آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

عز الدين لحمام مغربي يوجّه التكنولوجيا إلى تطويق فيروس كورونا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - عز الدين لحمام مغربي يوجّه التكنولوجيا إلى تطويق فيروس كورونا

فيروس كورونا
الرباط - الدار البيضاء

يتحلى عز الدين لحمام، المغربي أصلا والبلجيكي نشأة وتكوينا ومراسا، بعزيمة قوية تجعله لا يتردد في إعادة توجيه مساره المهني كلما ارتأى ضرورة العمد إلى ذلك، معترفا بأنه يتملك العقلية المتوسطية المغامرة، من جهة، والرصانة الأوروبية المعروفة، من جهة ثانية.

من الوقوف وراء الكاميرات السينمائية وضبط اللقطات التي ستعرض على "الشاشة الفضيّة"، مرورا بحساب المخاطر ضمن المعاملات التجارية المختلفة، استقر عز الدين لحمام على خيار مواجهة فيروس كورونا المستجد ب سلاح التكنولوجيا الحديثة، مراهنا على تمكين الناس من درع يقيهم من أعراض الجائحة العالمية.

بروكسيل وطنجة

ولد عز الدين لحمام في العاصمة البلجيكية بروكسيل لأبوين مهاجرين مغربين، من مدينة "طنجة العالية" بالضبط. وفي هذه الحاضرة الأوروبية، أمضى عز الدين أيام الطفولة والشباب وتمدرس حتى الولوج إلى سوق الشغل.

لا يعرف لحمام معنى واضحا لما تقصده كلمة "اندماج"، ويعتبر أن "أي مولود في بلجيكا لن يجد مشكلا في الاندماج رغم كونه ابن مهاجرين، والمصطلح لن يعني له شيئا بتاتا؛ فالمرء ابن بيئته مثلما هو امتداد لثقافته الفطرية والمكتسبة".

عز الدين يرى أن عيشه بين ثقافتَي الأسرة والمجتمع لا تسلب إحساسه بـ"تمغرابيت" بالمرة، مصرّا على أنه يعتبر المغرب بلده؛ لأن تفاصيل حياته اليومية مليئة بالعادات والتقاليد التي اعتاد على ممارستها كل المغاربة.

"أنطلق من تجربتي الشخصية لأحسم بأني لم أجد أي مشكل في الولوج إلى ما أريد هنا في بلجيكا. كما أن انتمائي إلى المغرب وطنجة لم أحس بأنه عائق أمام تحقيق ما أبتغي شخصيا ومهنيا"، يفسر عز الدين لحمام.

من التصوير إلى التجارة

أقبل "ابن طنجة" على الدراسات الفنية بحثا عن بريق في الميدان السينمائي، مكرسا جهدا كبيرا على ضبط التصوير الخاص بـ"الفن السابع"؛ لكن ملازمته الميدان بضع سنوات لم تقنعه بالاستمرار في هذا المضمار.

يتذكر عز الدين ما وقع قائلا: "اكتفيت من التصوير بعدما جاء يوم قررت فيه تغيير الوجهة نحو تكوين بديل. لذلك، درست الاستشارة التجارية بحثا عن آفاق أرحب لأحلامي، وقد كنت موفقا بالتخصص في التسويق".

يقول لحمام إن خياره المهني الثاني قد أحيط بعناية عدد كبير من الناس وثقوا في قدراته، وعلى رأسهم شركة فرنسية كبرى دعمته ببلجيكا، إذ عمل معها مستشارا قبل أن يغدو مديرا تجاريا ثم مسؤولا جهويا، وبعدها أطلق مشاريع لحسابه.

 

ثقة في التكنولوجيا

فطن عز الدين لحمام إلى اختمار تجربته الميدانية وشرع في التفكير، بمعية معارف وأصدقاء محيطين به، في إقامة مشروع يعرف حاليا باسم مجموعة "سمارت تيليكوم سيرڤيس"؛ التي تحتضن الآن شركة "سمارت ڤيزيون".

وضع المغربي نفسه أسس شركته بحلول سنة 2014، وابتغى لهذا الاستثمار أن يكون متخصصا في عموم تقنيات الاتصال عبر الأنترنيت، ممددا أنشطته نحو كل ما يرتبط بالتكنولوجيا وتطوير البحث في استعمالات المكالمات الرقمية.


 
"من خلال هذه الخطوة أردت أن أعيد إطلاق مساري المهني كما فعلت حين نأيت بذاتي عن التصوير السينمائي؛ لكنني لم أنسلخ كليا عن تكويني التجاري، ولا خبرتي الميداني في هذا القطاع.. كل ما قمت به هو الوثوق بسير البشرية نحو غد أكثر رقمنة"، يكشف لحمام.

محاربة فيروس كورونا

نجاحات "سمارت تيليكوم سيرڤيس" في ميدان الاتصالات قادت المنتمي إلى صف الجالية نحو إلى إنشاء "سمارت ڤيزيون" أيضا، وجاء ذلك بالتزامن مع تفشي فيروس "كوفيد-19" عبر مختلف دول العالم.

ويبرز عز الدين لحمام ما جرى بتأكيده أن الوضع المالي لشركته كان صعبا بحكم ارتباطها بطلبات المقاولات؛ ما أثر على حجم معاملاتها بتضرر الفاعلين الاقتصاديين من "تدابير كورونا"، وبالتالي كان ضروريا إيجاد حل لهذا الوضع.

"حاولنا ابتكار منتوجات تحقق المنفعة للمؤسسة والمجتمع، على حد سواء، وكان الحافز الأكبر متمثلا في ضرورة المشاركة ضمن جهود تطويق الجائحة بأقل الخسائر البشرية الممكنة، لذلك ابتكرنا آلة بمقدورها الحماية فيروس الوباء"، يفصّل المتحدث عينه.

4 مهام دفعة واحدة

من ابتكارات أطر "سمارت ڤيزيون" في سنة 2020 تلوح آلة تقوم بـ4 مهام من أجل مواجهة تفشي وباء كورونا بين الناس؛ إذ تتيح القيام بقياس درجة حرارة الأجساد بدقة عالية، وتتأكد من انضباط الواقفين أمامها لوجوب ارتداء الأقنعة الواقية.

المنتوج نفسه يتوفر على موزع للمحاليل الكحولية المعقّمة، يشتغل باستعمال الأشعة تحت الحمراء في الاستشعار. كما يتيح التحقق من الهويات بتقنية "FaceID" إذا كان المرور مقتصرا على أشخاص محددين، وبالتالي تنهي التدقيق الكلاسيكي الذي لا يحترم توصيات التباعد الجسدي.

يؤكد عز الدين لحمام أن هذه الآلة المتطورة تحترم التدابير القانونية ذات الصلة بحماية المعطيات الشخصية، وتحوز إشهادات من هيئات رفيعة المستوى، ولا تحتفظ بالتسجيلات إلا إذا قرر مستعملوها مراقبة مواعيد الولوج وهويات الوافدين من المشتغلين.

 

تجاوز التوقعات

أطلقت "سمارت ڤيزيون"، مطلع شهر أبريل من سنة 2020، ابتكارها الخاص بـ"كورونا المستجد". ويقول المسؤول عن الشركة إن عملية تسويق هذه الآلة تسير وفق إيقاع يفوق التوقعات التي وضعت لها؛ ممتدة بين القطاعين الخاص والعمومي.

يعلق لحمام على ذلك بقوله: "أعتبر ما وصلنا إليه نجاحا حقيقيا وسط الفاعلين الذين اختاروا التعامل معنا، خصوصا أن مستوى طلب نيل المنتوج ارتفع بشكل كبير خلال وقت ضيق؛ بينما ما أنجزناه نراه يعمل في مراكز تجارية وفنادق وقاعات رياضية وإدارات مختلفة".


 
يولي لحمام أولوية لتوجيه منتوج "سمارت ڤيزيون" نحو المغرب. ومن ثمّ، بادر إلى التواصل مع بلده الأم لتحقيق هذا المراد، مشددا على أن سفارة المغرب في بروكسيل لعبت دورا كبيرا في تعزيز قنوات التواصل مع المسؤولين في الرباط، خاصة وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي.

"ستغمرني الفرحة إن تمكن المغاربة من استعمال منتوج Smart Vyzion . ولتحقيق ذلك بنجاعة كبيرة، أخطط لإنشاء فريقين بوطني الأم، من أجل توسيع فضاءات الاستخدام وضمان التركيب وتقديم الدعم التقني، زيادة على ورشة للتصنيع في مدينة طنجة بطاقم مغربي في مختلف التخصصات"، يردف عز الدين.

العصامية والحدود الوهمية

يرى لحمام أن شواهده الدراسية قد لا تكون من المستوى العالي؛ لكنه يشدد على فرحه بمنسوب العصامية في ما يقوم به حاليا، معتبرا أن ذلك مكسب حقيقي لشخصه وإن كان قد حرص على نيل تكوينات مستمرة في ميادين كالبرمجة الرقمية وتقنيات التسيير.

المصطف بين "مغاربة العالم" يذكر أن أصله يأتيه بروح تحدّ، بينما البيئة البلجيكية وفرت له كافة الإمكانيات للعمل بإتقان وتصحيح الأخطاء التي يقع فيها أي فاعل كيفما كان مجاله، خاصة أن الرهان يبقى متصلا بمنح المجتمع القيمة المضافة التي ينتظرها من الأداءات الفردية.

"ما خبرته يجعلني متأكدا من أن الباحث عن النجاح يبلغه بالبذل على أرض الواقع، كيفما كانت منطلقاته النظرية.. وأرى أن المغرب يسير بطريقة مدهشة في مراكمة ثمار التنمية بقطاعات متعددة. لذلك، ينبغي على أبناء وطني الأم أن يركزوا على ملء الأماكن التي تتيحها الرهانات المرفوعة في المملكة، من أجل حاضر جيد ومستقبل أفضل، والحدود الجغرافية لم تعد حاملة لمعناها القديم بسبب الثورة التكنولوجية التي نعيش وسطها؛ أي أن الفرص أقرب من الناس حيثما وجدوا"، يختم عز الدين لحمام.

وقد يهمك ايضا:

موسكو تضع برنامجًا جديدًا لدراسة كوكب الزهرة

انضمام اليابان وأوروبا لمشروع اسكتشاف الزهرة

       
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عز الدين لحمام مغربي يوجّه التكنولوجيا إلى تطويق فيروس كورونا عز الدين لحمام مغربي يوجّه التكنولوجيا إلى تطويق فيروس كورونا



GMT 07:46 2022 الجمعة ,21 كانون الثاني / يناير

أول تحديث في تطبيق واتساب خلال 2022

GMT 15:33 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

اتصالات المغرب تقدم توضيحا عن سبب بطء "الإنترنت"

GMT 10:34 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

“واتساب” يفاجئ مستخدميه بـ3 مميزات جديدة

GMT 12:19 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

واتساب يفاجئ مستخدميه بخطوة جديدة وغير متوقعة

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca