تقدّم حدائق بالاديو في إقليم فينيتو، جمهورية البندقيّة في إيطاليا، مشاهد طبيعيّة صمّمها الإنسان، ومظاهر حضاريّة صقلتها الطبيعة. الفِلل وحدائقها من تصميم المُهندس المعماري في عصر النهضة، أندريا بالاديو، الذي عاش في القرن السادس عشر، وهي عبارة عن حلم حياة تندمج فيه الهندسة المعمارية الكلاسيكيّة بالمناظر الطبيعيّة المحيطة، في تناغم تام.
تستمدّ مجموعة عطور Parco Palladiano من Bottega Veneta الإلهام من نُزهة شاعريّة ساحرة في هذه الحدائق منقطعة النظير.
أُطلقت هذه المجموعة للمرة الأولى عام 2016، وكانت تتضمّن ستّة عطور للنساء والرجال، تجسّد كلّ منها خلاصة التقاطع بين الحضارة والطبيعة، المتمثّلة في رؤية مثاليّة للتعايش النموذجي في حدائق بالاديو.
مثّلت مجموعة Parco Palladiano، منذ استحداثها، رؤية متجذّرة في فينيتو حيث أُنشئت دار Bottega Veneta عام 1966، وهو مكان تتناغم فيه التصاميم الخالدة مع محيطها الطبيعي تناغمًا تامًّا.
يذكر أنّ إقليم فينيتو هو موطن بعض من أعظم الحرفيّين في العالم، وهو مكانٌ تكمّل فيه إبداعات الإنسان جمال الطبيعة المحيط في اتّساق كامل.
وكان فقًا لرؤية المدير الإبداعي للدّار توماس ماير، فإنّ كلًّا من العطور أشبه بـ"وهمٍ عطريّ"، وهي مركّبة من أجود المواد الأوليّة التي تنمو في تلك المنطقة.
يحمل كلّ عطر اسم النفحة الرئيسيّة في تركيبته، بالإضافة إلى رقم روماني، تقديرًا للتراث الكلاسيكي للفِلل البالاديّة، كما أنّ العطور مصنّفة في أربع فئات نباتيّة، هي الأزهار والأخشاب والأعشاب والفواكه، المقابلة لأجزاء مختلفة من الحديقة.
يعبّر توماس ماير عن مصدر إلهامه قائلًا: "ينبغي أن يتسنّى للجميع أن يأتي إلى منطقة فينيتو ويتمتّع بجمالها: في هذا المكان أبصرت الدار النور، وهو المكان الوحيد القادر على التعبير عن نوع الجمال الكامن في كلّ ما نقوم به في Bottega Veneta". ويُضيف: "لقد سُرِرنا بالعمل على ابتكار مجموعة عطور تعكس فخامة الفِلل البالاديّة، والتوازن الفريد والأجواء الاستثنائية لمنطقة فينيتو، فضلًا عن القيم الحقيقيّة لدار Bottega Veneta نفسها".
اكتشاف إمكانيّات غير محدودة
يشكّل تراث أندريا بالاديو مصدر إلهام مستمرّ لتوماس ماير ولرؤيته في ما يتعلّق بالتوسّع المستقبلي لمجموعة عطور Parco Palladiano.
ونذكر من الميزات الاستثنائية لعمل بالاديو، المخطّط المعماري المتمثّل في تقاطع المربّعات بشكل متصالب. يسلّط هذا الشكل المتصالب الضوء على الغرفة المركزيّة في الفيلا باعتبارها الأصل، حيث لا حدود للفرص، إذ إنّ كلًا من الجوانب الأربعة يؤدّي إلى غرفة جديدة على مسار خاص.
وتؤدي المسيرة الفلسفية عبر هذه الغرف المحيطة وعلى هذه المسالك المختلفة ,إلى الإمكانيّات الهائلة القائمة في الحدائق خارج الفيلا مباشرة.
وترمز فلسفة التصالب البالاديّ إلى مجموعة Parco Palladiano، فعند إطلاقها كانت تتضمّن ستّة عطور، وهي ستواصل توسّعها على غرار الحدائق التي استُلهمت منها، من خلال إضافات لم يُكشف عنها بعد.
الأشجار المعمّرة (X، XI، XII)
و تنتصب الأشجار، رمز الشهامة والخلود، متجذّرة بعمق في أرض فينيتو. بقوّتها واتّساعها وحيويّتها، تمثّل هذه الأشجار المضيف الدائم للحديقة، مستمدّة قوّتها من تربة فينيتو التي تضرب جذورها عميقًا فيها.
ممتدّة نحو السماء، تتمايل تيجانها الخضراء وتتمايل أغصانها في انسجام مع وميض أشعّة الشمس. من هذه الأشجار الحارسة الدائمة استُلهِمَت عطور Parco Palladiano الثلاثة الجديدة، التي تشيد بثلاثة من أنواع الأشجار الأكثر صمودًا على الإطلاق، ألا وهي: شجرة الزيتون، والسنديانة، وشجرة الكستناء.
تستكشف هذه التركيبات الثلاث، المختلفة على نحو ملفت، السّمات الخاصّة بكلّ من هذه الأشجار المهيبة، كما تُمثّل استمراريّة تقليد Bottega Veneta المنطوي على فنّ صانعي العطور العالميّين أماندين ماري، أليكسيس دادييه، صوفي لابيه، وكوينتن بيش.
يُشار إلى أنّ أليكسيس دادييه شارك في قصة Parco Palladiano منذ البداية، حيث عمل على العطرين II وIV.
العطور
عطر PARCO PALLADIANO X OLIVO
يستحضر عطر Parco Palladiano X Olivo الحضور القويّ لشجرة الزيتون. تُعرف هذه الشجرة باسم شجرة الحياة، وجذورها تتغلغل بعمق في التربة، في حين تمتدّ فروعها سريعًا باتجاه الشمس.
وتقول صانعة العطور أماندين ماري في وصف هذا العطر "يتميّز عطر Olivo بتركيبة خشبيّة خضراء، قويّة وجذّابة، راسخة في الأرض وشامخة نحو السماء. من أعماق جذورها، صعودًا عبر قلب جذعها، وصولًا إلى أطراف أوراقها، تُطلق قوّتها الخضراء".
يُجسّد هذا العطر الزيتونيّ اللون، ذو التركيبة الخشبيّة الخضراء مع نفحة من الزيتون الأخضر، اللون الحيوي لأوراق هذه الشجرة المائلة إلى اللون الفضّي والمتلألئة تحت أشعة الشمس في فصل الربيع.
عطر PARCO PALLADIANO XI CASTAGNO
يغمر عطر Parco Palladiano XI Castagno محيطه بعبير حلو ومدخّن على حدّ سواء. إنّ شجرة الكستناء تتّسم بالصلابة وتحظى بالاحترام، وهي تُعدّ الملاذ الآمن في حديقة بالاديو، والملجأ الساهر والمريح الذي شهد تعاقب الأجيال.
"أردنا أن نستحضر شجرة كستناء قديمة بكاملها، من عمق جذورها إلى قوّة نكهة ثمارها، مرورًا بغصيناتها ولحائها وأوراقها، وهو أمرٌ لم نقم به مسبقًا. لقد جازفنا بالعمل على بنية غير معتادة، تتمحور نفحاتها بالكامل حول هذه الشجرة المعمّرة، وبإغنائها بتباين بين النفحات الخضراء والبلسميّة"، على ما يقول صانِعا العطور أليكسيس دادييه وصوفي لابيه.
يتّخذ هذا العطر لونًا بنيًا ذهبيًا، دافئًا وجذّابًا، يجسّد بمنتهى الإتقان خلاصة هذا العبير الناعم والخشبيّ في آن.
عطر PARCO PALLADIANO XII QUERCIA
يُحيي عطر Parco Palladiano XII Quercia الطاقة القويّة للسنديانة، من جذورها الأرضية إلى ورقها الأخضر المريح. هي حارس المدخل المهيب للحديقة، وترسم أغصانها المطحلبة شكل دانتيل خشبي يعلو فوق الفِلل البالادية .
ويقول صانع العطور كوينتن بيش "إنّ هذا العطر يتضمّن قلبًا خشبيًا، ناعمًا وقويًا في آن. يعبّر هذا العطر عن روح سنديانة مهيبة، وهي قوّة هادئة لكن غامضة في حديقة بالاديو".
بفضل نفحة السنديان النادرة وغير المعهودة في مجال صناعة العطور، فإنّ هذا العطر البنيّ الداكن غنيّ من حيث النكهة والشكل.
القوارير
تجسّد كلّ من القوارير تقاليد Bottega Veneta ومنطقة فينيتو، إذ يزيّن نمط الخطوط المتشابكة (intrecciato) الشهير الخاص بالدار القارورة وغطاءها وغلافها، كما تُذكّر القارورة بحدّ ذاتها بصناعة الزجاج الكلاسيكيّة في البندقية، على غرار جميع عطور الدّار.
ويمكن القول إنّ نمط الخطوط المتشابكة (intrecciato) هو السّمة المميّزة لدار Bottega Veneta التي يُمكن التعرّف عليها على الفور، مع الإشارة إلى أنّه تصميم متشابك خاص بالجلد، جرى تطويره وتنفيذه يدويًا من قبل حرفيّي الدار.
و بدأت عمليّة إعادة إحياء Bottega Veneta، مُشيدًا بالخبرات الاستثنائية التي ما تزال في صميم عملها حتّى يومنا هذا.
أمّا اللمسة النهائية على كلّ قارورة فتتمثّل في الملصق الأبيض المبسّط الذي يحمل اسم النفحة الرئيسية في كلّ عطر باللغة الإيطاليّة، فضلًا عن الرقم الروماني الذي يمثّل كلّ عطر بحسب ترتيب إضافته إلى المجموعة، ما يتيح التعرّف بسرعة وسهولة على كلّ من هذه العطور الملوّنة والمشبعة بالنور.
عالَم العطور الإيطالي من BOTTEGA VENETA
تروي عطور Bottega Veneta قصص تجارب إيطاليّة جوهريّة. من العطر الأول، أرادت أن يُضفي معنى على الرائحة، بحيث تستحضر لحظات مميّزة إيطاليّة الطابع، تُبرز تراث هذه الأرض وجمالها الخالد. و تبدأ حكاية جديدة تكشف عن جانب مختلف من جوانب إيطاليا من خلال المناظر الطبيعية وبيئة الحياة فيها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر