آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

لا تستعجل على "الإنجاب" إلاّ بعد سنتين من زواجك

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - لا تستعجل على

الرياض - المغرب اليوم

يُعد الإنجاب من أعظم مقاصد الزواج، وهو حقّ مشترك للزوجين لا يملك أحدهما منع الآخر منه بغير رضاه، وقديماً كان الزوج وأهله يغضبون إذا تأخرت الزوجة في الحمل؛ ليبدأوا في البحث عن عروس جديدة، لكن مع تغيّر الوضع المعيشي والنظرة الاجتماعية للجيل الجديد أصبح المتزوجون حديثاً أو المقبلون على الزواج يحرصون على الاتفاق على تأخيره فترةٍ ما؛ بسبب التخوف من عدم استمرار الحياة الزوجية، والرغبة في التأكد من التوافق بين الطرفين. وارتفع مستوى الوعي للمقبلين على الزواج، فأصبحوا يعيرون أهمية كبرى لخططهم المستقبلية مثل استكمال التعليم في الخارج والتفكير بالابتعاث، كذلك انتشار ثقافة الاستمتاع بالسنوات الأولى للزواج والسفر في ظل حياة قليلة المسؤولية. ومن ناحية اقتصادية يؤدي ارتفاع عدد المواليد في المجتمع إلى انخفاض نصيب الفرد الواحد، مما يضعف مقدرة الأسر والأفراد على الادخار، فانخفاض مستوى دخل الأسرة بالمقارنة مع عدد أفرادها يجعلها تكاد لا تفي باحتياجات هؤلاء الأفراد من المادة الاستهلاكية الأساسية، كذلك يؤثر النمو السكاني على الاستهلاك، ويؤدي إلى زيادة الطلب الإجمالي على السلع بنوعيها الضروري والكمالي مقابل محدودية الدخل مما يشكل ضغوطاً على المسيرة التنموية للمجتمع. قرار صائب وقالت 'طيف عبدالله': إن تأجيل الإنجاب من بداية الزواج أمر يعود إلى الزوجين إذا تم الاتفاق على ذلك، مضيفةً أنه يُعد الأنسب لهم لحين استقرار علاقتهم الزوجية، مؤكدةً على أنه لا يُعتبر قراراً خاطئاً، ففي أحيان كثيرة يكون تأجيل الإنجاب هو قرار صائب، بدلاً أن يحصل الفراق ويكون الضحية الطفل. وأوضحت 'روابي فهد' أنه مع ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب في الشهور الأولى من الزواج، تلك الظاهرة التي كان سببها الاستهتار وعدم تقدير المسؤولية، تأتي مسألة التأني والاطمئنان، مضيفةً أن هناك من ينظر إلى الأطفال على أنهم أداة يمكن بوجودها إصلاح الأحوال بين الطرفين، وزيادة الرابطة بينهما، متأسفةً أنه لم يعد وجود الأطفال يمثل أي عائق أمام الأبوين وقت الطلاق، مُشجعةً تأخير الإنجاب في العام الأول من الزواج. تجربة فاشلة وأكد 'بسام سعد' على أنه اتفق بعد الزواج مع شريكة حياته على ضرورة تأجيل الحمل، ليتمكن من تسديد جميع الالتزامات المادية؛ بسبب تكاليف الزواج الباهظة؛ لأن وجود طفل يتطلب المزيد من الإنفاق، وميزانيته لا تسمح بذلك، مضيفاً أنه أصبح أباً بعد عامين من الزواج. وأشار 'عبدالله الأحمد' إلى أن تجربته خير دليل على أهمية تأجيل الإنجاب، فقد خرج من تجربة فاشلة بعد زواج دام ثلاثة أعوام؛ لأنها زوجته لم تكن لديها أي مسؤولية، والضحية طفل لم يكمل عامه الثاني. زيادة سكانية وتحدث 'د. سالم سعيد باعجاجه' -أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف- قائلاً: إن الزيادة السكانية لها آثار اقتصادية سلبية، ولابد أن تتبعها استثمارات إضافية ضخمة لتلبية متطلبات السكان من خدمات ومرافق، كما أنها إذا استمرت بالمعدل الحالي فإن النمو السكاني سيؤثر على سوق العمل، حيث سيزيد النمو السكاني من عرض قوة العمل، لكن هذا العرض الإضافي لا يساهم في زيادة الإنتاج إذا لم يتناسب مع الموارد المتاحة، وإنما سيؤدي إلى زيادة معدلات البطالة، ويخفض من مستوى الأجور، وبالتالي يتدنى المستوى التأهيلي لقوة العمل المستقبلية، بسبب تأثير انخفاض الأجور على التركيب التعليمي للسكان، مبيناً أن النمو السكاني يؤثر على الادخار والاستثمار، حيث تؤدي زيادة عدد السكان إلى انخفاض الادخار والاستثمار، وبالتالي انخفاض معدل النمو الاقتصادي والدخل الفردي، مؤكداً على أن هذه الآراء تستند إلى معدلات الخصوبة والمواليد، حيث إن التزايد السكاني يؤثر سلباً على عملية خلق التراكمات اللازمة لعملية التنمية. طلب السلع وشدّد 'د. باعجاجه' على أن ارتفاع عدد السكان يؤدي إلى ارتفاع عدد المواليد في المجتمع، وهذا يؤدي بدوره إلى انخفاض نصيب الفرد الواحد، مما يضعف مقدرة الأسر والأفراد على الادخار، مضيفاً أن إنخفاض مستوى دخل الأسرة بالمقارنة مع عدد أفرادها يجعلها تكاد لا تفي باحتياجات هؤلاء الأفراد من المادة الاستهلاكية الأساسية، ويمنعهم من أي مدخرات ذات معنى، مبيناً أنه عندما يكون حجم الادخار في المجتمع  ضعيفاً فسيكون بالتالي حجم الاستثمار ضعيفاً أيضاً، والنتيجة ستضعف قدرة المجتمع على المشروعات الاستثمارية والتي ستعرقل عملية التنمية الاقتصادية، لافتاً إلى أن النمو السكاني يؤثر على الاستهلاك، ويؤدي إلى زيادة الطلب الإجمالي على السلع بنوعيها الضروري والكمالي مقابل محدودية الدخل وزيادة الحاجات، مما يشكل ضغوطاً على المسيرة التنموية للمجتمع. توعية وتحذير وطرح 'د. باعجاجه' حلولاً للتغلب على الآثار الاقتصادية منها الاهتمام بتوفير فرص العمل للقضاء على الفقر، وإنشاء مشروعات صغيرة خاصة في المناطق العشوائية وذات الزيادة السكانية، ويفضل الإفادة من فكرة بنك القروض المتناهية في الصغر -بنك جرامين-، كذلك لابد من الاهتمام بالخصائص السكانية، وتبني برامج فعالة للتنمية البشرية في محو الأمية والتعليم والصحة لمردودها المباشر على السكان، إضافةً إلى أهمية التركيز على فئة الشباب في المرحلة المقبلة لترسيخ مفاهيم الأسرة، ونشر التوعية والتحذير من خطورة الزيادة السكانية وأثرها على التنمية، إلى جانب التحلي بقيم الإخلاص والعطاء والولاء للوطن، والعمل على الإفادة بكل طاقاته في اكتساب المعارف والقدرات التي تؤهله للتعامل مع العصر بمقتضى معطياته. تفهم العلاقة وقالت 'هيا المزيد' -رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية بمستشفى الملك خالد الجامعي-: في اعتقادي أن ثقافة الإنجاب اختلفت في الوقت الحالي عن السنوات العشرين السابقة، فأبناء الجيل الحالي أصبحوا يتحفظون بخصوص التفكير في إنجاب الطفل الأول، ناصحةً بتفهم العلاقة الزوجية والتأكد من مناسبة كل طرف للآخر قبل التفكير بالإنجاب، وذلك لتعدد حالات الطلاق، التي غالباً ما يخشى الوالدان حدوثها بوجود طفل يكون هو الضحية، مبينةً ارتفاع مستوى الوعي للمقبلين على الزواج، فقد أصبحوا يعيرون أهمية كبرى لخططهم المستقبلية مثل استكمال التعليم في الخارج والتفكير بالابتعاث، مما يؤخر تفكيرهم بالإنجاب لمرحلة قادمة، أيضا انتشار ثقافة الاستمتاع بالسنوات الأولى للزواج والسفر في ظل حياة قليلة المسؤولية وقبل التفكير بالإنجاب، لما يحمله الطفل من مسؤوليات تعيق شعورهم بالمتعة، كذلك هناك من يُركز على الإطلاع على ما تحمله الحياة الزوجية الجديدة لكلا الطرفين. تطور علمي وأوضحت 'هيا المزيد' أن وضع المرأة تغير كثيراً، فقد تكون طالبة وتسعى لاستكمال سلمها التعليمي دون وجود أطفال في مرحلة الزواج الأولى، وما يساعد على ذلك اتفاق الزوج على نفس المبدأ لاهتمامه وتطلعه لمشاركة زوجته مسؤوليات الحياة المادية المعقدة بعد تخرجها وعملها، مضيفةً أنه قد يرتبط الزوج بالديون لإتمامه الزواج وعدم رغبته بزيادة المسؤولية في بداية حياته، مما يجعله يخطط لتأخير الإنجاب، مبينةً أنه اختفت النظرة التقليدية القديمة من خشية أحد الطرفين من القدرة على الإنجاب، وذلك بسبب التطور العلمي في مجال الخصوبة والعقم، فلم يعد الطرفان يقلقان من تأخير الإنجاب، مما يمنحهم المزيد من الوقت للتخطيط لكل طفل قادم في ضوء محدودية عدد الأطفال التي يقررون إنجابهم، مُشددةً على أهمية دراسة كل طرف للآخر قبل التفكير بإنجاب الطفل الأول، نتيجة لارتفاع المستوى التعليمي وارتفاع سقف المطالبات من كل طرف للآخر. حب وحنان وأكدت 'هيا المزيد' على أن الأطفال مسؤولية يجب أن تحترم ونعمة من الله على الوالدين الحرص عليها، وإعطاء كل طفل حقه من الحب والحنان؛ لأن الإنجاب لغاية الإنجاب فقط لا يصنع جيلاً يعتمد عليه، فعندما يُخطط الوالدين للإنجاب يجب عليهم أن يكونو في أتم الاستعداد لتحمل المسؤولية التي يحملها هذا الطفل، فنحن اليوم نلاحظ أسئلة أبنائنا واستفساراتهم لنجد أنها تختلف عن أسئلتنا ونحن في أعمارهم، وهذا يعكس حقيقة أن الجيل الحالي هو جيل 'التكنولوجيا' الذي يعيشه، ويحتاج من الوالدين لذهن صاف لتقبله وتربيته وحمايته من تحديات هذا العصر الحديث، الذي تكون فيه التربية من أصعب وأهم المهام للوالدين، قال تعالى: 'المال والبنون زينة الحياة الدنيا)' لا حرم الله أحد منها.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تستعجل على الإنجاب إلاّ بعد سنتين من زواجك لا تستعجل على الإنجاب إلاّ بعد سنتين من زواجك



GMT 12:50 2022 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

اسباب الخلافات الزوجية المستمرة

GMT 12:41 2022 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

نصائح للفتيات لاختيار العريس المناسب لها

GMT 16:11 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

الأزواج أكثر عنفا ضد المرأة في المغرب

GMT 05:13 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح وطرق للتعامل مع الحماة الغيورة

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:31 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

سعر الدرهم المغربى مقابل اليورو الخميس

GMT 13:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روماو يحدد قائمة لاعبي "الجيش" لمواجهة "المغرب الفاسي"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca