طوكيو - علي صيام
طلبت شركة "تويوتا" اليابانية العالمية للسيارات أفكارا جديدة حول كيفية استخدام عرباتها متناهية الصغر، في إطار إعادة تفكير صناع السيارات في مستقبل وسائل النقل في العالم، بعدما حققوا دفعة كبيرة في إعادة تشكيل صناعة السيارات، بدءا من تطبيقات الركوب وحتى تكنولوجيا القيادة الذاتية.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن "تويوتا"، تفكر في سيارة متناهية كهربائية، ذات 3 عجلات، تسمى "اي رود". وتم بالفعل بناء نموذج هذه السيارة، ولكنها في حاجة حاليا لتطوير التسويق لها. ففي مسيرة، الشهر الماضي، خارج منتزه "AT & T " في سان فرانسيسكو، كانت تتمشى سيارة المستقبل "أي رود" متعرجة بين الأقماع البرتقالية مرتكزة على عجلاتها الأمامية وكأنهم أدوات تزحلق على الجليد. ويصدر زوج المحركات الكهربائية، التي دفعت السيارة إلى سرعة قصوى تبلغ 37 ميلا في الساعة، صوتا خافتا.
في الوقت نفسه، تقدم 10 فرق من أصحاب المشاريع بخطط لممثلي تويوتا والخبراء في التنقل، والتخطيط الحضري والهندسة والتمويل، ووصل أصحاب المشاريع إلى الدور النهائي من تحدي التنقل الذكي، والذي وصفته "تويوتاط بمثابة دعوة" للمبتكرين لتقديم أفكار حول كيفية أن تتحول "أي رود" في المستقبل لوسيلة جماهيرية تجمع بين اللعب والعمل في منطقة خليج سان فرانسيسكو، وكانت الجائزة الكبرى للفريق الرابح 15 ألف دولار، وفرصة عمل مع تويوتا لجعل المشروع تدب فيه الحياة.
واقترح فريق "تويوتا كافيه" إنشاء مقهى أنيق، حيث يستطيع ملاك "أي رود" العمل أو التكسع أثناء تقديم الخدمات للسيارة وإعادة شحنها، فيما تصور فريق "لوبين" في نظام تقاسم السيارة، الذي من شأنه ضمان إمدادات ثابتة للسيارة في المناطق التي يكثر عليها الطلب. وتبدو سان فرانسيسكو نموذج مثالي لــ"أي رود"، في شوارع وسط المدينة، حيث توجد مساحات للدراجات بجانب السيارات والشاحنات والحافلات السياحية وحافلات "غوغل"، يمكنها أن تستوعب سيارة صغيرة آمنة وغير ملوثة، ومن الأفضل المساعدة في اكتشاف وتطوير منافذ لـ"أي رود" أكثر من المشاريع المعتمدة على التكنولوجيا التي تتعامل مع الزحام في المناطق الحضرية في سان فرانسيسكو.
ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، فـ"تويوتا" ليست الشركة الأولى التي تستكشف فكرة السيارات الكهربائية المتناهية الصغر للركاب في المناطق الحضرية، فهناك شركتان أخريان تبنتا هذا المفهوم، هما: هوندا بثلاث عجلات ( 3R-C) ، وهيواندي على شكل بيضة ( E4U )، لكن "تويوتا" ذهبت إلى ما هو أبعد حيث اختبار السيارة في العالم الحقيقي، ففي عام 2014، و2015 بدأت الشركة في طرح "أي رود" عشرات من هذه السيارة في مدينة تويوتا وطوكيو في اليابان وجرين أوبل في فرنسا. ونقلت الصحيفة عن مدير المشاريع في شركة "تويوتا" ماسانوري ياماتو، قوله إن "شركته ذهبت لما أبعد من ذلك وطرحت نماذج في الولايات المتحدة"، وأضاف: "يمكننا جلب في أي وقت، ولكننا نريد توفير من الفرص لها في السوق أولا".
ووفقا للأستاذ المشارك في النقل والتخطيط الحضري بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كريس زيغراس، فإنه مفتون بإمكانيات "أي رود" المستقبلية، وقال للصحيفة في مقابلة عبر الهاتف: "يمكن للمرء أن يسأل، أليس هذا مجرد سكوتر مع حماية، ولكنه يضيف فكرة تقليل الحجم، مشيرا إلى أن 4 سيارات "أي رود" يمكن أن تناسب مكان وقوف سيارة واحدة صغيرة في موقف السيارات.وتابع: "إذا كان يمكن الوقوف والقيادة دون تغير كل البصمة العامة للسيارة، فهذا مكسب كبير".
ومن بين المنافذ الممكنة لـ"أي رود" ثغرات في البنية التحتية للنقل العام. وقال نوح فريدمان المصمم الحضري في بيركنز وويل، وهي شركة الهندسة المعمارية العالمية، انضمت ل،"تويوتا" في هذا الحدث، إن "الشيء اللطيف في منطقة خليج سان فرانسيسكو، إنها عمود فقري قوي جدا للنقل الإقليمي"، فالتحدي يكمن في "دفع الناس للعبور".
وأضاف أن هذه السيارات ستكون جزءا من نظام النقل العام بدلا من وجود شركات خاصة، كما أنها ستحل مشكلة التكلفة الباهظة للأسر متوسطة ومنخفضة الدخل، ما يحسن العدالة الاجماعية وهو الأمر الذي لا يغيب عن "تويوتا" عندما فكرة في هذه السيارة، إذ راعت مع العروض والأفكار المبتكرة والجدوى المالية البعد الاجتماعي.
ووفقا لمدير تكنولجيا وادي السليكون جيسون وينر، فإن تحدى التنقل الذكي في "أي رود" يعتمد على تغير شكلها اعتمادا على طريقة القيادة، كما تسمح بميزة "geofencing" التي تضع حدا لكل سائق، وإذا ترسل السيارة إنذارا للأسرة إذا ما دخلت "أي رود" منطقة أبعد من النطاق المحدد، كما ترسل تحذيرا للسائق، الذي لديه 30 ثانية لتغيير اتجاهه، وهي ميزة ستكمن الآباء والأمهات من وضع حدود لأبنائهم عندما يغادرون للمدرسة أو ممارسة كرة القدم.
كما أن سيارة مثل هذه أيضا تكون نعمة لكبار السن في المناطق الحضرية، وستكون ميزة تتبعهم جغرافيا مريحة لأسرهم. واعترف السيد ياماتو ،أن "تويوتا"، ليس لديها حتى الآن جدول زمني واضح لتقديم "أي رود"السوق العالمية، فهو نموذج موجود وتكثف الشركة مجهوداتها للوصول به إلى مرحلة الإنتاج الضخم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر