آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

يُعتقد أن مؤسِّسها مسؤول سابق في جهاز المخابرات السورية

سورية تشرح معاناتها من الاستعباد من قبل شبكة اتجار بالبشر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سورية تشرح معاناتها من الاستعباد من قبل شبكة اتجار بالبشر

المنزل المستخدم لممارسة التعذيب والاستعباد الجنسي
دمشق - نور خوام

شعرت راما البالغة من العمر 24 عاماً من سوريا اثناء حديثها عن معاناتها لأشهر من التعذيب والاستعباد الجنسي من قبل شبكة لتهريب البشر في لبنان، بالانكسار حين فقدت إيمانها بكل شيء.

وقالت: "بصراحة لم يعد لدي ايمان بعد ما حدث، عندما كانوا يضربونني كنت اقول "يا الله انقذني"، ولكن كان الشخص الذي يعذبني يقول لي "أنتِ عاهرة، هل تعتقدين أن الله سينقذك؟"، ثم يضربني أكثر وحينها لم اكن قادرة على ذكر اسم الله ولو حتى في قلبي".

قامت راما - ليس اسمها الحقيقي - بوصف التفاصيل المروعة لتسعة أشهر كانت فيها جزءًا ضمن أكبر عصابة اتجار بالجنس في لبنان، والتي تعرضت فيها للتعذيب، الضرب بالاسلاك الكهربائية مع وضع حصيرة حمام في فمها لمنعها من الصراخ.

وكان يتم اجبار راما على ممارسة الجنس بمتوسط 10 مرات يومياً، كما تم سجنها في منزل متهالك لا يدخله ضوء الشمس. و ذكرت أن النساء الاخريات اللاتي تم استعبادهن في الشبكة تم اجبارهن على الإجهاض بعد ممارسة الجنس دون وقاية مع العملاء، بالاضافة الى تعرضهن للتعذيب الجسدي والنفسي غير الإنساني.

تتفق رواية راما مع التفاصيل التي حصلت عليها صحيفة "الغارديان" بشكل مستقل من مصادر قضائية مشاركة في تحقيقات الشبكة التي استعبدت 75 امرأة سورية.

ويُعتقد أن مؤسس الشبكة هو المستجوب السابق في جهاز مخابرات سلاح الجو السوري، عماد الريحاوي والذي يُعتقد ايضاً انه قام بحبس النساء في منزلين في مدينة جونيه.

اضافت راما: "كنا ننام في مكان عملنا ولا يمكن أن نخرج منه ونرى النور في الخارج، فالنوافذ كانت سوداء ولا يمكننا أن نرى النور أو تنفس الهواء في الخارج، لقد كنا عبيداً بالفعل."

وصفت راما كيف تم استدراجها إلى لبنان من سورية حيث كانت تعمل كنادلة في مقهى.

تقول راما أن رجلا ما اقترب منها واخبرها بامكانية توظيفها في مطعم في لبنان سيدفع لها راتب 1000 دولار شهرياً، وبسبب رغبتها ترك سورية التي مزقتها الحرب وافقت على العرض.

واضافت راما أن الرجل أكد لها بانه سيساعدها في الحصول على الموافقات اللازمة لدخول لبنان- فالسوريون بحاجة لتأشيرات الآن لدخول لبنان- ولكن تقول راما انها فوجئت به يقول لها بعد بضع ساعات من القيادة انهم قد دخلوا لبنان بالفعل بعد أن عبروا الحدود من خلال طرق تستخدم في التهريب.

وبعد أن وصلا الى منزل، قام الريحاوي بابلاغ راما أنها ستعمل عاهرة في البيت الذي يديره.

ولفتت الى انها قالت له إنني لا أريد أن أعمل كعاهرة، فقال لي انني سأعمل شئت ام ابيت، ثم بدأ بضربي حتى استسلمت ووافقت."

وقالت راما أنها علمت من النساء الأخريات أن عددًا منهن قد جاء الى المنزل منذ أربع سنوات. كما تشير راما الى أن التعذيب في كثير من الأحيان كان عبارة عن ربطهن على طاولة تشبه الصليب ومن ثم يتعرضن للضرب بسلك، فإذا فقدوا الوعي يتم افاقتهم عن طريق صادم كهربائي.

وكشفت أن النساء اللواتي لم تكنَّ قد فقدن عذريتهن عند وصولهن الى المنزل قد تم فض غشاء البكارة لديهن بواسطة زجاجة. وكانت تتم معاقبة النساء اللاتي رفضن طلبات العملاء، بما في ذلك ممارسة الجنس دون وقاية، بالضرب، كما كان على النساء جمع ما لا يقل عن 50 دولاراً من العملاء يومياً، ثم يتم مصادرة تلك الاموال منهن.

وقالت راما أن النساء كنَّ يتحدثن لبعضهن البعض عن قصة امرأتين كانتا قد لقيتا حتفهما في المنزل وتم دفنهما في مقابر مجهولة، وعندما سمع الريحاوي ذات مرة مناقشتهن للقصة قام بضرب واحدة من النساء 95 مرة على ساقيها بواسطة سلك.

وكشفت راما أنها لا تخطط في التحدث مع عائلتها عن محنتها، قائلة انهم سوف يرون ما حدث لها على أنها وصمة عار. "لا أستطيع أن أذهب إلى اشقائي وأقول لهم أنني كنت أعمل عاهرة، هذا الأمر ليس بالشيء السهل".

وعبَّرت راما عن رغبتها في البقاء في لبنان والحصول على إقامة وعمل، قائلة: "كلما حدث شيء سيء نقوم بتذكر كل شيء مررنا به، كل الأشياء التي حدثت لنا لا يمكن ابداً أن ننساها."

وكانت هذه القضية قد صدمت الاوساط اللبنانية في الايام الاخيرة، مما أدى إلى طرح تساؤلات حول كيفية عدم التمكن من كشف شبكة بهذا الحجم لسنوات، كما سلطت القضية الضوء على أوجه القصور في قانون الاتجار بالبشر في لبنان والذي يعامل الضحايا من الإناث في شبكات الدعارة مثل القوادين.

ويشترط القانون أيضاً على ضحايا الاتجار أن يقوموا باثبات أنهم كانوا مجبرين على العمل في الدعارة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية تشرح معاناتها من الاستعباد من قبل شبكة اتجار بالبشر سورية تشرح معاناتها من الاستعباد من قبل شبكة اتجار بالبشر



GMT 17:50 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة اعتادت إخفاء وحمة على وجوهها تقرر التخلص من المكياج

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 11:23 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكوفا تثني على جهود الملك المغربي في إنجاح فعاليات "كوب 22"

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

أجمل 8 مطاعم حول العالم أحدها في دولة عربية

GMT 08:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة مرسيدس -بنز GL 500 في المغرب

GMT 18:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق النار على مواطن مغربي في معبر سبتة

GMT 22:03 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رضوان النوينو مستثمر سياحي يفوز بمقعد برلماني

GMT 02:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني في العاصمة الرباط

GMT 15:56 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

في حب أحلام شلبي

GMT 00:49 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نغم منير تطلق تصميمات غير تقليدية من "الكيمونو"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca