آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها

مؤسسة تعليمية ابتدائية
الرباط - الدار البيضاء اليوم

بكل عزيمة وأمل في المستقبل، يرافق أحمد لحمايد طفله البالغ عمره أربع سنوات إلى مؤسسة التعليم الأولي في دوار “تيحي”، التابع للجماعة الترابية إنشادن نواحي اشتوكة، وذلك بعد أن تحقق حلم الساكنة، التي يكابد أغلبها من أجل مجابهة شبح العوز والفقر، بإحداث فضاء للتعليم قبل المدرسي، بعدما حرم مدشرها من احتضان مؤسسة تعليمية ابتدائية، إذ ضمنت على الأقل تلقي بناتها وأبنائها أولى أبجديات التربية والتعليم، قبل أن تبدأ رحلة أخرى من المعاناة المؤجلة مع المستويات التعليمية اللاحقة.

إخراج مشروع روض للأطفال في دوار تبدو من أولى مداخله كل مظاهر التهميش لم يكن إلا بمبادرة ذاتية لجمعية “تمواست” للتنمية والتعاون، بتعاون مع منظمة “روتاري” التي وفرت بعض التجهيزات، فيما بقي حمل بناء قاعة وتولي تعويضات المربيات وكل المستلزمات الأخرى موكولا إلى الجمعية، التي تكابد هي الأخرى من أجل استمرار هذه الخدمة إلى جانب أخرى في غياب أي دعم من الدولة والمؤسسات المنتخبة.

هسبريس زارت دوار تيحي بجماعة إنشادن، حيث يتراءى لزائر مقر جمعية “تمواست” حجم المجهود المبذول من طرف شبابها، فتدبير الماء وإحداث ناد لتعليم الخياطة والطرز، وتدبير خدمة “متعثرة” للنقل المدرسي وروض للأطفال وبعض شؤون مسجد الدوار، كل ذلك قد ينبهر أمامه المرء، قبل أن ينتكس عندما يطلع على حجم المراسلات الموجهة إلى عدد من الجهات من أجل نيل دعم عمومي لصرفه في استمرار مجموع تلك الخدمات، دون تلقي أي جواب على امتداد عقود من الزمن.

وعلى اعتبار أن التربية والتكوين إحدى أبرز ركائز ومؤشرات تقدم المجتمعات، وحتى لا يضيع مستقبل الأجيال الصاعدة من أبناء هذا المدشر “الهامشي”، وفق أحمد لحمايد، أو “هكذا أريد له أن يكون، وحتى لا يسقط أبناؤنا في شرك الأمية، كافحت جمعية ‘تمواست’ من أجل إحداث روض للأطفال، رغم إمكانياتها المحدودة إن لم نقل المنعدمة”، مضيفا: “تزداد معاناتنا مع غياب مؤسسة تعليمية ابتدائية، ما يضطر معه التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة، أو تكبد مصاريف إضافية للنقل المدرسي، تزيد من تأزيم الوضع المادي للأسر، المأزوم أصلا”. 

من جانبه قال نائب رئيس جمعية “تمواست”، إيدر حنداين، ضمن تصريح لهسبريس، إنه “تماشيا مع التوجيهات الملكية وتنزيلا للقانون الإطار 51.17، كافحت الجمعية لتوفير قاعات للتعليم الأولي، غير أن التزايد السكاني والطلب على هذه الخدمة بمختلف مستوياتها فرض تحديات كبرى عليها، فأصبحت عاجزة عن ضمان استمرار هذا المكسب والحفاظ عليه، لمحدودية الإمكانيات المادية، أمام رهان الدولة في تعميم التعليم الأولي، لذلك تحتاج اليوم إلى قاعة أخرى مجهزة ودعم لأداء أجور المربيات وغير ذلك”.

غياب دعم التعليم الأولي ثم إحداث مدرسة يرى فيه المتحدث جانبا من التهميش الذي يطال مدشرهم في عدة مناح، وقال في هذا الصدد: “مدشر تيحي على مستوى جماعة إنشادن يعاني من التهميش، رغم موقعه الإستراتيجي، فهو غير بعيد عن مركز الجماعة والطريق الوطنية رقم 1، فالتلاميذ مشتتون بين ثلاث مؤسسات تعليمية ابتدائية، وهناك تلاميذ صغار يستعملون النقل المدرسي، الذي أصبحت حالته مهترئة، وهناك من يلتحق مشيا على الأقدام، مع ما يرافق ذلك من مخاطر. ونطالب اليوم وبإلحاح بدعم هذا القطاع الحيوي وانتشال مدشرنا من براثن العزلة والتهميش”.

 

أما محمد الرامي، عن الجمعية ذاتها، فأورد في تصريح لهسبريس أن “الجمعية متشبثة باستمرارها في توفير التعليم الأولي لأبناء الدوار، لكن الإشكال يتفاقم عندما ينهونه، ويصبح الالتحاق بالتعليم الابتدائي كابوسا لديهم ولدى أسرهم، وذلك بالنظر إلى غياب تكافؤ الفرص مع باقي دواوير الجماعة، التي تتوفر كلها على مدرسة أو وحدة فرعية”، مردفا: “نحن نتوفر على وعاء عقاري موضوع رهن إشارة الجهات المعنية لهذا الغرض، فلا يعقل أننا في سنة 2021 ومازلنا نصارع من أجل حق التعليم المكفول دستوريا، وحق نقل التلاميذ في أسطول آمن، عكس ما نتوفر عليه اليوم، وعلى غرار التجارب الناجحة على مستوى الإقليم”.

هو إذن مجهود لجمعية “تمواست” التي كانت السباقة، في تسعينيات القرن الماضي إلى الانخراط في برنامج الكهربة القروية، كصاحبة مشروع تزويد الساكنة بالكهرباء، قبل أن تعمم التجربة بمختلف مناطق اشتوكة آيت باها، كما بذلت مجهودا في حقل التعليم الأولي ومحاربة الأمية والتكوين في الخياطة والطرز وغير ذلك، إلا أن ما يلح عليه أعضاء مكتبها ويجمعون عليه خلال لقاء مكاشفة بمقرها هو “التهميش” وغياب الآذان الصاغية لأنينهم الموثق في مراسلات إلى الجهات المعنية، فكان ختام لقائنا بهم أملا وفأل خير لينعم الأهالي بالمدشر من حقهم في التنمية، وأبرز أعمدتها التربية والتكوين.

قد يهمك ايضا

الجامعة السعودية الإلكترونية تطلق برنامج الإرشاد الأكاديمي الطلابي

التعليم الإلكتروني يقضي على الورقي وتراجع بمبيعات الأدوات المدرسية بنسبة 70%

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها



GMT 15:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

رئيس الرجاء يحاول اقتناص لاعبين أحرار بدون تعاقد

GMT 05:33 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن موقع هبوط يوليوس قيصر لغزو بريطانيا

GMT 09:33 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عهد التميمي

GMT 10:19 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يعلن وصول أول كتيبة من سورية إلى موسكو

GMT 11:50 2016 الثلاثاء ,20 أيلول / سبتمبر

مقتل 4 من عناصر "بي كا كا" في قصف تركي شمالي العراق

GMT 06:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

8 معلومات مهمة عن "جسر العمالقة" تزيد الفضول لزيارته

GMT 17:21 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الأرجنتين يعلن عن تشكيلته لمواجهة البرازيل

GMT 00:21 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

صحيفة بريطانية تكشف أفضل 10 فنادق في مدينة روما

GMT 22:46 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

حسن الفد يعيد شخصية كبور من خلال عرضه " سكيتش"

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

2016 عام حافل بالأنشطة والعروض في الدار العراقية للأزياء

GMT 04:38 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مرضٌ خطير يصيب الأبقار ويعزل عشرات القرى في سطات

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

وفاة الممثل المسرحي المغربي إدريس الفيلالي

GMT 00:11 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تحف فنية من الزخارف الإسلامية على ورق الموز في الأردن
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca