آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

عذرية المرأة في المغرب معطى متجاوز أم قيمة مقدسة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - عذرية المرأة في المغرب معطى متجاوز أم قيمة مقدسة

مراكش - د.ب.أ

مثل باقي المجتمعات التقليدية مازال موضوع بكارة المرأة يعتبر مصدر جدل ونقاش في الشارع المغربي، وفيما تعيش مغربيات حياتهن الجنسية غير آبهات بنظرة المجتمع، تخضع أخريات لقيم المجتمع خوفا من "العقاب". هل أصبحت بكارة المرأة بالفعل معطى اجتماعيا متقادما ومتهالكا كما صرحت وزيرة مغربية مؤخرا؟ تصريحات أعادت النقاش مجددا حول أهمية العذرية في المجتمع المغربي ونظرة الأخير للمرأة التي فقدت عذريتها خارج مؤسسة الزواج. مازال موضوع البكارة يندرج ضمن خانة المواضيع التي تثير جدلا وانقساما بين المحافظين والليبراليين في البلد، فإذا كان التيار الأول يعتبرها قيمة مهمة ودليلا على عفة الفتاة وصونها لنفسها قبل الزواج، ينظر القسم الثاني إلى غشاء البكارة على أنه جزء من جسد المرأة ويحق لها وحدها التصرف فيه كما تشاء. وبين هؤلاء وأولئك ترى فئة أخرى أنه يحق للرجل ما لا يحق للمرأة ومن بين ذلك الجنس خارج إطار الزواج. غياب الثقافة الجنسية رغم المكاسب التي حققتها المغربيات في السنوات الأخيرة في عدد من المجالات، إلا أن الأفكار التقليدية المنتشرة في المجتمع المغربي تجعل فئة منهن يعشن في الإطار الذي ترسمه عادات وتقاليد المجتمع خاصة عندما يتعلق الأمر بموضوع الجنس خارج إطار الزواج. الوزيرة المغربية شرفات أفيلال قالت في تصريحات لصحيفة مغربية إنه "لا يمكن بناء عقوبات معينة انطلاقا من معطى اجتماعي أصبح متجاوزا من طرف العالم بأسره وهو البكارة". غير أن نقيض ما قالته الوزيرة هو ما يحدث في الواقع أحيانا حيث تصبح المرأة "الفاقدة لبكارتها" مصدرا للعار وعرضة للنبذ والقتل أحيانا! عائشة الشنا مؤسسة ورئيسة جمعية التضامن النسائي تعتبر أن السبب في استمرار تعامل المجتمع مع موضوع البكارة بنوع من النفاق، يتمثل في غياب ثقافة جنسية في المدارس والأسر المغربية وغياب التوعية والتحسيس المطلوبين بخصوص هذا الموضوع. وعن المسؤولية عن نظرة المجتمع السلبية للمرأة التي لها تجارب جنسية خارج إطار الزواج تقول الشنا في حوار مع DWعربية، إن أطرافا كثيرة تتقاسمها منها الأسر والمدرسة إلى جانب المسؤولين والسياسيين الذين يتحملون مسؤولية غياب برامج تربوية حسب اعتقادها. المرأة أيضا مسؤولة! وبينما تشير بعض أصابع الاتهام إلى العقلية الذكورية التقليدية باعتبارها تبيح للرجل ما لا تبيحه للمرأة -ومن ضمن ذلك أنها تعتبر ماضي الرجل حقا له بينما ماضي المرأة "حرام" ويسيء لسمعة عائلتها- تشير أصابع أخرى إلى المرأة أيضا، باعتبار أنها تتحمل جزءا من المسؤولية مادامت جزءا من هذا المجتمع الذي يرفض أن تكون للمرأة حياة جنسية قبل الزواج، خاصة أن الرجل أحيانا يرفض الزواج من امرأة ليست عذراء بسبب الخوف من موقف عائلته بما في ذلك والدته و أخواته.  المرأة تتحمل المسؤولية أيضا من زاوية أخرى كما تقول الشنا وهي قبولها بما يفرضه المجتمع عليها ودخولها هي الأخرى في دوامة النفاق الاجتماعي من أجل إرضاء المجتمع ولو على حساب أمور أخرى. "يجب أن تحدد المرأة ما تريده فإما أن تعيش حياة جنسية وتتحدى المجتمع على أن تحمي نفسها من الأمراض والحمل وتتحمل بعد ذلك مسؤوليتها وتواجه الرجل الذي سيتزوجها بالحقيقة وعندها تترك له الخيار، وإما أن تكون مدركة منذ البداية لتبعات ممارستها الجنس خارج إطار الزواج وتقوم بصون نفسها إلى أن تتزوج". وتضيف الحقوقية المغربية أن لجوء المرأة لغشاء البكارة الاصطناعي أكبر نفاق يمكن أن تمارسه في هذا الإطار. "العذرية مقدسة" وبينما ترى الشنا أن كل شخص حر في نفسه وجسمه بما في ذلك المرأة، يتبنى الإعلامي المغربي محجوب بن سي علي رأيا مخالفا فهو يعتقد أن عذرية الفتاة مهمة لأنها تحافظ على عدم اختلاط الأنساب و"المجتمع المغربي وإن كان متسامحا وتتفاوت نظرته للمرأة غير العذراء حسب طبقاته الاجتماعية و مستوياته الفكرية، إلا أن السائد هو عدم تقبل فقدان العذرية عن طواعية خارج مؤسسة الزواج". أما تصريحات الوزيرة شرفات أفيلال التي اعتبرت البكارة موضوعا متقادما ومتجاوزا، فيعلق عليها بن سي علي خلال حوار مع DWعربية بالقول " أعتبر هذه التصريحات ضربا من المزايدة الرخيصة، فالحديث باسم المجتمع ومحاولة التعميم لا يليق بوزيرة تتقلد مسؤولية حكومية. المجتمع المغربي محافظ في غالبيته انطلاقا من مرجعيته الإسلامية، ومازال يعتبر موضوع العذرية مقدسا لأنه مرتبط أساسا بالقاعدة الدينية التي تعتبر الأصل".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عذرية المرأة في المغرب معطى متجاوز أم قيمة مقدسة عذرية المرأة في المغرب معطى متجاوز أم قيمة مقدسة



GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

دي بروين يؤكّد أن مقارنته مع محمد صلاح أمر صعب

GMT 02:11 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

أنور رحماني يطرح روايته الجديدة "هلوسة جبريل"

GMT 02:28 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "غراند كونتيننتال" إيطاليا حيث الجمال والعزلة والهدوء

GMT 03:25 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار طائرة من طراز فريد على هيئة جناح فندقي

GMT 12:26 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يحصل على خدمات ساندرو راميريز على سبيل الإعارة

GMT 06:32 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

كيرا نايتلي أنيقة وملفتة في مهرجان "سندانس"

GMT 02:36 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

وصفة صابلي بدون بيض سهل، لذيذ و سريع

GMT 23:24 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ميسي يسجل هدفًا ويصنع آخر لبرشلونة أمام ليفانتي

GMT 03:05 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

الديكور الرائع يزين شقة بنتهاوس ويجعلها فريدة من نوعها

GMT 10:48 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إيران تستعدّ للمنتخب المغربي ببطولة رباعية في الدوحة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca