آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

" أنَا خَطَأُ النُحَاةِ "

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

الشاعر أحمد الشهاوي
الشاعر أحمد الشهاوي
أنَا خطأ النُحَاةِ ليسَ دمِي صدَقةً جارِيةً ولا أشْبِهُ أبَا الهَوْلِ فِي الصَّمْتِ . قد يكُونُ مثِيلِي فِي الشهَادةِ والكِتمَان لم آكلْ من لُحُوم البشَر ولم تكُنْ أصابعي العشْرَةُ يومًا منَ البارُود وليس فمِي قبْرًا يستقبلُ الغُربَاءَ  . حين يُسْرِفُونَ في شرَابِ الأمَل لا أبوابَ لِي أو نوافذَ وإنْ كانَ فهِيَ عميْاءُ لا ترَى أرْفَعُ سمَاءيْنِ على رأسِي . وأُعْطِي الحوائطَ وجْهِي يَصْعدُ النَّهْرُ لِي في الصَّباحِ بأسْمَاكِهِ وأنْزِلهُ كُلَّما حنَّ شيْخِي إلى المَاء أنا الأصْمَتُ بين النَّاسِ والأجَنُّ . وفي رِوايةٍ : أنَا آلةُ الجُنُونِ حينَ أُشْرِقُ لم تَمُر السُنُونُ منْ بينِ الأصَابِع بل خمَشَتْها الأظَافرُ أعادتْها إلَى الصِّفْرِ مَا مِنْ لُعبةٍ كسَبْتُها حتَّى صِرْتُ ابنًا للخَسَائِرِ ورُحْتُ فِي المتَاهَةِ لمْ أبرَأ منَ اللَّعبِ ولم تضَعْ لِي من أُحِبُّ حِجَابًا لأدخلَ النشِيدَ واحِدًا . وسائرًا في الحُلم أعطَيْتُ كُلَّ شَيءٍ ولمْ آخُذْ حتَّى مِنَ الظلِّ أسمَاءَهُ أثِمْتُ كَمَا إلهٍ مِنْ بُرونْزٍ حِينَ يصْدَأُ في العَرَاء ولم يغْفِرِ المَارُّونَ لِي تبدُّلَ اللَّوْنِ ولا سِحْنتِي الكالحةِ من فرْطِ بصمَاتِهِم فِي الوُجُوه خَلا من الهَمَزَاتِ والنقاطِ كعنْكبُوتٍ بلا أرجُلٍ يبْحَثُ عن عَكَاكِيزَ فوقَ حائِطٍ عَارٍ الكِتَابُ مُمْتلىءٌ بالدُّمُوع والكَلامُ الذي لا يرَاهُ سِواي أنا خَطَأُ النُحَاةِ  . والرسْمُ الفرِيدُ لطَائرٍ مُنْتَشٍ ذِي مِزَاجٍ منْ عِنَبْ أنا أحمدُ الشَّهاويُّ الذي رَتَّبَ الأبد كيْ لا تكُونَ هُنَاك فوائدُ منْ مصَائبَ قوْمٍ يغزِلُون العنكبُوتَ لا عيْنَ لي في المرَايَا إذْ لا حوائطَ في الفرَاغِ واللانهاياتُ بلا جسَدٍ باذِخٍ كأنَّ شيْطانًا يرْقدُ في المُتُونِ يمْلَا الدَّوَاةَ دمًا فاسدًا ويكتبُ عنِّي ما لمْ أقُل : البابٌ مَغلُوقٌ ولا منْ طريقٍ تُشِيرُ إلى جِهةٍ فِي اليسَارِ حيثُ تركتُ قلبي يسِيرُ طَوالَ الليلِ وحْدَهْ بلا بوْصَلةٍ أو دَلِيلْ .
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 أنَا خَطَأُ النُحَاةِ  أنَا خَطَأُ النُحَاةِ



GMT 07:16 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 06:53 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 13:53 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 10:26 2023 الإثنين ,10 تموز / يوليو

لن أرحلَ

GMT 12:08 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 21:11 2022 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca