آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

على قارعة الغبار

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - على قارعة الغبار

حسن العاصي
حسن العاصي / كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك

لقد سكرتُ
جئت على خمرٍ
غببتُ الراح غبَّاً
ليس من لهوٍ وأُنسٍ
ولا من ضلال وكفر
كنت بالوعد لجدّي
ألاّ أقرب الخمرة
خنت العهد وسكرت
لا تجزع يا جدي
قالوا لي
يجوز إساغة اللقمة بالخمر
فالحزن يبيح الحظر
قد قرأت في الألواح المخمورة
أن الأقصى حزين
والشام تبكي
كيف ابتكر أوديسيوس 
الحصان الخشبي ؟
ماجواز شرب الخمرة
لإزالة الحزن
مالم يوجد مايقوم مقامها
حسناً ارمني بما شئت وسُبَّني 
المعذرة يا جدي لقد سكرت
دعني أهجو الحكام العرب
أعلم أعلم أن ذمَ الناس حرام
لكن شتم الحكام شعيرة
حلالاً مباحاً
بلادنا يزيّنها الموت يا أبي
يجهش الماء فيها
الرحمة فخّار ينكمش
والصباح قسمات تحترق
أنا أعترض إذن أنا مخمور
سكران أنا الآن
هذه خمرة رديئة
صبرك يا أبي
أنا لا أسكر
 إلا  خلف ستار الأسى
أين أنت الآن يا أحمد
قلت لي أن بغداد وعدن
بلا ملامح
لا تغضب أبي
إن شئت أقم الحدّ
اجلدني قدر عزمك
ثمانين أو حتى يبلغ السوط أجله
لكن أبي عليك أن تجلد الحاكم أيضاً
هو سبب غمّي وسُكري
ماذا ؟ نعم نعم أبي
أعلم أنك لاتستطيع
لماذا لا تسكر إذن يا أبي  
أيها الحاكم اللعين
أرأيت ..
قد سببت الآن مشكلة لي
مع جدي وأبي
كيف أبي لا تسكر
وهذا الحزن جاثم
كشواهد القبور في قعر التراب
والعتمة تبرعم ضوءاً قاتلاً
يهوي فوق أعناق الناس
لا نبوءة يا أبي في ألواح الموت
ويحٌ للحكام
قد فرغت الخمرة
المعذرة يا جدي
لذة الخمرة أودت برشدي
ألم تسكر بعد يا أبي
ولديك ألف حاكم
ألف حزن وألف هيكل
واثنان وعشرون مخاضاً
يشهقون حمماً
معذرة أبي 
إني أبحث عن الراح
لا لن أقع
لكن رائحة قلبي تتمدد
تحصدني كزهرة التعب
لا تضرخ
سأظل أسكر يا أبي
حتى يقضي البوق
عنقاً نصبت على قارعة الغبار

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على قارعة الغبار على قارعة الغبار



GMT 07:16 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 06:53 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 13:53 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 10:26 2023 الإثنين ,10 تموز / يوليو

لن أرحلَ

GMT 12:08 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 21:11 2022 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca