١٥٠٨- و١٥٨٠
برع في بناء  مداميك مفاهمية للعمارة خلف الهيبة وضخامة البناء، أورثنا فلسفة تنقية النفس بركونها للفسح الرحبة التي تمنح الرونق، تُطوع الجماد لإستخدامات يومية. لا تبقي الفخامة بعيداً عن متناول إحتياجاتنا، تتأتى البساطة منسوجة بخيال الفنان وأزميله الذي ينحت الوجوه والأجساد والزخرفات لتحاكي الحجر .

 آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في فلسفة الجمال في الجماد
شيّد "بالاديو "على مدى اربعين عاماً مئات الابنية والقصور والكاتدرائيات التي تخطف قلوب العابرين حتى اليوم في طرقات البندقية ومنطقتها.
أعماله لم تقتصر على نحت الجماد الذي يميز الصخر الملتف كعَقد يعانق أسوار الخارج أوكعيون يقظة توقظ  الزوايا الميتة.بل هي فلسفة الجمال التي تمنح لليومي فرصة التمهل للالتفات الى اشيائنا الصغيرة.

 آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في فلسفة الجمال في الجماد


منحَ "بالاديو "مسحة فنية للاقبية المهملةكالاسطبلات والبارات الخارجية، جعلها تتماشى مع الداخل لا بل قد تضاهيه بمنحوتات لم يعبرها الزمن .
يسرد " آلان دو بوتون" في فصل فن العمارة " آراء بالاديو في العمارة كانت نقيضاً شبه تام للآراء السائدة في ايامنا هذه.ومن الممكن تلخيص موقفه بفكرتين: الاولى ان للعمارة غاية واضحة ، الا وهي مساعدتنا في أن نكون بشراً أفضل.والفكرة الثانية أن هناك قواعد لأي بناء جيد.كان بالاديو مقتنعاً بأن العمارة العظيمة صنعة بقدر ما هي فن: ليست بالضرورة صنعة باهظة التكلفة.كما انها من اجل الاستخدام اليومي...من اجل الحظائر والمزارع والمكاتب، لا من أجل مشاريع فاخرة متألقة تظهر من وقت لآخر."
إستعدت بإنسياب كلماته ما شهدته قبل اسابيع في قصر من تصميمه، أصبح متحفاً يستجلب السواح من انحاء متعددة لبلدة صغيرة يلفها نهر وتشرق شمسها كل يوم من نوافذ" بالاديو" المتوازنة.
مرت في ذهني تلك الصور الجمالية للمكان، بكلمات عن
" تفاصيل بالاديو الذي يصير معه كل ما في الغرفة من عناصر مرتكزاً، متوازناً، متناظراً.وهو لا يستخدم إلا أشكالاً هندسية بسيطة."
كيف تمنحنا الكلمات رؤية اضافية لما نرى "تكون الجدران على العموم حيادية.ولا يُراد وجود أثاث كبير.صفاء المكان مُصمّم بحيث يشيع الهدؤ في نفوسنا.وهو لا يحاول مفاجأتنا ولا إثارتنا."
وبتعمق يورد "دو بوتون" أن "الهدؤ ، التناغم والجلال" ركائز البناء الفني لعمارة "بالاديو" .
تفتح المعرفة أعيننا على الجمال.وتحيي كلمات "دو بوتون" إرثاً عريقاً من المباني  التي لا تكون بالضرورة بالاديونية اصيلة لمجرد أن فيها أعمدة أو لأنها تحاول محاكاة المعابد القديمة .تصير الابنية بالاديونية عندما تكون مكرسة للهدؤ والتناغم والجلال اعتماداً على قواعد ستكون ترشيداً للطموح الذي كان "بالاديو" من أهم انصاره ودُعاته: ينبغي أن يكون شيئاً طبيعياً في المباني أن تجعلنا نرى صورة مغرية عن أنفسنا عندما تكون في أعلى درجات هدوئها وجلالها."
أي الأماكن في عصرنا المضطرب تمنحنا الهدؤ والجلال؟
الكتاب الموسوعي مؤلف من٣٩٥ صفحة، ترجمة الحارث نبهان،صدر عن دار التنوير بالشراكةمع سلسلة مدرسة الحياة، كل فصل فيه كُرس لفيلسوف ومبدع في الفن والكتابة والفلسفة والرسم والبناء من حقبات زمنية متعددة.

قد يهمك أيضا

وادي ميار مزيج بين الطبيعة والمعابد البوذية في جبال الهيمالايا نيودلهي

 

معرض لفن العمارة لأكرم المجدوب في المجلس الأعلى للثقافة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في فلسفة الجمال في الجماد  آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في فلسفة الجمال في الجماد



GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca