اوصى خبراء بريطانيون في الصحة العامة بمنح اطباء الصحة العامة امكان وصف السجائر الالكترونية للاشخاص الراغبين في التوقف عن تدخين السجائر التقليدية، بموازاة استمرار التحذيرات من اثر سلبي لهذا الاختراع على صعيد التشجيع على التدخين.
فقد أشارت آن ماكنيل من جامعة "كينغز كوليدج" في لندن والمشاركة في اعداد هذه الدراسة التي اشرفت عليها السلطات الصحية البريطانية، الى ان السجائر الالكترونية يمكن أن "تغير المعادلة على صعيد الصحة العامة".
من ناحيته لفت كيفن فنتون أحد مسؤولي السلطات الصحية البريطانية الى ان "السجائر الالكترونية قد تمثل حلا جديدا بالنسبة لبعض الاشخاص الذين يجدون صعوبة في الاقلاع (عن التدخين) باستخدام الطرق التقليدية".
ولا يسمح حاليا للأطباء البريطانيين في وصف تدخين سجائر الكترونية الا ان الخبراء الذين نفذوا هذه الدراسة يأملون في أن تمنحهم الوكالة البريطانية للرقابة الصحية هذا الحق في وقت قريب.
وأضاف فنتون "حتى اللحظة، لا يوجد منتجات مرخصة يمكن استخدامها لغايات طبية وهذا من الاسباب التي ندعم فيها الوكالة البريطانية للرقابة الصحية للتأكد من امكان طرح سجائر الكترونية آمنة ومستوفية للشروط الصحية للاستخدام لغايات طبية".
وشدد فنتون على أن "السجائر الالكترونية ليست خالية تماما من المخاطر لكن الادلة المتوافرة لدينا تظهر أن خطورتها متدنية جدا مقارنة مع الخطر الذي يحمله التبغ".
وتضم بريطانيا نحو 2,6 مليون شخص من مدخني السجائر الالكترونية، في حين يموت سنويا في البلاد 80 الف شخص تقريبا جراء التبغ.
وقد شكلت هذه المسألة موضوع دراسة حديثة اخرى نشرت نتائجها في الولايات المتحدة مجلة "جورنال اوف ذي اميريكن ميديكال اسوسييشن" (جاما) وتثبت أن المراهقين الذين يستخدمون السجائر الالكترونية لديهم ميل اكبر للبدء بتدخين التبغ مقارنة مع اولئك الذين لم يجربوا هذه السجائر.
وتناولت هذه الدراسة 2530 تلميذا في مدينة لوس انجليس بولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة قالوا في مستهل الدراسة في خريف العام 2013 إنهم لم يدخنوا التبغ يوما. وكان جميعهم حينها في سن الرابعة عشرة.
وبعد عام على بدء الدراسة، قال 25 % من مدخني السجائر الالكترونية إنهم جربوا التبغ (السجائر او السيجار) في مقابل تسجيل نسبة 9 % لدى المراهقين الذين لم يستخدموا يوما هذه السجائر.
كذلك خلص الباحثون بينهم خصوصا المشرف الرئيسي على الدراسة ادم ليفينتال من كلية الطب في جامعة جنوب كاليفورنيا الى تسجيل اتجاه اكبر لدى المستخدمين الـ222 للسجائر الالكترونية على صعيد البدء بتدخين التبغ بعد ستة اشهر على اطلاق هذا البحث في المقارنة مع الـ2308 مراهقين الذين لم يستخدموا هذه السجائر، اي 31 % في مقابل 8 % فقط.
ولفت الباحثون ايضا الى ان "هذه البيانات تعطي مؤشرا جديدا الى ان تدخين السجائر الالكترونية يبدو أنه مرتبط بزيادة خطر بدء تدخين التبغ في اول مرحلة المراهقة"، الا انهم أكدوا الحاجة الى اجراء دراسات اخرى لاثبات العلاقة السببية بين الأمرين.
وانتقد الباحثون ايضا الحملات الترويجية من جانب مصنعي السجائر الالكترونية الذين يستهدفون فئة الشباب عبر اقتراح سجائر بمذاقات جذابة للمستهلكين.
وفي مقالة نشرتها مجلة "جاما" العلمية الثلاثاء، قالت نانسي ريغوتي من مستشفى ماساتشوستس العام في مدينة بوسطن الاميركية إن هذا البحث يمثل "المؤشر الاكثر صلابة حتى اليوم الى ان السجائر الالكترونية قد تمثل خطرا على الصحة العامة عبر تشجيعها المراهقين على البدء بتدخين التبغ".
ولفت تقرير صادر في نيسان/ابريل الماضي عن المراكز الاميركية لمراقبة الامراض والوقاية منها، الى ان استخدام السجائر الالكترونية سجل ارتفاعا بواقع ثلاثة اضعاف لدى الشباب الاميركيين في خلال فترة صغيرة لا تتعدى سنة واحدة ليتخطى عددهم للمرة الاولى عدد مدخني السجائر التقليدية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر