برازيليا - المغرب اليوم
في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، قام الثري البرازيلي “بيبي بيغناتاري” ببناء مزرعة “تانجارا” لزوجته الجميلة نيليتا ألفيس دو ليما. واختار لها مكاناً آمناً وهادئاً وسط الطبيعة الاستوائية الوارفة التي كانت على النقيض في ذلك الحين مع مركز مدينة ساو باولو المتنامية بسرعة والصاخبة. ولكونه ابناً لكونتيسة ماترازو، فقد ورث بيبي ثروة من أكبر الثروات في البرازيل، لذا، شرع بسرعة ودون تردد بتكليف أحد المواهب الإبداعية البرازيلية الرائدة عالمياً وهو المهندس المعماري أوسكار نيماير وروبرتو بورل ماركس نفسه، لهندسة الحدائق والمناظر الطبيعية. والتزم تجاه المشروع بكل ما أوتي من مشاعر قلبية. وقد شكل المسكن الخاص هذا مفهوماً “متقدماً” في ذلك الوقت حيث الاهتمام بالطبيعية المحيطة لم يكن بالغ الأهمية. إلى جانب المرافق الحديثة مثل مسرح السينما الخاص، واثنان من حمامات السباحة، أحدهما داخلي مع مياه دافئة تغطيه قبة من تصميم وعمل المعماري الإيطالي بيير لويجي نيرفي.
ومع تحول العقد إلى فترة الخمسينيات، برزت ساو باولو كمدينة حديثة ومعاصرة وظهر تأثير البرازيل على الثقافة العالمية من خلال موسيقى بوسا نوفا، والفن التجريدي في المهرجان الأول خارج البندقية، والهندسة المعمارية لأوسكار نيماير؛ وفي غضون ذلك مات زواج بيبي بيغناتاري، وذهبت معه الخطط الأصلية لمزرعة تانجارا. وبقي المبنى على حاله لعدة سنوات حتى فترة التسعينيات عندما تم هدم المسكن. والحفاظ على القسم الخاص بالحديقة وقام بورل ماركس بإنهاء المشروع، الذي تم تحويله إلى حديقة عامة بعد الموافقة على تقسيم العقار.
وفي عام 1995، قامت الشركة المالكة للمبنى ببناء قصر فندق وسبا تانجارا، باعتباره أثر فني كلاسيكي حديث وأصيل؛ بحسب ما صدر عن المجموعة نفسها بوصفه “عمارة كلاسيكية وفاخرة، تعتمد معايير الفنادق الأرقى في العالم.” ثم توقف البناء عام 2001 بسبب نقص التمويل والخلاقات القانونية الناشئة بين المستثمرين الأصليين. ولم ير الفندق ضوء النهار بعدها.
ثم بعد نحو عشرين عام تقريباً، استطاعت “مجموعة أوتكر” إتمام ذلك المعلم الرومانسي وإعادة الحياة إلى قصر جميل، تحيط به الخضرة الاستوائية لحديقة بورل ماركس. يفتح فندق “بالاسيو تانجارا” نافذة على أيام من البهجة تذكرنا بتاريخ الخمسينيات الأنيق، مع لمسة من المعاصرة، التي تحتضن المحيط الأخضر المنعش، وتوفر الخدمات الممتازة في سبا سيسلي والمطبخ الاحترافي لـ”جين جورج فونغريتشن”.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر