آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

الكاتبة ريما شهاب
بقلم : ريما شهاب

ما مررت بجانبه شعرت بحنين غريب لمكان لم أسكنه ولا أعلم شيئاً عن ماضيه لكن جماله الخالي من الحياة وشيخوخة أحجاره وانهزام أغصان أشجاره يضفي عليه وقاراً صارخاً يجعلك تدرك قيمته حتى وإن كنت تجهله. أنا لم أزره قبلاً، لكن عراقته المهترئة تمسّني فيخيل لي كما لو أني قد قضيت عمراً طويلاً هنا.

أليست هذه الأرجوحة مكاني المفضل؟ وهذا الشباك المحطّم كم كنت استمتع حين انظر من خلاله فأرى غابة من أشجار الصنوبر تعيد إليّ الروح بعد قضاء يوم دراسي متعب، وكم كان أبي يحب الجلوس على هذه الشرفة ليرتشف قهوته الصباحية على صوت جدتي المتقطع والتي لا تكف عن السؤال أين ابني؟ و ما أن استرخي حتى تصرخ بي والدتي:"هل انتهيت من واجباتك" فأركض مسرعة حتى لا يتطور الأمر إلى ما هو اكثر من ذلك.

فجأة سمعت صوتاً قريباً: "يا آنسة، يا آنسة. انتبهي قد يكون هناك أفاعي وحشرات سامة في الداخل فالمكان مهجور منذ سنوات طويلة ولا أحد يدخله. نظرت خلفي إلى العجوز الهزيل الذي ينده عليّ وعدت أدراجي إلى باب المدخل، شكرته ومشيت.

منذ أيام مررت حيث المنزل العابق بالأصالة فوجدته جثة هامدة أمام حضارة الباطون العصري الهامشي الكثيف ووجدتني اصرخ بالرجل العجوز المسكين:" أنت! اين أرجوحتي؟ لما لا تجيب؟ أرأيت أهلي؟ أتأخذني إليهم؟ فابتسم لي ببرودة وأدار ظهره ورحل.

 

قد يهمك ايضا
"إمبراطورية حمدان" رواية عبد الوهاب الأسوانى فى "روائع الأدب"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة



GMT 14:51 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

أبيات شعر عن الجهل والصداقة والأمل

GMT 15:39 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

أبيات شعر لشعراء المهجر

GMT 12:23 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 14:01 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

أبيات من شعر حافظ ابراهيم

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca