آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة

دبي ـ وكالات

تسعى إمارة أبو ظبي إلى أن تكون نموذجاً يحتذى به في الاقتصاد باستهلاك الطاقة وذلك من خلال إطلاقها مشروع "مدينة مصدر" الرفيقة بالبيئة. فأين وصلت أعمال هذا المشروع وما هي أكبر تحدياته منذ انطلاقه عام 2008؟ على مبعدة 17 كلم من مدينة أبو ظبي المعروفة ببناياتها الشاهقة وحركة مرورها المزدحمة، يرحب الدكتور سلطان العلي بضيوفه في فناء يسوده نسيم هواء بارد. مصدر هذا الهواء الرطب هو "مؤسسة مصدر"، التي تعتبر الحجر الأساس لمشروع "مدينة مصدر" المستقبلية. واجهات المبنى من طين رمال الصحراء الدافئة الذي تم تزيينه بأشكال هندسية جميلة. في هذا المكان يفترض أن يعيش قرابة 40 ألف شخص، يشكلون نموذجاً يحتدى به في الاستخدام المستديم للموارد الطبيعية. حتى الآن لا يتعدى عدد ساكني هذه المدينة 120 شخصاً، وهم طلبة المعهد الذين تم اختيارهم لتطوير واختبار تقنيات ومبادرات جديدة تسمح بالعيش بأسلوب مستديم يحافظ على الموارد الطبيعية. في البداية كان يتوقع أن تتحول "مصدر" في عام 2016 إلى مدينة جاهزة فيها شقق سكنية ومكاتب عمل وبنية تحتية رفيقة بالبيئة. غير أن الجدول الزمني لإنهاء الأشغال في هذا المشروع تعثر كثيراً، كما يوضح المهندس الألماني سيمون بروينينغر، الذي يعمل منذ أربعة أعوام في مشروع "مصدر سيتي" أو "مدينة مصدر". يرى المهندس الألماني أن الرؤية التي واكبت بداية المشروع لم تتغير وإنما الذي تغير منذ بداية أعمال البناء عام 2008 هو الإطار الاقتصادي العام. فالأزمة المالية العالمية أدت أيضاً إلى تراجع أسعار العقار في دول الخليج. وفي ظل هذا الوضع أصبح القائمون على مشروع "مصدر سيتي" مطالبين بإعادة النظر في إستراتيجية عملهم، كما يؤكد بروينينغر بالقول: "التركيز على البناء في البداية وانتظار إقبال الزبائن على الشقق، كانت هي الفكرة الأصلية، لكننا لمسنا بأن هذا الأمر غير مجدي بسبب وجود فائض كبير في السوق". ويضيف رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي ستيف سيفيرنس: "المشروع الناجح الذي يمكن تنفيذه في كل مكان لا يجب أن يكون مستديماً فقط من الناحية البيئية، وإنما أيضاً من الناحية الاقتصادية". الآن توجد خطط للتعاون مع شركات عالمية مثل سيمنس وجنرال إلكتريك اللذان سينتقلان لـمدينة مصدر، وهو ما سيشكل دعماً مهماً لإتمام مشروع المدينة والترويج لها والنجاح في تحويلها في غضون 2025 من جامعة النخبة إلى مدينة كاملة.في فصل الشتاء لا تلاحظ الفرق في درجة الحرارة بشكل كبير، لكن في ذروة فصل الصيف يسود في هذه المدينة البيئية طقس لطيف ليس له مثيل في الإمارات العربية المتحدة بأكملها. فمن خلال المزج بين التصاميم العربية التقليدية والتكنولوجيا المتقدمة، تسمح هذه المدينة لزوارها بقضاء وقت طويل في الهواء الطلق. ويوضح سيفيرانس بأن الممرات الضيقة في هذه المدينة تحولت إلى نفق للرياح يجعلك تشعر بنسمات هواء لطيفة. ويضيف: "مثل هذه الهياكل تستخدم في البناء التقليدي العربي منذ قرون. ونحن أضفنا إليها بعض التقنيات، حيث يتم سحب الهواء للأعلى ليتحول بعد ذلك إلى نسيم بارد ينزل إلى الأسفل". يتم حماية المباني في مدينة مصدر بطبقة سميكة عازلة للحرارة ولا يوجد سوى عدد قليل من النوافذ التي تسمح بدخول الحرارة إلى الغرفة. وبالرغم من وجود محطة للطاقة الشمسية، إلا أن الاقتصاد في الطاقة أمر مطلوب كما يقول المسؤول على التصميم في مشروع "مصدر سيتي" كريس فان، والذي يضيف بالقول: "في السابق كان تجهيز المبنى بتقنيات رفيقة بالبيئة يعتبر أمراً فاخراً ومكلفاً، أما الآن فأصبحت مثل التقنيات جزءا من البناء عند بدايته". أعمال البناء جارية على قدم وساق في مدينة مصدر، فالجزء الثاني من المعهد على وشك الانتهاء. في هذه الأيام تستعد أول شركة لفتح مركز لها في مصدر وهي شركة سيمنس. وحسب فان، فإن البناية التي ستتواجد بها سيمنس ستكون البناية الأكثر اقتصادا في استهلاك الطاقة بنسبة تقل بـ65 في المائة عن الاستهلاك العادي لمبان مماثلة في أبو ظبي. أيضا يتم في مدينة مصدر بناء مقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) بمواصفات رفيقة بالبيئة. يقول نائب المدير فرانك ووترز بأن الحركة عادت من جديد لمصدر سيتي وبناء مدينة خضراء في الصحراء يعتبر إنجازاً كبيراً. ويضيف الخبير الهولندي: "إذا تمكنا من تحقيق شيء من هذا القبيل هنا، فمبدئياً يمكننا تكرار ذلك في أي مكان آخر". ويعيب النقاد على دول الخليج عدم اهتمامهم بالمشاريع المحافظة على البيئة باستثناء مشروع مصدر النموذجي. غير أن سيمون بروينينغر يعتقد بأن مصدر هي بمثابة منارة تهتدي بها دول الخليج في هذا المجال. ويرى بروينينغر أيضاً أن أبو ظبي والإمارات العربية المتحدة وكل منطقة الخليج معروفة باستهلاكها الكبير للطاقة، غير أن مبادرة مصدر دفعت أطراف كثيرة في المجتمع بما في ذلك الشركات الصناعية إلى إعادة النظر في تعاملها مع الطاقة ويتجلى ذلك في قوانين البناء ومبادرات منع النفايات في أبو ظبي. من خلال الاستثمار في مشاريع جديدة للطاقة المتجددة في مناطق مختلفة من العالم بالإضافة إلى دعمها للمدينة البيئة تسعى مدينة أبو ظبي الغنية بالنفط إلى ضمان رفاهيتها حتى إلى عصر ما بعد النفط.المفوضة الأوروبية للمناخ كوني هيديغارد ستزور بدورها هذه المدينة البيئية هذا العام. وترى بأن مثل هذا المشروع يمكن تصوره أيضاً في أوروبا. لكنها تؤكد بأن أكبر التحديات يظل يواجه مثل هذه المشاريع هو إقناع المستثمرين بجدوى الاستثمار في هذا المجال وتضيف السياسية الأوروبية: "يمكننا تحديد ما نريد من الأهداف والبرامج السياسية لكننا لن ننجح في ذلك بشكل جيد إلا إذا اقتنع رجال الأعمال بأن ذلك أمراً مربحاً من الناحية الاقتصادية".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة مدينة مصدر واحة خضراء رفيقة بالبيئة وسط صحراء قاحلة



GMT 23:20 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

أكثر من 10 حرائق متزامنة في عدة مناطق بتونس

GMT 17:07 2022 السبت ,19 آذار/ مارس

زلزال شدته 5.5 درجة يهز شمال الجزائر

GMT 13:03 2022 الأربعاء ,05 كانون الثاني / يناير

زلزال يضرب شمال شرق المغرب

GMT 20:51 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

نفوق أكبر زرافة في العالم عن عمر 31 عاماً

GMT 11:25 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

اكتشاف بيئة مرجانية ضخمة وغنية بالأسماك

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca