آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

السـلـك

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - السـلـك

محمد شلبي أمين
محمد شلبى أمين

أتى الليل يداعب نجمات السماء الساهرة ، تُطل من بين الظلام نجمة ساحرة .. تخرج لسانها للقمر ، نجلس .. نراقب ، صراع يملأ القلوب ، نتجاذب أطراف الحديث ، ينفعل أحدنا ، يُبالغ فى انفعاله ، أقف محاولاً أن أضع لانفعاله حدوداً ، دفعني ، خرج من الدائرة ،أطلق ساقيه لعناق الريح الباردة ، شكلنا قطاراً ،سرنا خلفه ، يصرخ: اتركوني وشأني ،ونحن .. لا ، فهو سامرنا، وأمسيتنا ، حكايته بدأت حينما أراد أن يعبر الدائرة أول الليل ومنعه من يجاوره ، وقف يقول : كانت هناك ، خلف الأسلاك .. تكمن قريتي ، بها عرسي ، فيها .. أبى ، وقبر أمي ، اخواني، أحبتي ، فيها حبيبتي . وجوه أحبائي شاحبة ، سعيدة ، اليوم تكتمل فرحتي ، الليلة ليلتي . عريس أنا ، تجاوزت العقد الثالث، بدأ شبح الشيخوخة يطاردني ، كادت الأيام تلفظني ، أتحامل على أحلامي ، أتناسى آلامي، أتماسك رغم الخواء الذي يزلزلني ، أبدو في عيونهم الأمل الذي من خلاله تتحقق الأحلام ، ربما يحقق معنى الحرية ، لكن كيف ؟.
دفوف تقرع فوق رأسي ، وأمام عيني، سعداء هم ، أرسم البسمة على وجهي ، أرى عروسي تغمرها الفرحة ، عروسي أجمل من فى الأرض ، الشمس تغار منها إذا أشرقت ، والقمر يتودد إليها ، يتقرب كي يحظى بابتسامتها ، عروسي أجمل من فى الكون ، كوكب خاص ، حورية هبطت من الجنة إلى الأرض كي ألقاهاهنا ، في تلك البقعة الطاهرة، دعوت الله كثيراً أن يرزقني زوجة صالحة، إذا نظرت إليها سرتني ، وإذا غبت عنها حفظتني ، ها هى دعواتي تتحقق، أحمد ربى ، أتمنى أن يرزقني منها الولد الصالح . لكن ……… طلبت مهرها .. أن أنزع تلك الأسلاك الواقفة أمام القرية، حاولت كثيراً ، أفنيت العمر الماضي أحاول . واليوم عريس أنا، الملح يتطاير ، والحلوى تتناثر، كانت أمي تحلم بهذا اليوم ، وأبى يدعوا الله أن يحيا حتى يشهده ، واخواني ، أحبائي ، الكل سعيد ، وأنا اليوم أولد من جديد . 
العرس تمدد فرحاً في جوف الليل، أحلامي أمست تتحقق ، حملتها وسرت إلى البيت الذى أضاءته الفرحة، مشيت قليلاً .
قالت : أنزلني ، أنزلتها ، صمت الناس، قالت : محرم على حتى تنزع تلك الأسلاك الواقفة أمام القرية . 
فهذا مهري ، لم تدفعه حتى الآن . وقف الناس، الكل يحاول ، الكل يتمنى ، الكل ينتظر ، وأنا اليوم .. عريس أنا ..وعروسى أجمل من في الكون .

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السـلـك السـلـك



GMT 07:16 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 06:53 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 13:53 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 10:26 2023 الإثنين ,10 تموز / يوليو

لن أرحلَ

GMT 12:08 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 21:11 2022 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca