آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"البنك الدولي" يحذر من تداعيات وخيمة لظاهرة التغير المناخي على العالم العربي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

لندن ـ وكالات

حذر البنك الدولي في تقرير خاص من تداعيات وخيمة لظاهرة التغير المناخي على منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي ستعاني من درجات حرارة اكثر ارتفاعا ومن ظروف مناخية مدمرة للقطاعات الحيوية من الزراعة وصولا الى السياحة. واذا ما استمرت وتيرة الانبعاثات الحالية، فان درجات الحرارة في الدول العربية سترتفع بمعدل ثلاث درجات مئوية بحدود العام 2050، ويصل هذا الارتفاع الى 6 درجات خلال الليل، بحسب تقرير البنك الدولي الذي كشف عنه النقاب خلال مؤتمر الامم المتحدة للمناخ في الدوحة. وستشهد المنطقة، التي تعاني اصلا من شح في المياه العذبة، تقلصا في نسبة هطول الامطار، فيما ستصبح الفياضانات المباغتة اكثر شيوعا. وقال التقرير ان 'المناخ في العالم العربي سيعاني من ظروف مناخية نقيضة غير مسبوقة'. واضاف 'ان درجات الحرارة ستواصل بلوغ مستويات مرتفعة قياسية، وفي مناطق كثيرة سيتقلص هطول الامطار. ستقل المياه المتوفرة، ومع ازدياد عدد السكان في المنطقة التي تعاني اصلا من شح في المياه، قد لا يكون هناك موارد مائية كافية لري الاراضي الزراعية وتشغيل الصناعة وتأمين المياه الصالحة للشرب'. وبحسب التقرير، فان 'التغير المناخي لن يهدد فقط التوازن الراهن، بل سيهدد الاساسات الرئيسية للتنمية'. وذكر البنك الدولي ان التغير المناخي بدأ يؤثر او سيؤثر في المستقبل على غالبية الـ340 مليون نسمة الذين يقطنون العالم العربي، الا ان المئة مليون شخص الاكثر فقرا سيعانون اكثر من غيرهم اذ يملكون القليل من الموارد ليتأقلموا مع التغيير. وسيؤثر تغير المناخ على نوعية الحياة مع انخفاض الدخل بالنسبة لحوالى سبعة بالمئة من سكان سوريا وتونس و24' من سكان اليمن. وتعاني جميع الدول العربية ما عدا ست فقط، من شح المياه. وهذا الوضع محدد بتوفر اقل من الف متر مكعب من المياه سنويا لكل شخص. وسيؤدي تغير المناخ الى انخفاض المياه العذبة المتوفرة بنسبة 10' اضافية بحلول العام 2050، بينما سيكون عدد السكان قد ارتفع بنسبة 60'. واضافة الى ارتفاع الحرارة وشح المياه، سيواجه المزارعون مشكلة تملح الاراضي نتيجة لارتفاع مستوى مياه البحر، كما سيعانون من انواع جديدة من الحشرات ومن انخفاض خصوبة الارض. والارتفاع الذي تشهده الدول العربية حاليا في المنتوجات الزراعية، سيتباطأ على الارجح خلال العقود المقبلة وقد يبدأ بالتراجع بعد العام 2050. وقال التقرير ان 'ذلك يدق ناقوس الخطر لان نصف سكان المنطقة العربية تقريبا يعيشون في الارياف، كم ان 40' من الوظائف هي في قطاع الزراعة'. وستعاني السياحة ايضا من التغير المناخي. وهذا القطاع الذي يسهم بحوالى 50 مليار دولار من اقتصاد المنطقة العربية حاليا (حوالى 3' من اجمالي الناتج المحلي و6' من الوظائف)، سيعاني بالتأكيد عندما يبدأ السياح باختيار وجهات اكثر اعتدالا لناحية الطقس. وقال البنك الدولي 'ان تساقط الثلوج في لبنان (لسياحة التزلج)، والارياف المرجانية في البحر الاحمر، والكثير من الاثار في المنطقة، جميعها مهددة بسبب تغير المناخ والطقس القاسي'. وفي الوقت ذاته تزيد الحرارة من مخاطر انتشار امراض مثل الملاريا وحمى الضنك في مناطق جديدة، فيما قد تنتشر آفة سوء التغذية مع شح الغذاء. ودعا التقرير الى تحرك سياسي عاجل لدمج الاهداف المناخية ضمن السياسات الوطنية. وبحسب البنك الدولي، فانه يتعين على حكومات دول المنطقة ان تجمع المعلومات المتعلقة بالمناخ وان تحسن من فاعلية ادارة الاراضي الزراعية، وان تمول الابحاث في مجال الزراعات المقاومة للجفاف وفي منشآت تكرير المياه المبتذلة. وقال اينغر اندرسن نائب رئيس البنك الدولي للشرق والاوسط وشمال افريقيا في التقرير 'بينما يصبح المناخ اكثر تطرفا، كذلك ستكون تداعيات تغير المناخ على نوعية حياة الاشخاص ورفاههم'. واضاف 'ان الوقت للتحرك على المستوى الوطني والاقليمي للحد من تغير المناخ هو الآن'.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البنك الدولي يحذر من تداعيات وخيمة لظاهرة التغير المناخي على العالم العربي البنك الدولي يحذر من تداعيات وخيمة لظاهرة التغير المناخي على العالم العربي



GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:31 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

سعر الدرهم المغربى مقابل اليورو الخميس

GMT 13:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روماو يحدد قائمة لاعبي "الجيش" لمواجهة "المغرب الفاسي"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca