آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سكان وادي السياح في حيفا معرضون للتهجير لتحويله لحديقة عامة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سكان وادي السياح في حيفا معرضون للتهجير لتحويله لحديقة عامة

حيفا - أ.ف.ب

لا أتخيل أني ساترك بيتي الذي ولدت فيه وأنتقل إلى مكان آخر لأن بلدية حيفا قررت ان تقيم حديقة عامة مكان بيوتنا" يقول توفيق ابو عباس، أحد سكان حي وادي السياح الذي يشكل امتداداً لأراضي جبل الكرمل الحرجية. وتقيم عائلتا أبو عباس التي تعد نحو 60 فردأ وعائلة حجير في الحي الواقع على ساحل البحر المتوسط عند منحدر جبل الكرمل في بيوت متلاصقة محاطة بأشجار معمرة. وتطالب بلدية حيفا ووزارة الداخلية الاسرائيلية وسلطة حماية الطبيعة افراد العائلتين باخلاء بيوتهم التي يملكونها بشكل فوري ليصار هدمها في إطار ضم المنطقة إلى المتنزه الوطني، أو يجبروا على العيش فيها بدون اي خدمات بلدية خلال مهلة عشر سنوات سيضطرون بعدها للرحيل، والا سيتم اخلاؤهم بالقوة مع انتهاء تلك المهلة، بحسب محامي العائلتين. ويقول توفيق ابو عباس لوكالة فرانس برس "نحن ولدنا في هذه البيوت، وكنا فيها قبل تاسيس دولة اسرائيل وبحوزتنا طابو(سندات الملكية) ولولا اوراق الطابو لقاموا بترحيلنا منذ زمن بعيد". ويضيف "في البداية حاولت شركة كاديشا لليهود المتدينين أن تبسط يدها على اراضينا لتضمها للمقبرة اليهودية المجاورة لنا وترحلنا. فتصدت لها سلطة حماية الطبيعة التي حسمت القضية مع المتدينين، وبعدها قررت سلطة الطبيعة ان تستولي على اراضينا لتحويلها إلى متنزه وطني". ويضيف "السلطات الاسرائيلية تفضل الاموات اليهود والطبيعة علينا نحن العرب، حتى أن إحدى مسؤولات الطبيعة وصفتنا باننا مستوطنون وتساءلت: كيف غزوا هذا المكان الطبيعي وكيف تواجدوا فيه؟"  ووادي السياح هو امتداد لاراضي جبل الكرمل الحرجية المغطاة بأشجار البطم والسنديان والازهار البرية. وفوق وادي السياح آثار لكنيسة صليبية، وكهوف للرهبان الكرمليين وعند السفح توجد عين ماء ونبعة وجدول يسير بين الصخور الجيرية. وشيدت سلطة الطبيعية مسارات للسير بمحاذاة بيوت عائلة ابو عباس ينطلق منها المتنزهون حتى قمة الجبل، كما أقامت معرشات طبيعية للتخييم . ويحيط وادي السياح من الغرب البحر الابيض المتوسط ومن الجنوب مقبرة كفار سمير اليهودية وعلى قمة الكرمل من الجهة الشرقية حي كرميليا اليهودي وعلى القمة الشمالية حي الكبابير العربي. ومضى توفيق او عباس يقول "هل كانت بلدية حيفا ستتجرا على ترحيل السكان لو كانوا يهودا؟ نحن ندفع كل الضرائب المفروضة علينا ونقوم بواجباتنا للبلدية التي لم تعطنا اي خدمات".  ويوضح "كنا نصعد سيرا على الاقدام الى حي الكبابير على قمة الكرمل للذهاب للمدرسة ولم يعطونا كهرباء او ماء حتى عام 1995". ولا توجد إنارة ليلية في الحي. ويقول أبو عباس" المكان مخيف في الليل. ما ان تغيب الشمس حتى تغرق المنطقة في ظلام دامس". وتقول صابرين ابو عباس "لا اعرف  ماذا سنفعل، نحن نعيش على اعصابنا. أين سنعيش في حيفا لو رحلونا؟ تعودنا على العيش هنا، كيف سنترك بيوتنا وأراضينا وبساتيننا". وتضيف "العرب يعيشون في شقق صغيره في حيفا، وهناك اماكن كثيرة لا يستطيعون شراء بيوت فيها لانهم عرب، نحن نعيش حرب استنزاف، ففي كل مرة يخلقون لنا قصة جديدة". وتبنى مركز مساواة الحقوقي في مدينة حيفا قضية سكان وادي السياح ويتصدى للبلدية وسلطة الطبيعة والداخلية من الناحية القضائية. يقول محامي المركز سامح عراقي  لوكالة فرانس برس ""تريد البلدية ان تستولي على ارض تصل الى 35 دونما هي ارض عائلة ابو عباس وبستان عزيز الخياط  المتوفى والذي كان احد اكبر الملاكين العرب في حيفا وتحويلها الى متنزهات عامة". ويؤكد سامح عراقي "اعلنت المؤسسات الاسرائيلية على ان مخططاتها في منطقة وادي السياح  جاءت للحفاظ على منطقة الوادي وتاهيله نظرا لقيمته الطبيعية والاثرية، ولكنهم  ناقضوا مخططهم  اذ باتوا يريدون تهجير السكان العرب دون النظر الى انهم جزء من وجود هذا المكان ومن تراثه". واضاف "نحن الان نريد ان نقدم مخططا بديلا يستثني التجمع السكاني لوادي السياح من عملية الهدم، لعلنا ننجح". وينشط مركز مساواة على تفعيل  المسار الشعبي اذ نظم حملة شعبية لمساندة سكان الوادي من خلال اقامة ايام عمل تطوعي ومحاضرات وحشد جماهيري للتظاهر امام المحاكم. ويؤكد مدير مركز مساواة جعفر فرح لوكالة فرانس برس "نحن نعمل من حيث المبدأ على حق السكان بالبقاء والعيش في بيوتهم وعلى اراضيهم، وضمن قرارات البلدية وسلطة الطبيعة. استيلاء سلطة الطبيعة على ارض وادي السياح لا يعني ان العائلات العربية غير مالكين للأرض. سيكونون مالكين للارض لكن ليس من حقهم البناء او ابقاء بيوتهم المبنية عليها لانها متنزه طبيعي". ويضيف "لذا نحن نصر على ان تقوم بلدية حيفا بتغيير مخططاتها وهذا ما نطالبها به".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان وادي السياح في حيفا معرضون للتهجير لتحويله لحديقة عامة سكان وادي السياح في حيفا معرضون للتهجير لتحويله لحديقة عامة



GMT 23:20 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

أكثر من 10 حرائق متزامنة في عدة مناطق بتونس

GMT 17:07 2022 السبت ,19 آذار/ مارس

زلزال شدته 5.5 درجة يهز شمال الجزائر

GMT 13:03 2022 الأربعاء ,05 كانون الثاني / يناير

زلزال يضرب شمال شرق المغرب

GMT 20:51 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

نفوق أكبر زرافة في العالم عن عمر 31 عاماً

GMT 11:25 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

اكتشاف بيئة مرجانية ضخمة وغنية بالأسماك

GMT 17:50 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة اعتادت إخفاء وحمة على وجوهها تقرر التخلص من المكياج

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 11:23 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكوفا تثني على جهود الملك المغربي في إنجاح فعاليات "كوب 22"

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

أجمل 8 مطاعم حول العالم أحدها في دولة عربية

GMT 08:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة مرسيدس -بنز GL 500 في المغرب

GMT 18:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق النار على مواطن مغربي في معبر سبتة

GMT 22:03 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رضوان النوينو مستثمر سياحي يفوز بمقعد برلماني

GMT 02:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني في العاصمة الرباط

GMT 15:56 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

في حب أحلام شلبي

GMT 00:49 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نغم منير تطلق تصميمات غير تقليدية من "الكيمونو"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca