آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الفنانون والمثقفون المغاربة عُرضة لعوادي الزمن والاضطرارِ لمَدِّ اليد طلبًا للعون

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الفنانون والمثقفون المغاربة عُرضة لعوادي الزمن والاضطرارِ لمَدِّ اليد طلبًا للعون

مسرحية "هنري الخامس"
الرباط - المغرب اليوم

"ليت المسرح مملكة والممثلين أمراء"، بهذه الأمنية افتتح شكسبير مسرحية "هنري الخامس". .تكشف الأماني أن الواقع يناقضها. كل شخص يتمنى ما ينقصه، ولهذا عينات متتابعة وقعت عام 2018 في مغرب اليوم:

"الممثل عبد اللطيف التحفي في حالة صحية حرجة ويتطلب الأمر نقله على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري.. تكاليف العلاج باهظة لذا نتمنى أن يتدخل الملك لإنقاذ حياته".

نشر الخبر على صفحات "فايسبوك"، وتتابعت التعاليق الطيبة الحنونة والأدعية السخية: الله يشفيه ويبعد عنه كل مكروه.. من خيرة الممثلين ثقافة وسلوكا، ندعو له بالشفاء، اللهم اشفه قبل الدواء وأنت على كل شيء قدير، اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين.

لم تغير الأدعية المباركة شيئا من الواقع الذي لا يرتفع، فجدد صاحب الخبر طلبه: "أرجوكم انشروا الخبر بسرعة لننقذ حياة الفنان".

علق الناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم على المنشور: "إلى متى سيظل الفنانون والمثقفون المغاربة عُرضة لعوادي الزمن والاضطرارِ لمَدِّ اليد طلبا للعون واستجداء لشفقة. إنه لمن المهين لفنان شهد مجده فوق خشبات المسارح وعلى شاشات السينمات وأغرمت بأدواره الجماهير وصفقت لها أن تكون نهايته عرضة للشفقة. تبا لبلد لا يقدر فنانيه".

بعد أيام مات الممثل. وبعد أيام مرض آخر، أكثر شهرة وأعرق في الميدان، الممثل عبد الله العمراني الذي ظهر في فيلم "السراب" 1979 لأحمد البوعناني وفي فيلم "مكتوب" لنبيل عيوش 1997 وفي الفيلم القصير لهشام الولي "الملك لير" 2017.

بعد نشر الخبر في الصحافة نقل الممثل إلى المستشفى العسكري بالرباط، وهو المستشفى الوحيد الذي يوفر علاجا حقيقيا في المغرب. العسكر لا يمزحون.

كتب رئيس مهرجان مغربي باكيا: "حاليا يوجد محمد اعريوس، السيناريست ورئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب سابقا، بأحد مستشفيات مدينة الرباط، ويتطلب إنقاذه إجراء عملية مكلفة جدا وهو بحاجة إلى المساعدة سواء من أشخاص ذاتيين أو مؤسسات". بعد مدة قصيرة مات السيناريست.

بعده مات مغن شعبي مغربي بعد أن خرج في "فيديو" يتسول مساعدة؛ مغن ردد المغاربة أغنياته طويلا:

من يفتح قلبي سيجد أنه نبتت فيه غمة

لو كان الحظ يباع لاشتريت منه غراما

لو كان الحظ يكترى لرهنت صحتي

لو كان القلب يفتش لرأيت كل شيء

اغفر لي يا قلبي فقد جرحتك بيدي

كان المغاربة يرقصون على هذا الوجع الذي أداه ميمون الوجدي، وقد كتب فنان سخي بكلماته: "كنت أتمنى من أهل الفن والثقافة أن يكونوا أول المساندين والمبادرين لدعم عميد فن الراي المغربي الشاب ميمون الوجدي في محنته الصحية".

 

جل الفنانين المغاربة الأوائل فقراء بدخل جد منخفض ومؤقت وبمستوى تعليمي ضعيف إلا فيما ندر، والعزاء الوحيد لهم هو تزاحم الشباب لالتقاط الصور رفقتهم.

الخلاصة أن من حق المغربي أن يكون فنانا ومثقفا، ولكن أن يعول على العيش من الفن والثقافة فهذا علامة غباء، وانفصال تام عن الواقع المغربي. ذات مرة وقف شعراء على باب سلطان مغربي أسس مدينة مراكش فقال "إن الشعراء يطلبون الخبز".

في المغرب أن تكون فنانا دون دخل قار فهذا يؤثر على استقلاليتك..يحرمك من الاستمرار في التكوين ومن ثمة في الإبداع.

في المغرب يستحسن ألا تكون كاتبا أو صحافيا أو ناقدا سينمائيا، لتترك كل ما يتعلق بالمواظبة على المطالعة والكتابة. من ينشغل بالإبداع ينتهي فقيرا. يستحسن أن تكون مديرا لشيء ما؛ مدير جمعية أو مهرجان، أو متعهد حفلات؛ هكذا تصل مصادر التمويل. التمويل يعطى للمنظمين لا للمبدعين.

آخر إهانة في ديسمبر/ كانون الأول 2018 حكم صدر ضد الممثل المسرحي عبد اللطيف الخامولي بطرده من المنزل الذي يكتريه لأنه لم يدفع. لا يملك الخامولي منزلا وهو الذي مثل في فيلم "درب حلاق الفقراء" 1982. وقد أعلن الاتحاد المغربي لمهن الدراما تضامنه مع الفنان في بيان. ممثل يؤدي دور الوغد في عدة أفلام يتصرف في الحياة ببراءة ويجد نفسه بلا منزل في شيخوخته ويتسول الدعم. قديما كتب سيرفانتيس في الدون كيخوته: "لا قيمة للشهرة بدون ربح".

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنانون والمثقفون المغاربة عُرضة لعوادي الزمن والاضطرارِ لمَدِّ اليد طلبًا للعون الفنانون والمثقفون المغاربة عُرضة لعوادي الزمن والاضطرارِ لمَدِّ اليد طلبًا للعون



GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca